اخر الاخبار

الاتحاد الوطني لطلبة سوريا.. أداة “قمع” الشباب و”تسويق” الأسد

مارس “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” انتهاكات عديدة ضد الطلاب الجامعيين منذ بداية الثورة السورية عام 2011، بدءًا من قمع المظاهرات الطلابية لمناهضة للنظام السوري وصولًا إلى اعتقالهم وتعذيبهم.

يعرف الاتحاد الوطني لطلبة سوريا عن نفسه عبر موقعه الرسمي بأنه، “منظمة شعبية تضم طلبة الجامعات السورية الحكومية والخاصة والمعاهد العليا والنقانية، له فروع داخل سوريا وخارجها، أُسس الاتحاد رسميًا في 23 من نيسان عام 1963”.

وعرف الاتحاد منذ تأسيسه عام 1963، بأنه كيان يدار من قبل قيادة حزب “البعث العربي الاشتراكي” (الحاكم في سوريا)، ويسيطر الحزب على المنظمات والنقابات في البلاد، كما تطور دوره بعد عام 2011، لينخرط في نشاط أمني لقمع المظاهرات الطلابية، ومراقبة حراك الطلبة المدني مستغلًا وجود ممثليه في جميع الكليات والجامعات على امتداد سوريا.

أداة “ناعمة”

نظم “مركز عمران للدراسات الاستراتيجية” ندوة تعريفية تضمنت مناقشة لبحث أجراه المركز تحت عنوان “أدوات الأسد الناعمة“.

مساعد الباحث يمان زباد، عمل على البحث الذي تطرق لمحاور منها تحكم نظام الأسد بالعمل النقابي والمدني، واستخدامه للاتحاد الوطني لطلبة سوريا كأداة ناعمة لقمع المجتمع المدني والتسويق السياسي له.

افتتح يمان زباد الندوة بالحديث عن اعتماد نظام الأسد على القوتين الصلبة والناعمة، وتركيز المجتمع بشكل دائم على أدوات الأسد الصلبة على صعيد الأبحاث والعقوبات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية، في ظل غياب التركيز على الحراك المجتمعي واستعمال النظام أدوات ناعمة كالاتحاد الوطني لطلبة سوريا.

وشهدت الندوة حضورًا طلابيًا من فئة الشباب الجامعيين في تركيا.

دور اتحاد الطلبة بالانتهاكات

كشفت الدراسة في محورها “أدوار قمع ومهام عسكرية”، عن مشاركة “الاتحاد” بأعمال قمع وعنف نفذها أعضاؤه، في حين لوحظ اختلاف ردود فعل أفرع “الاتحاد” تجاه الحراك الشعبي في الجامعات.

وبرز الدور العسكري والأمني لنظام “البعث” بشكل كبير في جامعة “حلب”، كون “الاتحاد” فيها مكون في أغلبيته من أبناء محافظة إدلب وأرياف حلب، فكان من الصعوبة مواجهة الحراك بالعنف.

وبحسب البحث الذي عرض تفاصيله يمان زباد خلال الندوة، فإن أفرع النظام الأمنية زودت الطلاب “بالأسلحة البيضاء” (عصي، كرابيج)، ومنحتهم صلاحية سحب هوية الطلاب المشاركين في المظاهرات ضمن الجامعة لملاحقتهم أمنيًا لاحقًا، ما تسبب باعتقال آلاف الطلاب الجامعيين، إذ تعرض عدد كبير منهم للتعذيب والإخفاء القسري. 

واعتُقل طبيب الأسنان وطالب الماجستير في جامعة “دمشق” أيهم غزول، من قبل “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” عام 2012، وجرى تسليمه لأجهزة المخابرات، إذ تعرض لضرب مبرح وتوفى بعد أربعة أيام من اعتقاله.

نشط أعضاء الاتحاد في الجانب الأمني، لضبط طلاب الجامعات باستخدام العنف، وفي الجانب العسكري بمشاركة أعضاء “الاتحاد” إلى جانب قوات النظام في عمليات الحصار أو المعارك، بحسب البحث.

وساهم “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” بتجنيد العشرات من الطلاب لصالح الأجهزة الأمنية، بحسب تقرير نشرته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تمور 2021.

ومع تصاعد دور “الاتحاد” ضمن “كتائب البعث” (ميليشيا مسلحة تابعة للنظام)، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على محمد عمار ساعاتي، وهو أحد كبار مسؤولي حزب “البعث” الحاكم، وكان يترأس “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” لمدة 17 عامًا، قبل أن تتولى دارين سليمان منصبه في تموز 2020.

وذكر بيان الخزانة، أن الساعاتي “قاد منظمة سهّلت دخول طلاب الجامعات إلى الميليشيات التي يدعمها الأسد”. 

اقرأ أيضًا: “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا”.. أسهم باعتقال الطلاب ويمثّلهم في محافل دولية

لماذا لم يعاقب؟

على الرغم من عرقلة العملية التعليمية، والمشاركة بقرار إنهاء الحياة الجامعية لمئات الطلاب، ما زال “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” يُدعى لحضور مؤتمرات دولية ومنظمات طلابية، ترويجًا لقدرته على استيعاب وتمثيل كل شرائح المجتمع.

وحضر “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” قمة “تحويل التعليم” المنعقدة في نيويورك، في الفترة بين 16 و19 من أيلول 2022، على هامش الدورة الـ77 لـ”الجمعية العامة للأمم المتحدة” متمثلًا برئيسته، دارين سليمان.

لم يُعاقب الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، بل اقتصرت العقوبات الأمريكية على رئيس الاتحاد السابق محمد عمار ساعاتي، على الرغم من توفر العديد من الشهادات لطلاب تعرضوا لانتهاكات “منظمة” من قبل أعضاء الاتحاد، بحسب ما تحدث يمان زباد الباحث المساعد في “مركز عمران للدراسات الاستراتيجية” خلال الندوة.

وفي هذا الصدد، قال زباد ل، لتوفير عملية فرض العقوبات على “اتحاد الطلبة” يجب إنشاء مسار قانوني منظم بجهود ناشطين سوريين، لدفع الأمم المتحدة للضغط من اجل محاسبة أعضاء “الاتحاد” والقائمين عليه على انتهاكاتهم بحق الطلاب والمدنيين.

وطرح زباد مثالًا عن المحاكمات التي تحدث بحق الضباط السوريين في أوروبا، وأشار إلى أنها من جهود ناشطين سوريين هناك أكثر من الحكومات أوروبية ذاتها.

أعداد المعتقلين من الجامعات السورية من قبل الاتحاد أعداهم “ليست قليلة”، والحاجة إلى جهد حقوقي طلابي ضروري جدًا، لكشف ممارسات الاتحاد السابقة والحالية، إذ يساهم النظام السوري بالتشويش على مصير الطلاب المفقودين، بحسب زباد.

وفي وقت سابق، أثارت إعادة رعاية مكتب الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” (UNDP Syria)، في 12 من تموز 2021، مسابقة جائزة “هالت” الدولية، المعروفة باسم “نوبل الطلابية“، غضب الطلاب الذين واجهوا مختلف الانتهاكات من قبل “الاتحاد”.

وتعرّض المكتب لانتقادات من قبل العديد من المنظمات السورية التي اعتبرت التعاون شراكة للاتحاد بانتهاكاته، ما دفع “UNDP Syria” لنفي أي اتفاق رسمي أو غير رسمي مع الاتحاد.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *