اخبار عمان

“ملحمة تطوعية”.. أبناء العوابي يعيدون ترميم وتوسعة حارة العالي بجهود ذاتية

 

العوابي خالد السيابي

تعدُّ حارة العالي بولاية العوابي شاهدًا عابرًا للأزمان على إرث حضاري قديم، ارتبط به سكان المنطقة المحيطة بها، فشكلتْ بالنسبة لهم قلبًا نابضًا للولاية نظرًا لموقعها الإستراتيجي وقربها من سوق الولاية، واحتضانها مسجدًا قديمًا يتوسَّطها ويمر من خلاله فلج العوابي العريق. ولتطور الأحداث عبر التاريخ العُماني الثري، ولأسباب عدَّة، غادر كثيرٌ من أبناء الحارة محلَّ سُكناهم، ليعودوا إليها اليوم وقد ازدانت بحُلة التطوير وارتدت ثوبًا قشيبًا، بجهود مجتمعية تطوعية خالصة، من أبنائها الذين أعادوا ترميم بعض معالمها من جديد، بشكل عصري.

ويقول سليمان بن يوسف الخروصي عضو المجلس البلدي وأحد المتطوعين في إعادة توسعة حارة العالي: جاءت الفكرة من أبناء الحارة بعدما أصبح المكان شبه مهجور، فتبنى أبناء الحارة القديمة الفكرة لتكون حارة جديدة ذات مظهر جمالي، وبها مساحة داخلية كبيرة تسهل عملية الدخول والخروج، ومواقف كافية واستراحة جميلة ومسجد حديث بطرازه القديم.

وأكد ناصر بن سالم الخزيري من سكان حارة العالي أهمية مشروع التوسعة، موضحًا أنَّ العملية بدأت بالتفكير أن يكون للحارة أكثر من مدخل وبشكل واسع، إضافة لإزالة بعض المباني القديمة غير الصالحة. ولفت الخزيري إلى أنَّ أعمال التوسعة احتاجت عشرات الآلاف وقد أسهم جميع أبناء الحارة وأبناء ولاية العوابي عامة لتجميع المبالغ، من أجل إتمام المشروع.

وأشار محمد بن ناصر الذهلي من سكان حارة العالي إلى أنه تم شراء بعض المنازل المتهالكة القديمة والتي كانت مليئة بالعمالة الوافدة، وتم هدمها؛ بحيث أصبح للحارة ثلاثة مداخل رئيسية وكبيرة، بدلا من مدخل واحد، كما تم إزالة بعض المواقع البالية واستبدالها بمصلى واسع وجميل للنساء.

ولفت سنان بن محمد الخروصي من سكان حارة العالي إلى أنَّ التوسعة الجديدة شملتْ إعادة بناء مسجد العالي القديم بطراز معماري قديم استخدم فيه الجص والنوافذ والأبواب الخشبية القديمة بشكل جديد وعصري، إضافة لصيانة وإعادة تزيين منطقة عبور الفلج من أمام المسجد، بحيث أصبحت ذات طابع جمالي وبشكل أنيق مستوحى من التراث العماني.

وثمَّن هلال بن أحمد الخروصي من سكان حارة العالي الجهود المجتمعية للمتطوعين من أبناء المنطقة والولاية في عملية التحديث الأخيرة التي أسهمت بشكل جذري في حل كثير من الإشكاليات التي عانى منها أصحاب المساكن.. مشيرًا إلى أن بعض الأماكن ستكون عبارة عن وقف للمسجد من خلال بناء وتشييد محلات تخدم المنطقة ويعود ريعها للوقف.

وقال سليمان بن يوسف الخروصي: إن العمل التطوعي في مختلف مناطق ولاية العوابي مدعاة للفخر والاعتزاز؛ حيث سخر المتطوعون جل أوقاتهم من أجل إعادة بناء الحي القديم ليكون واجهة مشرقة لولاية العوابي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *