ترندات

الاحتلال يستهدف رفح.. والهدنة تنتظر رد حماس

تستعد إسرائيل لمواصلة حربها على قطاع غزة جنوباً بالقرب من الحدود المصرية، بعد أن قالت إنها فككت كتيبة حركة حماس في خان يونس، في وقت تتسارع فيه الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس الخميس، إن النجاح في القتال ضد المسلحين الفلسطينيين في خان يونس بجنوب غزة، حيث شنت إسرائيل هجوماً برياً كبيراً الأسبوع الماضي، يعني أن قواتها يمكن أن تتقدم إلى رفح على الحدود الجنوبية للقطاع.

ويلجأ أكثر من نصف سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى هذه المنطقة، ومعظمهم يعانون من البرد والجوع في خيام مؤقتة ومنشآت عامة، وقال غالانت في بيان: “نحقق مهمتنا في خان يونس وسنصل أيضاً إلى رفح، ونقضي على العناصر الإرهابية التي تهددنا”.

وفي الوقت نفسه، عبر الوسطاء القطريون والمصريون عن أملهم في الحصول على رد إيجابي من حماس، التي تدير قطاع غزة، على أول مقترح ملموس لوقف ممتد للقتال، والذي تم الاتفاق عليه مع إسرائيل والولايات المتحدة في محادثات استضافتها باريس الأسبوع الماضي.

وقال مسؤول فلسطيني قريب من المفاوضات، إن المقترح يشمل مرحلة أولى مدتها 40 يوماً يتوقف خلالها القتال، بينما تفرج حماس عن المدنيين الباقين من بين أكثر من 100 رهينة لا تزال تحتجزهم. وستشهد مراحل أخرى تسليم الجنود الإسرائيليين وجثث الرهائن القتلى.

وستكون هذه الهدنة الطويلة الأولى منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما هاجم مقاتلو حماس إسرائيل ما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيل التي شنت بعد ذلك هجوما ألحق الدمار بجزء كبير من الجيب الفلسطيني.

وقال مسؤولو الصحة في القطاع أمس الخميس، إن الهجمات الإسرائيلية قتلت ما يزيد عن 27 ألفاً، في حين لا يزال آلاف القتلى تحت الأنقاض.

لا رد من حماس
وقال مسؤول فلسطيني، إنه من غير المرجح أن ترفض حماس الاقتراح برمته، لكنها ستطالب بضمانات بعدم استئناف القتال، وهو أمر لم توافق عليه إسرائيل.

وساد الابتهاج لفترة وجيزة في غزة أمس الخميس، بعد أن أثارت تصريحات لمتحدث قطري في جامعة جونز هوبكنز بواشنطن آمال وقف إطلاق النار، وهو ما أدى لانخفاض أسعار النفط الخام، ولكن مسؤولين قطريين في العاصمة الدوحة وطاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، قالوا إن الحركة لم ترد بعد.

وقال سكان إن القوات الإسرائيلية قصفت مناطق حول مستشفيات في خان يونس، وكثفت هجماتها بالقرب من رفح، وتصاعد القتال أيضاً في الأيام الماضية في المناطق الشمالية حول مدينة غزة، التي قالت إسرائيل إنها سيطرت عليها قبل أسابيع.

وقال أسامة أحمد (49 عاماً)، وهو أب لـ 5 أطفال من مدينة غزة، ونزح إلى غرب خان يونس، إن هناك مقاومة شرسة في المدينة والقصف الجوي والبري والبحري بلا هوادة مع تقدم الدبابات الإسرائيلية، وأضاف عبر الهاتف “كل ما نريده هو وقف إطلاق النار الآن”.

وأصيب 13 شخصاً في غارة جوية على منزل في خان يونس، أمس الخميس، وفقاً لمسؤولين في مستشفى. ولا تظهر المناشدات الأمريكية إلى إسرائيل دلائل تذكر على نجاحها في تخفيف محنة المدنيين في غزة، ولكن واشنطن، الحليفة الرئيسية لإسرائيل، تكثف ضغوطها غير المباشرة.

وأصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن أمراً تنفيذياً يهدف إلى معاقبة المستوطنين اليهود، الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة في موجة من أعمال العنف. ويتعرض بايدن أيضاً لضغوط للرد على مقتل 3 جنود أمريكيين بطائرة مسيرة في الأردن هذا الأسبوع، في أول وفيات في صفوف القوات الأمريكية، نتيجة تصاعد العنف في الشرق الأوسط.

وقال 4 مسؤولين أمريكيين إن “الولايات المتحدة، التي قالت إنها لا تريد إشعال حرب أوسع نطاقاً، تعتقد أن الطائرة المسيرة إيرانية الصنع”. وتسبب الهجوم أيضاً في إصابة 40 آخرين.

وذكرت شبكة (سي.بي.إس) نيوز، الخميس، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن أهداف خطط لتوجيه ضربات أمريكية في العراق وسوريا، رداً على مقتل الجنود تشمل “إيرانيين ومنشآت إيرانية”.

وتواصل الولايات المتحدة مع حلفائها الضربات ضد حركة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن، والتي تهاجم سفن الشحن في البحر الأحمر فيما تقول إنه تضامن مع غزة. وقال الجيش الأمريكي إنه ضرب ما يصل إلى 10 طائرات مسيرة في اليمن، كانت معدة للإطلاق بينما أسقطت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية 3 طائرات مسيرة إيرانية الصنع، وصاروخاً مضاداً للسفن تابعاً للحوثيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *