اخر الاخبار

هواه صهيوني.. قراءة في موقف محمد بن سلمان من حرب غزة وأهدافه الخفية وطن

وطن ظهر موقف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تجاه فلسطين وحرب المقاومة مع الاحتلال جليا في قمة الرياض الأخيرة، عندما أعلن ما سمّاه “رفضه استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال” مساويًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دون الإشارة لجرائم الاحتلال أو إدانتها أو لحق الفلسطينيين في طرد الاحتلال وقتالهم.

محللون مختصون بالشأن العربي والخليجي، أكدوا أن ولي العهد السعودي أظهر مواقف تحاول تبني التوازن من حرب غزة وتأييد إسرائيل، التي ظهر أقرب لها أكثر من الفلسطينيين وهو الذي كان يمهد منذ سنوات عبر تعاملات سرية للتطبيع العلني مع إسرائيل.

ابن سمان يُغيب السعودية عن قضية المسلمين الأولى

وما يشير إلى موقف ابن سلمان الواضح الداعم للاحتلال، أيضا هو رسالة صريحة وجهها مؤخرا للغرب من خلال الأمير تركي الفيصل، الذي أدان ممارسات المقاومة الفلسطينية ضد المدنيين الإسرائيليين ونزع عنها هويتها الإسلامية مما جعل إسرائيل والصحافة العبرية تحتفي بتصريحاته.

أمّا عن تطبيع السعودية فماضٍ رغم مجازر غزة، وهذا ما أكده مراسل موقع Axios الأمريكي Barak Ravid بأن ولي العهد أكد لبايدن رغبة المملكة باستكمال محادثات التطبيع بعد انتهاء عمليات غزة.

الكشف عن حملة تحريض سعودية هي الأخطر على المقاومة الفلسطينية

وهذا ما يؤكد أن هدف التطبيع ليس مصلحة الفلسطينيين ولكن تأمين تسليح المملكة والبرنامج النووي، بحسب تحليل لموقع “السعودية ليكس” المعارض.

الأمير تركي الفيصل أدان ممارسات المقاومة الفلسطينية ضد المدنيين الإسرائيليين

وتابع التقرير في تحليل الموقف السعودي تجاه غزة: “إعلاميًا اختار الإعلام الرسمي السعودي عدم الوقوف بجانب أهل غزة ومقاومتها فجاءت لغة الخطاب مطالبة بإيقاف استهداف “المدنيين والأبرياء” من الطرفين وتناقلت القنوات الرسمية روايات الاحتلال وبثّتها.”

بل استنكف الإعلام السعودي إطلاق كلمة “شهداء” على من ارتقى من أهل غزة واستبدلهم بكلمة “ضحايا”! فيما “مواقف الوطنجية ورؤوس الذباب الذين تحرّكهم أوامر الديوان كانت أشد شراسة وعداوة وخزيًا” بحسب وصف التقرير.

إذ انطلقت حملات التشويه والشيطنة والتخوين للمقاومة في غزة وحمّلتها مسؤولية القتل والدمار ووصل الأمر لاتهامها علانية بالإرهاب.

السلطات السعودية منعت أي تحركات شعبية لدعم غزة

وشعبيًا وقفت السلطات السعودية بحزم ضد كل من يحاول مساندة أهل غزة ودعمهم فمُنعت حملات جمع التبرعات لهم وتم تهديد من يقوم بها بالعقوبات الرادعة، ولم تُخصّص خطب الجمعة لدعمهم والتذكير بقضيتهم ومُنعت إقامة الخطب والمحاضرات في المساجد لإدانة الاحتلال.

بل وصل الأمر لعدم السماح للناس في المملكة بإظهار عواطفهم تجاه فلسطين أو الدعوة لمساعدتهم ولو على مواقع التواصل.

حرب غزة.. المواقف العربية الرسمية عار لا يماثله عار وصفحة مخجلة في التاريخ

أما إظهار التعاطف مع المقاومة “فجريمة كبرى تستدعي عقوبات شديدة وأعوامًا من السجن وزنازين المملكة التي تضم علماء ونشطاء شاهدة على ذلك.”

وعلى صعيد التحركات الميدانية لم تقم الحكومة بأي دور فعلي، فلم توقف طيران طائرات الاحتلال فوق أجواء المملكة، ولم تطرد شركاتهم التي تستثمر في أراضي المملكة ولم تلوّح بإيقاف تصدير النفط للدول التي انحازت الاحتلال ولم تدعُ الناس لمقاطعة الشركات التي تدعم الاحتلال.

وفي الوقت الذي كان المئات من أهل غزة يرتقون يوميًا بقصف طائرات الاحتلال وينتظرون تحرّك حكام العرب والمسلمين لنجدتهم، تحرّك ولي العهد ولكن باتجاه آخر إذ أعلن بنفسه افتتاح بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية متجاوزا مآسي غزة وسط تطبيل إعلامي غير مسبوق بالحدث التاريخي.

حفلات الترفيه مستمرة رغم قصف غزة

وليت الأمر اقتصر على ذلك ففي الوقت الذي أعلنت دول مجاورة إيقاف مهرجاناتها السينمائية وحفلاتها الغنائية تضامنًا مع غزة أقامت الرياض أسبوع الموضة للأزياء، واستمرت هيئة الترفيه بالترويج لافتتاح موسم الرياض ولحفلاته الماجنة ولم يدر في خلد المنظمين فكرة تأجيله على الأقل.

دعوات لإلغاء “موسم الرياض” تضامنا مع غزة.. هل يستجيب محمد بن سلمان؟

ولفت التقرير إلى أنه “بحسب المراقبين فإن تاريخ محمد بن سلمان المنحاز للاحتلال أكدته أحداث غزة، فبدءً من تغيير مناهج التعليم واعتقال ممثلي المقاومة في المملكة وعشرات العلماء والمغردين المناصرين لفلسطين وفتح الأبواب لحاخاماتهم وشركاتهم للتغلغل في المملكة والصفقات الكبرى مع عراب التطبيع كوشنر والتي تجاوزت 2 مليار دولار.”

بينما شهد تاريخ ملوك السعودية مواقف عديدة نصرة لفلسطين وشعبها عبر عقود، وصلت ذروتها في عهد الملك فيصل الذي لم يألُ جهدًا في دعم فلسطين بكل الوسائل المتاحة وأهمها النفط.

ولكن المملكة لم تشهد عهدًا منحازًا للاحتلال ومتغاضيًا عن نصرة فلسطين كما يشهده عهد الأمير محمد بن سلمان اليوم، يقول التقرير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *