اخر الاخبار

غضب إيراني من روسيا ومطالبات لموسكو باعتقال “جاسوس دمشق”.. ما القصة؟ وطن

وطن طالبت إيران روسيا باعتقال “جاسوس” دمشق على خلفية مقتل قادتها في سوريا في إشارة إلى أن هناك أذرع لإسرائيل داخل دمشق هم وراء الإغتيالات المتكررة للقادة الإيرانيين ولعملاء إيران من المليشيات كما حصل من قبل في مقتل رضا موسوي ومن قبله عماد مغنية وسط دمشق بالقرب من أعتى فروع المخابرات السورية في منطقة”كفر سوسة”.

وأدت غارة إسرائيلية على دمشق لمقتل مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني في هجوم دمر مبنى سكنيا متعدد الطوابق.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن إيران أدانت الضربة ووصفتها بأنها “محاولة يائسة لنشر عدم الاستقرار في المنطقة”.

وقال موقع “تلفزيون سوريا” المعارض لنظام الأسد إن إغتيال مجموعة كبيرة من كبار قيادات فيلق القدس الحساسة في دمشق يوم السبت الماضي على يد إسرائيل لم يكن حدثاً اعتيادياً أو يمكن التغاضي عنه بسهولة كما حاولت بعض المنافذ الإيرانية التقليل من أهميته بالتزامن مع ورود الأخبار العاجلة حينذاك.

وفي الوقت الذي برأت فيه صحيفة “فرهيختغان” الإيرانية ساحة الروس من التسريب الاستخباري، أوضحت هذه الصحيفة أن الروس لا يلتزمون بحماية كل المصالح الإيرانية، إلا إذا كان هذا الوجود ضمن القواعد الروسية.

وزعمت الصحيفة أن مصالح إيران وروسيا في سوريا تتركز على استراتيجية قمع ما سمته “الجماعات الإرهابية” ومواجهة الاحتلال الغربي.

وفي الوقت نفسه اعترفت الصحيفة بوجود خلافات بين الروس والإيرانيين في سوريا على مستوى التكتيكات.

وأوضحت الصحيفة أن روسيا تعتبر أن بعض الاشتباكات بين إيران وإسرائيل في سوريا هي بسبب قضايا خارج سوريا وبالتالي لا تتدخل فيها.

تحذير للنظام السوري

ووفق الصحيفة الفارسية فإن الهجوم الإسرائيلي الأخير يعتبر بمنزلة تحذير للنظام السوري، إذ تسعى إسرائيل للضغط على دمشق لكبح ما تسميها “حركات المقاومة” في هذا البلد ضد إسرائيل خلال فترة الحرب.

ونشرت الصحيفة اليومية قائمة بأسماء المستشارين العسكريين الرفيعين التابعين للحرس الثوري الذين قتلوا في سوريا منذ عام 2015.

كما زعمت بأن ثمانية من أصل عشرين قتلوا منذ بداية هجوم حماس الذي دعمته إيران ضد إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي.

ومن المرجح أن هذه القائمة لم تورد أسماء العسكريين من أصحاب الرتب المتوسطة، بما أنها ضمت أسماء من قتلوا في سبع غارات فحسب، في حين أن إسرائيل شنت قرابة 600 غارة جوية منذ نيسان 2017.

مسار متصاعد للإغتيالات

ولفتت الصحيفة إلى أن الإستهدافات الإسرائيلية للقيادات الإيرانية رفيعة المستوى في سوريا اعتمدت على مسار متصاعد مشيرة إلى أن هذه الإغتيالات جاءت بناء على فترات زمنية متقاربة بين الأحداث المجدولة، إذ تشير في جدولها لوجود 4 أحداث اغتيال مستهدفة من المجموع الكلي نفذ خلال عامي 20232024.

لكن لم تشر الصحيفة إلى أن “إسرائيل أمنت عدم الرد واكتفت بسماع جعجعات بلا طحين وتهديدات فارغة لم يتم تنفيذ أي منها من قبل النظام الإيراني طوال السنوات الماضية”.

وعززت الوتيرة المكثفة للهجمات الإسرائيلية الأخيرة ضد قيادات إيرانية رفيعة المستوى في سوريا من احتمال وجود اختراق قوي واستخباري في أوساط وسائل الإعلام والنقاد والخبراء الأمنيين في إيران.

كواليس مقتل 5 من “نخبة” الحرس الثوري في سوريا.. وإيران تتعهد بالانتقام

وفي هذا السياق قال العقيد “إسماعيل كوثري” عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، والنائب السابق لقاعدة ثأر الله، أحد أهم وحدات الحرس الثوري الأمنية لصحيفة “فرهيختغان” إن اسرائيل كان ولا يزال لها عملاء في لبنان وسوريا والدول المجاورة.

وبحسب كوثري فإن القتلى الإيرانيين الخمس كانوا “مستشارين” في سوريا منذ القدم، وأخيراً تم التعرف إليهم وعلى مكان وجودهم وتم استهدافهم، بحسب تعبيره.

وفيما أشاد كوثري بتصرف دول مثل ايران وتركيا في القبض على الجواسيس ألمح إلى تراخي دمشق في القبض على الجواسيس.

استياء من روسيا ونظام الأسد

يذكر أن مخابرات نظام الأسد التي فظّعت في اعتقال وقتل وتعذيب مئات الألوف من السوريين طوال 12 عاماً ماضية من الثورة السورية المشروعة لم تتمكن من اعتقال جاسوس واحد سواء كان إسرائيليا أو من الدول المؤيدة للكيان الصهيوني، رغم أنهم يصولون ويجولون في طول البلاد وعرضها .

وقال تقرير تلفزيون سوريا إن مثل هذه التبريرات لم تكن كافية لمعالجة حدة التكهنات الإيرانية حول كيفية تنفيذ إسرائيل لهذه العمليات، إذ ذهب علي قلهكي، أحد الصحفيين الإيرانيين المحسوبين على التيار الأصولي للقول على حسابه على موقع إكس إن “استهداف كبار ونخبة قوى المقاومة وإيران في لبنان وسوريا بدقة عالية ليس ممكناً لإسرائيل وحدها، متهماً “تنظيماً موازياً، على دراية بإحداثيات تيار المقاومة، يقوم بتوجيه إسرائيل بالمعلومات الدقيقة”.

وكانت روسيا خلال السنوات الماضية في معرض انتقادات واسعة للوسط الإيراني الإعلامي بين الحين والآخر، خاصة فيما يتعلق بسلوكها في عدم تفعيل دفاعاتها الجوية في أثناء الغارات الإسرائيلية في سوريا.

وطالب علي رضا مصطفى، وهو صحفي محسوب على تيار الإصلاحيين: من رئيس بلاده ابراهيم رئيسي أن يسأل الرئيس الروسي بوتين لماذا لم يقم بتفعيل نظام الدفاع الجوي الروسي S400 في سوريا لحماية مصالح إيران ضد الهجمات الإسرائيلية؟”. متسائلاً إن كانت روسيا لا تزال حليفاً استراتيجياً لإيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *