اخر الاخبار

عمرها 13 مليار سنة.. “جيمس ويب” يرصد مجرات ضخمة تعود لبداية الكون

Advertisement

وطن كشف تلسكوب “جيمس ويب” الذي بات حديث العالم، أدلة على وجود مجرات تعود إلى عصور مبكرة من بداية نشأة الكون بعد الانفجار العظيم، ويطلق علماء الفلك على هذه المجرات القديمة الضخمة اسم “قواطع الكون” لأن وجودها قد يقلب النظريات الحالية في علم الكونيات.

يثير هذا الاكتشاف تساؤلات حول فهم العلماء لكيفية تشكل المجرات الأولى.

وأشار تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية إلى أن تاريخ هذه الأجسام يعود إلى وقت كان فيه الكون 3٪ فقط من عمره الحالي، وأكبر بكثير مما كان يُفترض أن يكون ممكنًا بالنسبة للمجرات في وقت مبكر جدًا بعد الانفجار الأعظم.

وبحسب التقرير إذا تم تأكيد هذه النتائج ، فإنها ستثير تساؤلات حول فهم العلماء لكيفية تشكل المجرات الأولى.

أضخم بكثير مما يتوقع

وقال جويل ليجا، الأستاذ المساعد في علم الفلك والفيزياء الفلكية بجامعة ولاية بنسلفانيا ومؤلف مشارك في الدراسة للصحيفة إن “هذه الأجسام أضخم بكثير مما يتوقع أي شخص”.

وتابع: “توقعنا فقط العثور على مجرات صغيرة وشابة في هذا الوقت من الزمن، لكننا اكتشفنا مجرات ناضجة مثل مجراتنا في ما كان يُفهم سابقًا أنه فجر الكون.”

وتأتي هذه الملاحظات من مجموعة البيانات الأولى التي تم إصدارها من تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي التابع لناسا، والمزود بأجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء والقادرة على اكتشاف الضوء المنبعث من أقدم النجوم والمجرات.

وأثناء فحص الصور رصدت الدكتورة إيريكا نيلسون، من جامعة كولورادو بولدر، والمؤلف المشارك في الدراسة ذاتها سلسلة من “النقاط الضبابية” التي بدت ساطعة وحمراء بشكل غير عادي.

وأشار التقرير إلى أن الاحمرار في علم الفلك هو دليل على العمر ، لأنه عندما ينتقل الضوء عبر الكون المتسع ، يتمدد ، أو يتحول إلى اللون الأحمر.

ويبدو أن هذه المجرات يبلغ عمرها حوالي 13.5 مليار سنة ، مما يجعلها تعود لحوالي 500 إلى 700 مليون سنة بعد الانفجار العظيم.

350 مليون سنة بعد الانفجار

وليست هذه المجرات التي رصدها “جيمس ويب” هي الأقدم ففي ديسمبر 2021، اكتشف العلماء أربع مجرات يعود تاريخها إلى حوالي 350 مليون سنة بعد الانفجار العظيم ، لكنها كانت أصغر بكثير.

وتشير الحسابات إلى أن المجرات الأخيرة كانت تؤوي عشرات إلى مئات المليارات من النجوم بحجم الشمس ، مما يجعلها على قدم المساواة مع مجرة درب التبانة.

ولعل تفسير وجود مثل هذه المجرات الضخمة بالقرب من فجر التاريخ، يتطلب من العلماء إعادة النظر إما في بعض القواعد الأساسية لعلم الكونيات أو فهم كيفية زرع المجرات الأولى من سحب صغيرة من النجوم والغبار.

وتشير النماذج الحالية إلى أنه بعد فترة من التوسع السريع ، قضى الكون بضع مئات الملايين من السنين في التبريد بدرجة كافية حتى يتجمع الغاز وينهار ليشكل النجوم والمجرات الأولى ، وهي فترة تُعرف باسم العصور المظلمة.

العصور المظلمة

وقالت الدكتورة “إيما تشابمان” وهي عالمة فيزياء فلكية في جامعة نوتنغهام: “إن اكتشاف مثل هذه المجرات الضخمة بعد فترة وجيزة من الانفجار العظيم يشير إلى أن العصور المظلمة ربما لم تكن مظلمة للغاية بعد كل شيء ، وأن الكون ربما كان غارقًا في تشكل النجوم في وقت أبكر بكثير مما كنا نظن”.

وأضافت أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الملاحظات لتأكيد الاكتشاف قبل التخلي عن النماذج الحالية. ومع الوتيرة التي أحدثت بها “جيمس ويب” ثورة في مجالات بأكملها ، فلن نتفاجأ إذا كان ذلك صحيحًا!”.

ويخطط الفريق للحصول على صور الطيف ، والتي يمكن أن توفر معلومات أكثر دقة عن المسافة وتسمح بتقديرات أفضل للكتلة.

وقال ليجا: “سيخبرنا الطيف على الفور ما إذا كانت هذه الأشياء حقيقية أم لا”.

إطلاق تليسكوب جيمس ويب

وتم إطلاق تلسكوب “Webb” في ديسمبر 2021 من غيانا الفرنسية على صاروخ Ariane 5 ، وهو يدور حول الشمس على مسافة مليون ميل 1.6 مليون كيلومتر من الأرض ، في منطقة فضائية تسمى نقطة لاغرانج الثانية.

تلسكوب جيمس ويب

وكانت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” نشرت في يوليو 2022، صورا جديدة وصفت بأنها أول صور ملونة للفضاء ولم ترها البشرية من قبل، وتم التقاطها عبر تلسكوب “جيمس ويب”.

وبحسب وكالة “فرانس”24 ” فقد بدأ تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي في إطلاق موجة جديدة من الصور الكونية، إيذانا بعصر جديد من علم الفلك.

تظهر الصور التي نشرتها ناسا ولاقت تفاعلا كبيرا “خماسية ستيفان”، وهي مجموعة مكونة من خمس مجرات تقع على بعد 290 مليون سنة ضوئية.

خمس مجرات تقع على بعد 290 مليون سنة ضوئية أرسلها التلسكوب جيمس ويب

ووفقًا لوكالة الفضاء الدولية، فإن الصورة “تحتوي على أكثر من 150 مليون بيكسل وتم بناؤها من حوالي 1000 ملف صور منفصل.

وقال مدير ناسا بيل نيلسون حينها : “كل صورة هي اكتشاف جديد. كل واحدة ستمنح الإنسانية وجهة نظر للكون لم نرها من قبل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *