اخر الاخبار

أياكم والتفريط في الأوطان.. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

الجمعة 09 فبراير 2024 | 11:23 صباحاً


اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية

كتب : محمود الطحاوي

وجه اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رسالة هامة قائلا: إن   مواطن يمني ضاعت بلاده بين بنى وطنه من الشمال إلى الجنوب إلى الحوثيين ويخاطب من تبقى له وطن في زماننا هذا ويفرط فيه بالرسالة التالية : ” دمرت بلادنا ويتم أطفالنا وشرد أهلنا وصرنا ما بين نازح ولاجئى وفقير وجائع ومريض وضائع نستجدى اللقمة والعون من الصاحب والجار فماذا تنتظرون، استعبدنا ونحن الأحرار وقتل منا الشرفاء والأخيار واعتقل وسجن وخفى كل بطل صمصام مغوار فماذا تنتظرون ، قطعت رواتبنا واغلقت مدارسنا وفجرت مساجدنا وانتهكت اعراضنا وشتت شملنا وصودرت اموالنا وجفت منابع ارزاقنا وتاجر بارواحنا ودمائنا ومعناتنا سماسرة الحروب والتجار فماذا تنتظرون، ألم تهتز ضمائركم لعويل الثكالا فى مخيمات الجوع، أو لأمرأة تبكى على صغيرها الذى اغتالته الصواريخ فى خيمة التهجير الإجباري، ألم ترق قلوبكم لصرخ طفل قطعت امعائة من شدة الجوع والعطش، ألم تشتاقتوا لدياركم، اذا على ماذا تختلفون على بقايا وطن لم تنجدوه حين أستنجد بكم وعلى وطن لم تغيثوه حين استغاث بكم ولم تجروه حين استجار بكم، على ماذا تتهافتون على اطلال بلد ضيعته الضغائن والاحقاد فتسيده دونكم غلمان اوغاد، أم على وطن لم تملكوا منه الآن سوى وثيقة سفر أغلقت دونه كل الموانئ والمنافذ والمطارات، فما اعليتم من شأنه لكى يعلى من شأنكم، فماذا تبقى لكم لكى تختلفوا عليه، جميعكم منفى ومشرد ولاجئى، نفيت وسلبت حريتك وتم اقصائك وفجر مسجدك ومنزلك وصادر مالك وحقك وقتل اخاك واهان كرامتك وهجرك عن وطنك واستعبدك واسكنك الخيام واذلك واغتال مستقبلك، على ماذا الاختلاف على المناصب والكراسى، فما جدوى ان تكون وزيرا بلا وزارة ومحافظآ بلا محافظة ومدير بلا أدارة وشيخآ بلا مشيخة ولا قبيلة وعميدا لا يعتمد عليك ولواء بلا لواء يتأمر بأمرك، ما جدوى ان تمتلك كل شئ وانت لا تمتلك نفسك ولا قرارك، ما جدوى وجودك فى الحياة وأنت بلا وطن، فكل المكاسب والمناصب لا تساوى قطرة دمآ نزفها شهيد او جريح من آجل الوطن، كل كنوز الدنيا لا تعادل ساعة ذل تقضيها خارج وطنك، فماذا تنتظرون لتوحدوا صفوفكم، يا ابناء الوطن يا اخوة الدين والدم والارض والتهجير والشتات والغربة والظلم والمعاناة والذل والحاجه دعوا عنكم شياطين الفرقة وكما اضعنا الوطن، علينا استرداده بالخنادق والتضحية فى سبيلة، اعتبروا من أمسكم وحاضركم لتعبروا الى المستقبل، فالعصى تأبى التكسر أن اجتمعنا ويتكسرن اذا افترقنا، فماذا تنتظرون، لن يحرر الأخرين وطنكم، فأنتم تحلمون اذآ وكأنما تلهثون وراء سراب يحسبها الظامئون ماء، فما حك جلدك مثل ظفرك، فالأوطان تحرر بالابناء وبالدماء المقدسة التى تسيل لاستعادته.

واضاف أن الوطن ليس كلمة، الوطن ليس بيت شعر، الوطن ليس أغنية، الوطن ليس شعارات تتردد فى الاحتفالات والمناسبات، انما نسمات الروح التى يتغذى بها الانسان، ويشعر بقيمته بين شعوب الارض، الوطن هو الشمس التى تشرق عندما تتلبد السماء بالغيوم، الوطن هو ضوء القمر فى عتمة الليل، الوطن هو الحنين لترابه، الوطن هو القيم والمثل العليا، الوطن هو ما لا نستطيع وصفه او ذكره وانما هو ما يكون بقلوبنا ومن شدة فخرنا به لا نستطيع أن نعبر عن كل ما يدور بقلوبنا تجاهه، الوطن هو مصدر العزة والرفعة والملجأ لابنائه والمكان الذى يعطى الاحساس بالأمان والاستقرار والطمأنينة والسكينة، وهو الذى يرفع قيمة مواطنيه ويحافظ علي كرامتهم وهو الذى يجمع الأهل والأحبة والأقارب والاصدقاء وهو البيت الكبير الذى يتسع للجميع وهو الكيان الذى ينتمى اليه ويعتبره اساس بداياته ونهايته وهو الحضن الذى يضم ابناءه ويحتويهم وهو المستقر والأمان فهو أغلى ما فى الوجود وهو المكان الذى تظل الروح تهفو اليه مهما ابتعدت عنه ويظل الفؤاد يهوى إليه مهما شعر فيه بالحزن والألم، فمن كان بلا وطن حرم من تلك المشاعر الفياضة والحنين الى نبت الارض التى ولد وتربى فيها .

وتابع ارجعوا الى التاريخ لتعرفوا من هى مصر التى قال عنها الشيخ الشعراوى مصر أم الدنيا ( من يقول عن مصر انها أمة كافرة ؟ إذن فمن المسلمون ؟ مصر التى صدرت علم الاسلام الى الدنيا كلها، حتى للبلد الذى نزل فيه أتقول عنها ذلك ؟ ذلك تحقيق العلم فى أزهرها الشريف، ودفاعا عن الاسلام والمسلمين، من الذى رد همجية التتار ؟ انها مصر، من الذى رد الصليبيين ؟ انها مصر، وستظل مصر دائما رغم انف كل حاقد اوحاسد او مستغل او مدفوع من خصوم الاسلام من هنا او او خارج هنا .

وأكمل ان البابا شنودة … أعلى من شأن مصر ايضا عندما قال ( مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا ) ايها المصريون العظماء اصحاب اقدم حضارة فى تاريخ البشرية، ايها المصريون الذين كتبتم التاريخ بهذه الحضارة ووصفها احد كتابنا بأن مصر اقدم من التاريخ ذاته، حافظوا على مصر فى ظل الموجة الصعبة التى تمر على العالم كله نتيجة الظروف الاقتصادية التى تمر بها كل بلدان العالم، والتى ترغب الجماعة المحظورة فى تصديرها الى المشهد الحالى ولكن ستمر بأذن الله تعالى هذه الأزمة الاقتصادية اسوة بباقى الأزمات التى مرت على مصر وعلى رأسها أزمة الإرهاب، وكما مرت كل المحن والشدائد خلال الفترة المنقضية، تمسكوا بترابها الذى سالت عليه دماء الاف الشهداء للزود عنه، ايها المصريون اسألوا من ذهبت اوطانهم بكم يفتدوها الآن ليعودوا لاستنشاق عبير ترابها .

واستطرد ان ما يربطنا بمصر ليس مجرد ارض نعيش فيها وانما هى حالة من العشق تجعل هواها يجرى فى دمائنا، تجعلنا عندما ينطق اسمها تتهاوى دموعنا فخرا بالانتماء اليها، فمصر هى شمس الاقمار فى ليل بدرها، وقمر الشموس فى دفئ حضنها، يا سألى عن بلادى، ان لى وطن يجرى هواه دماء فى شرايني، لو قيل مصر تهاوت دمعتى شجنآ وقولت يا ارضها السمراء ضمنى، يا موطنى ما توارى الحلم فى خلدى ولا الليالى ولا الايام تنسينى، صوت المقاهى وفى المذياع اغنية لكوكب الشرق بالالحان تشجنى، ذكرى الطفولة اذ قالت معلمتى ارسم بلادك فى فن وتلوينى، وجدتني دون وعى قد رسمت لها بيتا واهلا وحطنا كان يأوينى، رسمت بيتا لها سميته وطنى يحط به غصن صفصاف وزيتونى، رسمت مصر تعير الليل شمعتها وتطعم الشمس خبزا للمساكينى، رسمت مصر عروسا ليل فرحتها تزفها الارض فى ابهى الفساتينى، قالت معلمتى من أنت، قلت لها انا ابن مصر وهذا الفخر يكفنى .

واستطرد أخسر ما تشاء ولكن إياك أن تخسر وطنآ، عشت فيه بكرامة وشعرت فيه بالأمن والأمان، فالأوطان كأحضان الأمهات لا تعوض ابدا، وخيانة الوطن أشد فتكآ من العدو، حفظكى الله يا مصر .

لحظة الفقد من أصعب اللحظات التى تمر على الإنسان سواء كانت لحظة الفقد هى لحظة فقد الأم وهى أشد اللحظات صعوبة او لحظة فقد الأب أو لحظة فقد الأبن أو الأبنة أو الأخ أو الأخت أو الزوجة أو الزوج فهنا تسدل غمامة على الإنسان لا يعلم متى سيخرج منها ومتى ستنتهى الا بالتمسك بالرضى والقناعة التامة بأن لحظة وعمر الإنسان مكتوبة من قبل ولادته فالعمر والرزق متلازمتان كتبها الرحمن لكل مخلوق على وجه الأرض، فلن ينقصك أيا من كان لحظة من العمر او شربة ماء او شهقة من النفس، ولن ينال منك بشر الا باردة العلى القدير.

واختتم ان لحظة فقد الوطن فهى أمر يختلف وشعور وحالة يفقد فيها الإنسان كل المعانى الحياة وكأنه سيق الى المصير المجهول على قدميه بعكس لحظة الفقد الألهية التى تزهق فيها الروح دون سابق أنذار أو أشارة تنبأ الإنسان بهذا المصير الذى يعد الحقيقة الوحيدة الثابتة فى هذا الكون، حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وكل الدول العربية.

المصدر: بلدنا اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *