تفسير سورة الناس للسعدي

• بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، {مَلِكِ النَّاسِ}، {إِلَهِ النَّاسِ}، {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}.
• وهذه الآيات السابقة تشتمل على الاستعاذة بالله، من الشيطان الذي هو أصل الشر والأذية بكل أنواعها، فهي أساس فتنته في الأرض، أنه من يوسوس في قلوب الناس، فيجمل [ لهم ] الشر، ويريهم إياه في أحسن صورة، ويقوي إرادتهم للقيام به، ويقبح لهم فعل الخير ويمنعهم عنه، ويريهم إياه في أبشع صورة، فدائمًا يقوم بالوسوسة ويخنس للمسلم وبعده عن ذكر ربه.
• فيجب على كل مسلم أن [ يستعين ويستعيذ ويعتصم بالله سبحانه وتعالى، وبعبادته التي خلقهم لأجلها، حيث تمنعهم من أي شرور، كما يريد دائمًا أن يبعد الخلق عن ذكر الله والتقرب منه ويحول بينهم وبين ربهم، ويرغب أن يجعلهم من فريقه، حتى يصبحوا من أصحاب السعير، والوسواس تكون من الجن ومن الإنس، ولهذا قال: ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ).

المصدر: معلومة نت