سياسة تُدمر الهدف الأول لثورة انتقالات الدوري السعودي
دعوت ضيوفًا من جميع أنحاء العالم لمشاهدة منزلك الجديد، وصنعت لهم حلوى مذهلة، لكنك وضعت الملح بدلًا من السكر! هذا بالضبط ما فعلته رابطة دوري المحترفين السعودي هذا الموسم في دوري روشن.
المسؤولون في السعودية أذهلوا العالم أجمع بما فعلوا في سوق الانتقالات، تحدوا الجميع وأقنعوا النجوم بالقدوم إلى الدوري السعودي رغم فارق الجودة والتنافسية والأجواء الحارة والثقافة الجديدة وكل تلك المعوقات .. نجاح مذهل يُحسب لهم تمامًا.
ماذا حدث بعد ذلك؟ صنع السعوديون منتجًا رائعًا هو الدوري السعودي، وقد رأينا كيف تفاعل العالم مع كلاسيكو الاتحاد والهلال وتألق النجوم وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو وألكسندر ميتروفيتش وكريم بنزيما، ولكن للأسف .. أفسدت الرابطة ذلك المنتج بوضع الملح بدل السكر!
كيف هذا؟ بالجدولة السيئة جدًا للمباريات ووضع مواجهات الفرق الكبرى المتابعة بقوة عالميًا في توقيت واحد مما حرم الدوري السعودي من الهدف الأول لكل ما حدث هذا الصيف وهو الانتشار واكتساب الشعبية والجماهيرية خارج الحدود الإقليمية.
نريد جميعًا متابعة مباريات الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، لكن صُدمنا بعدم قدرتنا على ذلك نتيجة وضع مباريات تلك الأندية معًا في توقيت واحد خلال الجولات الخمسة التي لعبت من الموسم الجاري، وهو ما حرمنا الكثير من المتعة والأهم أنه حرم الدوري السعودي من إظهار جودته ومدى تغيره للعالم أجمع.
الجماهير الرياضية تناشد الجهات المسؤولة عن جدولة مباريات الدوري السعودي بتغيير أوقات المباريات لتصبح المباريات الجماهيرية في أوقات و أيام مختلفة ؛ ليتمكن الجميع من مشاهدة إبداعات نجوم العالم .
— خبر عاجل (@AJELNEWS24) August 24, 2023
الأمر لا يتوقف عند ذلك فقط، بل يؤثر ماليًا وتسويقيًا على الدوري السعودي، حيث نعلم جميعًا أن القنوات العالمية ترغب في نقل مباريات رونالدو ونيمار ورياض محرز وبنزيما وغيرهم من النجوم لجماهيرهم حول العالم، ومع تلك الجدولة السيئة سيكون عليهم بدلًا من نقل مباريات الأندية الأربعة اختيار مباراة أو اثنتين فقط حسب المتاح.
لابد من تدخل الجهات العليا لإعادة النظر في روزنامة الدوري السعودي وأن يتم مراعاة كل العوامل المحلية من أوقات الصلاة وحالة الملاعب ووصول الجماهير بجانب حتى بعض العوامل العالمية مثل مواعيد المباريات الكبرى في العالم واختلاف التوقيت في بعض البلاد، وقد رأينا كيف أصبحت بعض مباريات الدوري الإيطالي والإسباني تُلعب ظهرًا لمنافسة الإنجليزي في “كعكة” آسيا وأمريكا.
قرأنا عن وجود مساعٍ لتعديل ما يحدث واستبدال ذلك الملح بالسكر ليحافظ على “حلاوة” الدوري السعودي ويستطيع الجميع تذوقها، ونأمل أن يكون ذلك سيحدث بالفعل بعد انتهاء التوقف الدولي القادم لتتمكن المملكة وكرة القدم السعودية من حصد ثمار ما زرعته طوال هذا الصيف.
