اخر الاخبار

النظام السوري يتجاهل مأساة الغارقين في “قارب اليونان”

في الوقت الذي ينتظر فيه كثير من أبناء محافظة درعا، جنوبي سوريا، أخبارًا تطمئنهم عن أبنائهم المفقودين بعد غرق قارب مهاجرين يحمل نحو 750 شخصًا، قبالة السواحل اليونانية، لم يقدّم النظام السوري أي رد فعل رسمي أو إعلامي على الحادثة التي تتفاعل منذ الأربعاء الماضي.

وعلى مستوى التغطيات الإعلامية، لم تقدم وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أي تغطية للحادثة، في ظل فقدان المئات من ركاب القارب، ما لا يقل عن 70 منهم، من أبناء درعا.

وكان أحدث ما نشرته “سانا” في تغطياتها من درعا خبرًا في 15 من حزيران، عن نهاية 12 يومًا لعملية “التسوية” في قصر الحوريات وسط ميدنة درعا، وانضمام 23 ألف شخص مطلوب إلى “التسوية”.

أما صحيفة “الثورة” الحكومية، فنشرت خلال الأيام الماضية مجموعة أخبار محلية تناولت واقع الخضروات وافتتاح آبار لمياه الشرب، و”التسوية“، ومقتل عنصر من قوات الأمن الداخلي، وتفقد وزير الزراعة في حكومة النظام للمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية في درعا، ولم تتطرق للحداد الذي بدأ اليوم في درعا، والدعوة لصلاة الغائب بعد صلاة عصر اليوم، على أرواح ضحايا غرق القارب.

ولم تقدّم صحيفة “تشرين” ما يتعلق بمسألة القارب، واكتفت اليوم بنقل خبر افتتاح مركز “للتسوية” في منطق الصنمين، ولم تتطرق للحداد الذي دعا إليه الأهالي تعبيرًا عن حزنهم أمام الكارثة.

وجاءت تغطيات صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، كنسخة عن تغطيات الوسائل الأخرى، على مستوى غياب قصة غرق القارب، والحداد في درعا، وإعادة نشر ما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية حول “التسوية”، ومقتل شرطي.

عواجل عن بعد

لا يختلف الوضع بالنسبة لـ”الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون”، بينما اكتفت قناة “سما” المقربة من النظام بنشر بعض العواجل عبر “تلجرام” حدثت في ثانيهما إحصائية وفيات القارب التي جاءت في الأول.

وفي الخبر العاجل الثالث تناولت “سما” إعلان اليونان للحداد ثلاثة أيام، ثم نقلت عن الإعلام اليوناني أن الغرقى مهاجرون سوريون وفلسطينيون وأفغان وباكستانيون.

وعلى المستوى السياسي، لم تعلق وزارة الخارجية السورية على غرق القارب، ولم يصدر أي تصريح رسمي عن أي جهة رسمية لدى النظام السوري حتى إعداد هذه المادة.

ومنذ مساء أمس الجمعة، دعا وجهاء وناشطون في محافظة درعا، جنوبي سوريا، إلى الحداد ثلاثة أيام، وإقامة صلاة الغائب بعد صلاة عصر اليوم السبت، على أرواح ضحايا غرق سفينة المهاجرين، ومنهم أشخاص كثر من أبناء المدينة.

شوارع خالية في أحياء درعا في ظل الحداد العام الذي أعلنه الأهالي على ضحايا السفينة الغارقة قبالة اليونان، وكثير ممن كانوا على متنها من أبناء درعا- 17 من حزيران 2023 (/سارة الأحمد)

ووفق مراسل في درعا، فإن شوارع وأحياء في المدينة، منها حي السبيل، وحي الصور، خلت اليوم السبت، من المارة بشكل شبه تام، إلى جانب إغلاق الدكاكين والمحال التجارية.

شوارع خالية في أحياء درعا في ظل الحداد العام الذي أعلنه الأهالي على ضحايا السفينة الغارقة قبالة اليونان، وكثير ممن كانوا على متنها من أبناء درعا- 17 من حزيران 2023 (/سارة الأحمد)

أهالي درعا يستجيبون لدعوات الحداد على أرواح ضحايا “قارب اليونان”- 17 من حزيران 2023 (/سارة الأحمد)

المئات مجهولو المصير

منذ وقوع الكارثة أصدرت السلطات اليونانية إحصائية يتيمة تضمنت وفاة 78 شخصًا، ونجاة 104 آخرين، وسط الحديث عن نحو 750 شخصًا كانوا على متن القارب الذي يعتبر سفينة صيد قديمة يتراوح طولها بين 20 و30 مترًا، غادرت مصر ثم نقلت الركاب من ميناء طبرق في 10 من حزيران الحالي، بعدما دفع كل مهاجر 4500 دولار أمريكي للذهاب إلى إيطاليا.

ووفق قوائم أولية أعدها سوريون في اليونان يتابعون مستجدات الكارثة، فإن هناك نحو 34 سوريًا ناجيًا، من 104 أشخاص، أقل من ثلاثين منهم يتلقون إسعافات في أحد المستشفيات، بينما جرى نقل البقية إلى مخيم يبعد نحو 40 دقيقة عن العاصمة اليونانية، أثينا، بينما لا يزال نحو 70 سوريًا، كلهم من أبناء درعا، في عداد المفقودين.

“المجلس الإسلامي” والصياصنة

وجه “المجلس الإسلامي السوري” في بيان نشره اليوم السبت، التعازي إلى السوريين عمومًا، وإلى منطقة حوران خصوصًا بعد فقده أبنائهم غرقًا في البحر.

وحمّل المجلس في بيانه النظام السوري المسؤولية الأولى عن الحادثة “إن المسؤول الأول عن هذه الفاجعة هي العصابة التي لا تزال تتحكم في سوريا وتدغع شبابها إلى الهجرة تحت ضغط عوامل التفقير والتجويع والترهيب”.

كما اعتبر المجتمع الدولي والدول التي تغرق فيها هذه المراكب شركاء في الجريمة لتركهم حماية المستضعفين، ولعدم محاسبة “نظام الجريمة” في سوريا.

وذكر “المجلس الإسلامي” أن “تجّار البشر” في إشارة إلى المهربين، يتحملون “الوزر العظيم” بسبب زج الشباب والأطفال والعائلات بأعداد هائلة في مراكب متهالكة، بعد أن يستغلوهم بالمبالغ الباهظة، كما حذر من ركوب البحر طريقًا للهجرة، وذكّر بحرمة الشراكة فب قتل أبناء سوريا “غرقًا بل تغريقًا” في البحار.

من جانبه، ظهر الإمام السابق للمسجد “العمري” أحمد الصياصنة، بتسجيل مصوّر لتعزية السوريين بحادثة غرق القارب، معتبرًا أن من توفوا بالحادثة ذهبوا ضحية الظلم والاستبداد والجشع.

وحث الصياصنة الأهالي على الصبر والحمد، داعيًا للمتوفين بالرحمة.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *