اخر الاخبار

بعد أربعة أشهر على آخر مواجهة.. “طريق السد” بدرعا دون ترميم

درعا – حليم محمد

لا يزال حي طريق السد، أحد أحياء درعا البلد، دون ترميم، رغم تضرر عدد من المباني جراء العمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة، في تشرين الثاني عام 2022، بين فصائل محلية ومجموعات متهمة بالانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”، انتهت بسيطرة الفصائل على الحي.

لا ترميم.. إحصائيات فقط

محمد المحاميد (30 عامًا)، ناشط إعلامي من سكان درعا البلد، قال ل، إن الصراع الأخير دمر البنية التحتية في حي طريق السد، إذ ما زالت شبكات المياه والكهرباء معطلة، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بأكثر من 100 منزل، بعضها دُمّر بشكل كلي.

وأضاف المحاميد أن “الهلال الأحمر السوري” في درعا اعتمد خطة لترميم عدد بسيط من المنازل، إلا أن سكان الحي رفضوا الترميم الجزئي، وطالبوا بترميم جميع المنازل.

وعاد بعض السكان وسكنوا على أنقاض منازلهم، مستخدمين بطانيات عوضًا عن الأبواب والشبابيك، وفق المحاميد.

عضو لجنة إغاثية في المدينة، طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، قال ل، إن عدد البيوت المدمرة بلغ 120 منزلًا، منها 40 منزلًا في حالة دمار كلي (هدم أو حرق)، موضحًا أن دور “الهلال الأحمر” اقتصر على ترحيل بعض الأنقاض، وفتح الطرق وإصلاح شبكة الصرف الصحي.

بينما لم يرمم “الهلال” أي منزل حتى الآن، ومن الأضرار المنتشرة تلف خزانات المياه على أسطح المنازل، إذ لا يقل ثمن الواحد منها عن مليون ليرة سورية.

هيثم (25 عامًا)، وهو ناشط إعلامي من درعا البلد، قال ل، إن سكان المنازل المدمرة بشكل كلي تركها أصحابها، وسكنوا بيوتًا أخرى في ذات الحي، ومنهم من غادر المنطقة لعدم وجود بيوت صالحة للسكن.

أما بعض أصحاب المنازل المدمرة بشكل جزئي، فقد رمموا أجزاء “بسيطة جدًا” من الدمار الذي طال منازلهم على نفقتهم الخاصة، بحسب هيثم.

ولا يستطيع معظم أصحاب البيوت المدمرة دفع تكاليف الترميم، حتى لو كان مجرد تركيب زجاج نافذة مكسورة، في ظل الغلاء الذي تشهده السوق المحلية في درعا، وفق الناشط الإعلامي.

مبانٍ متضررة في حي طريق السد بدرعا البلد- 25 من كانون الثاني 2023 (/ حليم محمد)

الحي “متعدد النكبات”

لم يسلم حي طريق السد من التدمير على مدار السنوات العشر الماضية، فقد تعرض لقصف طيران ومدفعية النظام ما بين عامي 2011 و2018.

وبعد “التسوية” التي حصلت في 2018، رمم بعض السكان منازلهم على أمل انتهاء العمليات العسكرية، إلا أن قوات النظام عادت وحاصرت المدينة في تموز 2021، وقصفتها بالمدفعية والصواريخ، ما ألحق دمارًا بممتلكات المدنيين.

وفي تشرين الثاني 2022، فجّر انتحاري نفسه في مضافة القيادي غسان الأكرم، واتُّهم الانتحاري بانتمائه لأحد فصيلي القياديين محمد المسالمة الملقب بـ”هفو”، ومؤيد حرفوش الملقب بـ”أبو طعجة”.

وكان الفصيلان المتهمان بالانتماء لتنظيم “الدولة” يتحصنان في بناء المهندسين بحي طريق السد، ما دفع الفصائل بمؤازرة من “اللواء الثامن” التابع لـ”الأمن العسكري” لمهاجمة هذا الحي.

واستمرت المعارك 15 يومًا، استخدم فيها المتهمون بالانتماء لتنظيم “الدولة” سيارتين مفخختين، تسبب انفجارهما بالضرر الأكبر لمنازل المدنيين.

وقال قيادي في الفصائل المحلية بدرعا، شارك بالحملة الأخيرة على حي طريق السد، إن “هفو” من سكان الحي، وتوجد عدة بيوت لأهله وأبناء عمومته كان يتحصن فيها داخل الحي.

أما مؤيد حرفوش فهو من سكان مخيم “درعا”، واشتبك فصيله في كانون الأول 2021 مع مجموعة القيادي “أبو شلاش”، أحد قادة الفصائل المحلية، الذي أجبره على التراجع والخروج من المخيم، ليتخذ من بناء المهندسين في حي طريق السد مقرًا لاحقًا له، بتأمين حليفه “هفو”، وفق القيادي.

وانفجرت إحدى السيارتين المفخختين قرب البناء الذي يسكن فيه حرفوش، ما أدى إلى حدوث دمار كامل في الأبنية المحيطة.

وبسبب تعرض السكان لعدة حملات عسكرية خلال السنوات الماضية، منها بعد اتفاقيات “التسوية”، لا تزال لدى السكان مخاوف من ترميم بيوتهم وتعرضها للدمار مرة أخرى، وفق رصد.

وبحسب تقرير نشره معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب عام 2019، شهدت مدينة درعا دمارًا للمباني نتيجة القصف الذي تعرضت له على يد قوات النظام، وأحصى التقرير 224 مبنى مدمرًا كليًا، و498 مدمرًا بشكل بالغ، و781 مدمرًا بشكل جزئي، ليبلغ مجموع المباني المتضررة 1503 مبانٍ.

وتختلف آلية التعاطي مع إعادة الإعمار من منطقة إلى أخرى، باختلاف المحافظات أيضًا، حيث تتولى بعض المحافظات ترميم المنازل ضمن مناطق معيّنة، وفق شروط تحددها بشكل مسبق.

ويضطر معظم أصحاب البيوت المتضررة إلى ترميمها على نفقتهم الخاصة ضمن عدة شروط، منها الحصول على موافقات أمنية، في حين تستقبل بعض المناطق طلبات لإعادة الترميم وفق شروط محددة أيضًا على نفقة المنظمات الخيرية.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *