تعد الطابعة ثلاثية الأبعاد واحدة من التقنيات المبتكرة التي تحدث ثورة في عالم التصنيع والتصميم، وتتيح هذه التقنية للمستخدمين إمكانية إنشاء أشياء ثلاثية الأبعاد بتصميم رقمي مسبق، وذلك عن طريق إضافة طبقات تتراكم معا لإيجاد شكل نهائي ثلاثي الأبعاد، وتوفر الطابعة ثلاثية الأبعاد مزايا هائلة في مجالات متعددة، وأصبحت هذه الطابعات أكثر سهولة في الاستخدام وتنوعا في الأسعار، ما يجعل الاختيار بين النماذج المتعددة المتاحة في السوق تحديا في حد ذاته، ومع وجود مجموعة واسعة من الخيارات المتاحة في السوق، قد يواجه المستخدمون صعوبة في اختيار الطابعة المناسبة لاحتياجاتهم.
قبل البدء في البحث عن الطابعة ثلاثية الأبعاد، يجب أن يحدد المستخدم احتياجاته واستخداماته المحددة، وما إذا كان يخطط لاستخدام الطابعة للهواية الشخصية أم لأغراض تجارية، وإذا ما كان يحتاج إلى طباعة أجزاء صغيرة ومعقدة أم لقطع كبيرة ومتينة؟ تحديد الاحتياجات الأساسية سيساعد المستخدم على تحديد المواصفات المطلوبة للطابعة، حيث تعتمد جودة الطباعة على دقة الطابعة، لذلك يجب البحث عن الطابعات التي تقدم دقة عالية وتوفر نتائج تفصيلية وواضحة.
إضافة إلى ذلك، تحقق من المواد التي يمكن أن تطبعها الطابعة، قد تدعم بعض الطابعات المواد المختلفة مثل البلاستيك والمعادن، بينما تقتصر بعض الأخرى على نوع واحد من المواد.
وتختلف الطابعات من حيث تقنيات الطباعة، حيث يأتي نوع FDM وهي الأكثر شيوعا وتستخدم البلاستيك المذاب لبناء الطبقات، بينما تأتي طابعات SLA معتمدة على استخدام الأشعة فوق البنفسجية لتصلب المواد السائلة، ما يوفر دقة عالية في التفاصيل، فيما تستخدم طابعات SLS اليزر لتسخين وتصليب مسحوق البلاستيك، وهو مثالي للأجزاء المعقدة.
ومن حيث الدقة وحجم الطباعة، يجب اختيار طابعة توفر الدقة المطلوبة لمشاريع المستخدم، فالطابعات الأكثر دقة تكون عادة أغلى، لكنها ضرورية للمشاريع التي تتطلب تفاصيل دقيقة، كما يجب الانتباه إلى حجم منطقة الطباعة، فإذا كان المستخدم ينوي طباعة أجزاء كبيرة، سيحتاج إلى طابعة بمنصة طباعة واسعة.
وفي الوقت ذاته يجب التأكد من مساحة العمل وحجم الطباعة، فيجب التأكد من أن لدى المستخدم مساحة كافية في مكان العمل لاستيعاب الطابعة ثلاثية الأبعاد، وقد تكون الطابعات الكبيرة بحجمها أكثر قدرة على طباعة قطع كبيرة، ولكنها تحتاج إلى مساحة أكبر للتشغيل.
وتختلف سرعة الطباعة بين الطابعات ثلاثية الأبعاد المختلفة، فقد يرغب المستخدم في الطابعة التي تقدم سرعة طباعة أعلى إذا كنت تعمل على مشاريع كبيرة ويحتاج إلى إنتاج سريع، إضافة إلى ذلك، يمكن النظر في استدامة الطابعة، مثل كفاءة استهلاك الطاقة واستخدام المواد القابلة للتحلل.
ومن الضروري التأكد من أن الطابعة سهلة الاستخدام وتتضمن واجهة بسيطة ومفهومة، ويفضل البحث عن طابعة ثلاثية الأبعاد مع برامج تدعم أنظمة التشغيل المختلفة، كما قد يرغب المستخدم في اختيار طابعة متوافقة مع البرامج والتطبيقات الشائعة لتيسير عملية التصميم والطباعة.
ولا يجب إغفال عامل الميزانية والتكلفة، التي تعد عاملا مهما في عملية اختيار الطابعة ثلاثية الأبعاد، لذلك يجب القيام بتحديد الميزانية المتاحة والبحث عن الطابعات التي تناسبها، وقد يجد المستخدم طابعات ثلاثية الأبعاد بأسعار متفاوتة، التي يمكن أن تتأثر بالمواصفات والميزات والعلامة التجارية، فأسعار الطابعات من هذا النوع تراوح بين مئات إلى آلاف الدولارات، لذا يجب البحث عن أفضل الخيارات ضمن هذا نطاق الميزانية ومع مراعاة تكاليف التشغيل والصيانة.
