“ليست من أجل الأسرى”.. منظمة استخباراتية تفضح الدور الخفي لطلعات جوية بريطانية فوق غزة وطن
وطن كشفت منظمة استقصائية بريطانية أن سلاح الجو في المملكة المتحدة نفذ 50 طلعة استطلاعية فوق سماء قطاع غزة لتقديم معلومات استخباراتية لإسرائيل.
وقالت المنظمة المتخصصة في عمل أبحاث حول عمل المؤسسات العسكرية والاستخباراتية، عبر موقعها الإلكتروني، إن طائرات أقلعت من قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية جنوبي إدارة قبرص الرومية، وقامت بـ 50 طلعة استطلاعية فوق سماء غزة منذ بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي، بواقع طلعة واحدة يوميا، لتقديم معلومات استخباراتية لإسرائيل.
وسبق أن صرح وزير الدفاع البريطاني في نوفمبر/تشرين الثاني، إنّ الرحلات الجوية البريطانية توفر دعما استطلاعيا لإسرائيل، بما في ذلك منع نقل الأسلحة إلى (المقاومة).
لكن وزارة الدفاع قالت منذ ذلك الحين إن رحلات المراقبة تهدف فقط إلى المساعدة في تحديد موقع أسيريين بريطانيين في غزة.
وعندما سئلت حكومة المملكة المتحدة، رفضت تقديم عدد رحلات التجسس، لكن شركة Declassified قامت بتحليل سجلات تتبع الرحلات الجوية.
الطائرة المستخدمة في التجسس
والطائرة البريطانية المستخدمة هي طائرة شادو آر 1، المعروفة بطائرة الاستخبارات والمراقبة وتحديد الأهداف والاستطلاع (ISTAR).
يتم تشغيل Shadow R1 بواسطة السرب رقم 14 التابع للجيش البريطاني ، والذي يتمركز في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني وادينجتون في لينكولنشاير، شرق إنجلترا.
ومنح الجيش البريطاني مؤخرًا عقدًا بقيمة 110 ملايين جنيه إسترليني للشركة المصنعة للطائرة، شركة الأسلحة الأمريكية رايثيون، لتحديث الطائرة وزيادة الأسطول البريطاني من ستة إلى ثمانية.
وبدأت الرحلات الجوية البريطانية في 3 ديسمبر عندما حلقت طائرتان من طراز R1 فوق غزة. واستمرت الرحلات بشكل شبه يومي حتى الآن، حيث شهد حوالي نصف الأيام رحلتين. في 3 يناير، أرسل البريطانيون طائرة R1 فوق غزة ثلاث مرات. ويبدو أن الرحلات الجوية تستمر حوالي ست ساعات.
ديفيد هيرست: السماح للبريطانيين بالقتال في غزة يهدد سيادة القانون في بريطانيا
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية في 2 ديسمبر/كانون الأول أنها ستبدأ رحلات استطلاعية فوق غزة “لدعم نشاط إنقاذ الأسرى”.
وقالت الوزارة: “سلامة المواطنين البريطانيين هي أولويتنا القصوى”، وأضافت أن “طائرات المراقبة ستكون غير مسلحة، ولن يكون لها أي دور قتالي، وستكون مهمتها فقط تحديد مكان الأسرى”، كما زعمت.
وادعت أنه سيتم نقل المعلومات المتعلقة بإنقاذ الأسرى فقط إلى السلطات المختصة المسؤولة عن إنقاذهم.
لكن العدد غير العادي من الرحلات الجوية، وحقيقة أنها بدأت بعد ما يقرب من شهرين من احتجاز الأسرى، يثير الشكوك في أن المملكة المتحدة لا تجمع المعلومات الاستخبارية لهذا الغرض فقط.
وتتواجد القوات الإسرائيلية أيضًا على الأرض في غزة، وتتمتع بقدرات مراقبة واسعة النطاق في المنطقة. ليس من الواضح ما يمكن أن تضيفه طائرات R1 البريطانية إلى مهمة إنقاذ الأسرى، كما قالت المنظمة.
