اخر الاخبار

نار حرب النيجر المنتظرة ستطال دولاً عربية.. خبير يكشف سيناريو “مثلث نار” قد يشعل العالم

بين شدٍ وجذب تلوّح دول أفريقية بشن عمليةٍ عسكريةٍ لإنهاء انقلاب النيجر الذي أشعل منطقة الساحل الأفريقي على مدار الأيام الماضية، إلا أن مثل هذه العملية ستطال نيرانها دولاً عربية وقد تحوّل منطقة البحر المتوسط إلى “منطقة حرب” بعد أن كانت “مقبرة” مهاجرين، بحسب تحليل خبير سياسي في حديث لوكالة ستيب نيوز.

 

انقلاب النيجر كان متوقعاً!

 

يقول الخبير والمحلل السياسي، بلحسن اليحياوي: “بالنظر لدولة النيجر التي هي ثالث منتج لليورانيوم في العالم، والتي أصبحت دولة بترولية منذ 2011. وهذه الدولة تقبع في المرتبة الثانية من حيث الدول الأفقر في العالم.

 

فالمسألة الطبيعية أن يكون هناك خلل على مستوى صنع القرار السياسي وأن يكون هناك حالة من الفساد المستشري التي تعكس طبيعة من يصنع القرار السياسي في أي بلد كان”.

 

 ويتحدث الخبير السياسي عن المتغيرات الدولية في الإقليم ككل، بدايةً مما حدث في دول الجوار في بوركينا فاسو ومالي خاصة، مشيراً إلى أن الانتفاضة ضد “المستعمر القديم الجديد” جعلت الجميع بحالة ترقب لحدوث شيء ما بدولة أخرى.

 

ويضيف: “يجب أن ينظر إلى الأمر من زاوية مختلفة تماماً، حيث بالمحصلة حالة البلد على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى الاجتماعي وحالة العدوى من دول الجوار، جعلت الأمور تتطور إلى هذه الانتفاضة التي جاءت على شكل انقلاب عسكري، مع ما يحمله من تصوّر من العنف والبطش واستخدام القوة الصلبة للدولة”.

 

حرب منتظرة

 

أما بخصوص الحرب المنتظرة والتي هددت بها مجموعة إيكواس، وهي مجموعة اقتصادية تمتلك ذراعاً عسكرية تضم دولاً أفريقية، حيث أكدت أنها حددت ساعة الزحف، إلا أنها أعطت مجالاً لاستخدام الدبلوماسية في محاولة للضغط من أجل إنهاء الانقلاب العسكري وإعادة النظام السابق، ويرى اليحياوي أن “قرار الحرب في النيجر لا يصدر عن الإيكواس، إنما يصدر من السواحل الشمالية للبحر الأبيض المتوسط في أوروبا، وفي فرنسا تحديداً.”

 

ويقول: “دول الإيكواس ليست إلا ناقل لهذا القرار. ولكن هل دول الإيكواس نيجيريا وغيرها من الدول يمكن أن تشارك فعلياً في الحرب، هذا هو السؤال الذي يبقى مطروحاً”.

 

ويشير الخبير السياسي إلى تداخل هذا التهديد مع موقف بوركينا فاسو ومن ورائها مالي وأيضاً الموقف الجزائري الذي لديه التأثير الكبير على ككل، مما تمتلكه من القوة العسكرية الهائلة.

 

وكانت دولتا مالي وبوركينا فاسو قررتا دعم المجلس الانقلابي في النيجر، حيث سبق لهاتين الدولتين أن شهدتا انقلابات جاءت بالسلطات الحالية، وأنهت التواجد الفرنسي فيهما وتوجهتا نحو روسيا أكثر من الدول الغربية، ووصلت طائرات حربية منهما إلى نيامي مؤخراً وسط تأكيدات على دعم قرار الانقلابين في النيجر إذا قرروا مواجهة تدخل عسكري من إيكواس.

 

ويضيف الخبير السياسي: “تواجد الروسي في المنطقة بأي شكل من الأشكال والعوامل الأخرى تدخل معادلة قيام حرب أو عدم قيام حرب”.

 

كما أن عوامل الحرب أو اللاحرب الأخرى هو الموقف الأمريكي غير الواضح تماماً، لا سيما أن واشنطن كررت تواصلها مع المجلس الانقلابي بالنيجر، وهو ما أغضب فرنسا وبدى كأنه تراجع للموقف الأمريكي الداعم للسلطات المعزولة.

 

نيرانها ستطال دول عربية

 

أما في حال اندلعت الحرب فعلاً سوف يكون التأثير كبيراً على المنطقة ككل، حسب اليحياوي، الذي أكد أن تأثيرها سيطال أفريقيا كلها وليس فقط منطقة الساحل، كما ستصل منطقة المغرب العربي.

 

ويتابع: “سوف نرى أمواجاً جديدة من الهجرة غير النظامية. وسيكون تأثيرها كبير على دولة مثل تونس، بسبب موقعها.

 

وتضاريسها على مستوى الساحل التي تسهل الهجرة غير النظامية. ومن المتوقع أننا سوف نشهد كيف يتحول البحر الأبيض المتوسط من مقبرة كما هو الحال حالياً إلى ساحة حرب”.

 

ويوضح أنه لا يمكن الوقوف في وجه أمواج الهجرة التي يمكن أن تحدث في حالة قيام حرب في دولة النيجر وتعدادها السكاني الضخم.

 

مثلث نار سيشعل أفريقيا

 

كما لفت إلى أن “حركة الإرهاب” سوف تنشط من جديد. حيث أن هذه الحركة لم تختفي تماماً. وإنما هي في حالة كمون. مشدداً على أن هذه الحالة ستنتهي عند الحرب لأن “الحركات الإرهابية تعتاش من عملية التهريب، من تهريب البشر إلى تهريب الأسلحة إلى تهريب المنتجات وغير ذلك”.

 

ويبيّن أن”مثلث نار” سيشتعل لهذه الحركات إذا اندلعت الحرب، “من جماعة بوكو حرام جنوباً إلى الجماعات الإسلامية في مالي أو القاعدة في مالي وما كان يعرف قديماً باسم القاعدة في المغرب العربي والتي بايعت تنظيم داعش، إلى حدود ليبيا أيضاً وتشاد التي لا زالت فيها الكثير من العناصر والكثير من الجماعات الإرهابية”.

 

ويقول اليحياوي: “الدخول في مغامرة حرب بالمعنى التام للحرب قد يكون أمراً مستبعداً، بينما عملية عسكرية محدودة ممكنة جداً، إذا توفرت كل الظروف المناسبة”.

 

ويعتبر أن”نجاح هذه العملية العسكرية مرهون بعوامل، إلا أنها سوف تستهدف قادة الانقلاب مباشرة لمحاولة إرجاع النظام السابق في النيجر. ولكن لا يتوقع حدوث حرب طويلة الأمد خاصة وأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ما زالت مستمرة”.

 

هل من حل يمنع الحرب؟

 

أما عن إمكانية إيجاد حل سياسي يجنّب المنطقة نيران الحرب، يتساءل اليحياوي ما هو الحل السياسي الذي يمكن أن ننتظره في النيجر؟.

 

ويقول: “الحل الممكن لكل منطقة الساحل والصحراء هي أن تخفف القوى الاستعمارية الجديدة والنيو كولونيال كما يُعبّر عنها، من قبضتها، وأن تسمح بقيام تنمية حقيقية، وإلا فإن سلب هذه الدول والمواصلة في تلك السياسات منذ منتصف القرن الفارط. هذا يعني الجلوس على برميل منفجر قابل للانفجار في أي لحظة”.

 

ويضيف: “حتى وجود حل سياسي للأزمة في النيجر حالياً لا يعني شيء. إلا إذا اعتبرنا أن الاقتصاد هو قلب السياسة والحل هو قيام تنمية حقيقية في منطقة الساحل والصحراء”.

 

 ويؤكد أن “إصرار دول مثل فرنسا على سلب ونهب مقدرات شعوب المنطقة. لا يخدم الحل وإن تأجلت المعركة فلن تكون المواجهة القادمة بعيدة”.

 

ويتحدث الخبير السياسي عن تعدد القوى الدولية بالمنطقة، من دول أوروبية وأمريكا والصين وروسيا، وما يطرحه بعض تلك الدول من استراتيجيات طويلة الأمد تعتمد على مبدأ “رابح رابح” للتنافس فيما بينها، إضافة إلى كسب ود الدول المنتفضة ضد الاستعمار القديم مما يجعل الحل الأفضل بيد تلك القوى من خلال عامل التنمية، للنهوض بالمنطقة وتجنب صراعات مدمّرة.

 

ويبقى العالم يترقب مجريات الأحداث المتسارعة في النيجر وما تؤول إليه الأوضاع إذا قررت دول إيكواس التدخل عسكرياً وموقف القوى الغربية والشرقية من احتمال اندلاع صراع تغذيه هذه القوى كما يحدث في أوكرانيا.

 

نار حرب النيجر المنتظرة ستطال دولاً عربية.. خبير يكشف سيناريو "مثلث نار" قد يشعل العالم
نار حرب النيجر المنتظرة ستطال دولاً عربية.. خبير يكشف سيناريو “مثلث نار” قد يشعل العالم

 

إعداد: جهاد عبد الله

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *