اخبار الإمارات

منتجات من جلود الجمال تنبض بـ «روح حتا»

استحضر الشاب المواطن محمد خليفة الكعبي، البالغ من العمر 31 عاماً، روح حتا وهويتها من خلال تجسيده لها عبر صناعة منتجات مستدامة، مستخلصة من جلود الجمال التي تعرف بصعوبة صناعتها اليدوية، إلا أنه فضّل ارتباطها بمنتجاته التي تترجم حبه لمدينته من خلال تحويل شغفه إلى حرفة يدوية وصقلها، حتى أصبحت علامة تجارية معروفة.

وبرز الكعبي في فن الصناعة والحرفية اليدوية، حيث يتقن تحويل هذه المواد الطبيعية إلى قطع فنية، تعكس ذاكرة المكان، وتحمل في طياتها لمساته الإبداعية، تتناغم تصاميمه الفريدة مع موروث مدينة حتا، مستخدماً الألوان والنقوش التقليدية ليعزز جاذبية هذا الإرث الثقافي، ومع استمراره في تطوير وتحسين منتجاته، استطاع أن يخلق هوية فريدة تميزه عن الآخرين في سوق الحرف اليدوية، وأصبحت علامته التجارية تحظى بشعبية واسعة.

وبدأ الكعبي تعلم حرفة صناعة المنتجات من جلود الجمال في عام 2014، بعد أن كان يشتري المحافظ من مواقع عالمية، ويبيعها عبر حسابه على ماسنجر الـ«بلاك بيري»، ثم خطرت له فكرة أن يصنع محافظ من خلال تعلم هذه الحرفة، التي كان يكرس وقته لتعلمها وتجربتها، حتى جاءت فترة جائحة «كورونا»، التي سمحت له بإعطاء الوقت الكافي لممارستها وإتقانها عبر ورشته المنزلية.

ويعتبر الإرث الثقافي والفني لأي مدينة، كما يقول الكعبي، رمزاً حيوياً، يعكس جوهر هويتها وتاريخها، وتعتبر مدينة حتا واحدة من تلك المحطات الفريدة التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من تراث الإمارات العريق، الأمر الذي جعله يستلهم فكرة «يازرة» من خلال بحثه عن اسم مناسب لمشروعه في تصنيع منتجات من جلود الجمال، والذي وجده في مكتبة حتا من خلال أمينة المكتبة، التي اقترحت عليه اسم «يازرة»، وهي قطعة من الجلد كانت تستخدم كتقنية يدوية بسيطة، يعتمد عليها أهالي المدن الزراعية كمدينة حتا، ويعتمدون على قوة الثيران أو الحيوانات الأخرى لرفع المياه من البئر، ما أتاح لهم زراعة النخيل ومحاصيل أخرى تغني عن احتياجاتهم الغذائية.

وارتبط الكعبي بمعنى «يازرة»، التي حفزته على صنع منتجات مختلفة من جلد الجمال، إلا أنه فضّل أن يتخصص في تصميم منتج يسوق لمدينة حتا، ويجعلها وجهة لا تنسى لزائريها، من خلال ابتكار دفتر يحمل خريطة المدينة، والأماكن السياحية فيها، عن طريق جدولة الأماكن السياحية التي يستطيع زيارتها خلال الأيام التي يقضيها في حتا، إضافة إلى الصور التي قام بالتقاطها من المدينة، مشيراً إلى أنه راعى أثناء تصنيع الدفاتر أن تكون سهلة الحمل بالنسبة لقائدي الدراجات النارية والهوائية والموظفين، وغيرهم. وتحظى منتجات «يارزة» بإقبال كبير، كما يؤكد الكعبي، حيث نالت إعجاب العديد من الأفراد، وأثارت اهتمامهم، ما دفعه إلى الانتقال من مجرد الحرفة اليدوية إلى مرحلة التصنيع، مؤكداً أن هذا الانتقال كان ضرورياً لتلبية الطلب المتزايد على منتجاته، خصوصاً أن إنتاج المنتج الواحد يتطلب نحو 13 شهراً.

وأضاف: «حققت جهودي في تحسين العملية الإنتاجية وتكنولوجيا التصنيع تقدماً كبيراً، ومكنتني من إنتاج كميات كبيرة من المنتجات المميزة».

وبهذه الخطوات الرائدة، يستمر الكعبي في إضافة قيمة لمنتجاته، وتقديم تجارب فريدة للعملاء، مؤكداً التزامه بالجودة والإبداع في عالم صناعة الحرف اليدوية.

. محمد الكعبي: تعلمت حرفة صناعة المنتجات من جلود الجمال عام 2014.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *