اخر الاخبار

أيمن أصفري.. ملياردير سوري يطالب بـ”الأحقية السياسية” عبر “مدنية”

عاد رجل الأعمال السوري، أيمن أصفري إلى دائرة الضوء الإعلامي بعد إطلاقه مبادرة “مدنية” في العاصمة الفرنسية، التي تطالب بـ “الأحقية السياسية للفضاء المدني السوري”.

وبعد غياب عن المشهد السياسي لسنوات، برز أصفري إلى الساحة عبر مبادرة “مدنية”، التي أطلقها في “المعهد العربي” بباريس في 5 و 6 من حزيران الحالي، بحضور ممثلين عن أكثر من 180 منظمة مدنية سورية، ومسؤولين ودبلوماسيين من عدة دول فاعلة بالملف السوري، وفق البيان الختامي للمبادرة.

تعرف مبادرة “مدنية” عن نفسها، التي يرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال السوري، بأنها “جهة مستقلة عن أي نفوذ سياسي أو أجنبي، تهدف إلى حماية الفضاء المدني السوري، وتعزيز فاعليته في منصات صنع القرار”.

ونفى أصفري أي طموح سياسي له من وراء المبادرة، قائلًا في مقابلة مع صحيفة “القدس العربي“، في 6 من حزيران الحالي، “لا أتطلع لأي طموح سياسي، ولا أحد من أعضاء المبادرة يتطلع لتأسيس حزب سياسي، لكن المجتمع المدني في أي دولة مدنية ديمقراطية له دور أساسي في الفاعلية السياسية”.

وأوضح الملياردير السوري أن المبادرة تطالب بأن تكون المبادئ الأساسية التي تجمع المنظمات المدنية “مركزة”، ولها دور في أي عملية سياسية في المستقبل.

وبشكل مشابه صدر في البيان الصحفي قبل انطلاق المبادرة أنها لن تحل “محل الأجسام السورية المنخرطة في العملية السياسية وفق قرار مجلس الأم رقم (2254)، بل تأتي ضمن محاولات رفد جهودها”.

من أيمن أصفري؟

ولد المهندس أيمن أصفري في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا) عام 1958، ووالده الطبيب أديب أصفري، من مؤسسي حزب “البعث” الحاكم في سوريا منذ عام 1963.

وكان أديب (والد أيمن) عضوًا في “المجلس الوطني” الذي شكله حزب “البعث” بعد انقلابه العسكري عام 1963، ثم عمل سفيرًا في عدد من الدول، قبل أن يعتزل المجال السياسي ويعود لممارسة الطب في مدينة حلب شمالي سوريا.

تلقى أيمن أصفري تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم بدأ حياته المهنية في مجال المقاولات في سلطنة عمان، لينتقل إلى لندن حيث تعرف على رجل الأعمال اللبناني، مارون سمعان، واتفقا عام 1991 على تأسيس شركة “بتروفاك انترناشيونال” بالاتفاق مع شركة “بتروفاك” الأمريكية، التي تعمل في مجال خدمات النفط والغاز، لكن ليس لديها حضور في الشرق الأوسط.

وخلال 15 عامًا أصبحت الشركة من بين أكبر 100 شركة بريطانية، بعد النجاح الذي رافقها بعمل عدة مشاريع في الشرق الأوسط، ليشتري أصفري الشركة عام 2001، ويصبح الرئيس التنفيذي للمجموعة عام 2002، التي تضم أكثر من 8500 ألف موظف وأكثر من 30 مكتبًا حول العالم، بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.

تقدر ثروة أيمن أصفري بـ 1.1 مليار دولار أمريكي، وقد احتل مرتبة أثرى السوريين لثلاث سنوات متتالية من العام 2012 وحتى العام 2014، ضمن قوائم “فوربس” للأثرياء.

وتسبب التحقيق الذي خضعت له شركة “بتروفاك” بخسارتها عقودًا بقيمة عشرة مليارات دولار وتدهور قيمة أسهمها في بورصة لندن.

وكان المدير المالي السابق في الشركة، ديفيد لوفكين، قد أقر بالذنب في 11 قضية رشاوى عام 2019، دفعتها الشركة لشركة وسيطة مقرها مدينة موناكو الفرنسية، للفوز بعقود تتجاوز قيمتها خمسة مليارات دولار لبناء مصافي نفط في السعودية والعراق، بحسب ما نقلته صحيفة “اندبندنت” البريطانية.

تخلى أصفري عن رئاسة الشركة عام 2020، وأصبح عضوًا إداريًا غير تنفيذي عام 2021، بحسب موقع الشركة.

رئيس مجلس إدارة منظمة “مدنية”، أيمن أصفري، خلال حفل إطلاق المنظمة في باريس- 5 حزيران 2023 (مدنية)

المليار بدأ من سوريا

بدأ أيمن أصفري نشاطاته استثمارته في سوريا، من خلال شركة “بتروفاك” في عام 1992، بعقدين للتوريد بقيمة ستة مليارات وسبعة ملايين دولار، ثم وسعت الشركة أعمالها في الأعوام التالية وتعهدت عدة مشاريع في عدة حقول في منطقة دير الزور كان أكبرها عقد المرحلة الرابعة في حقل “العمر” بقيمة 100 مليون دولار.

وكان آخر أعمال الشركة عام 2004، حين انسحبت من سوريا، ثم عادت بعقدين لمعملي غاز أواخر العام 2007، بقيمة تقارب 500 مليون دولار لكل منهما، في حقلي “جهار” و”ايبلا” بين تدمر وحمص.

والتقى الأصفري مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في نيسان 2010، خلال افتتاح معمل غاز “ايبلا”، بحكم أن “بتروفاك” هي الشركة المنفذة.

وبعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، وبسبب وقوفه في صف المعارضة، حاول النظام تشويه سمعته، عبر اتهامه “بالفساد” عبر وسائل إعلام موالية، والادعاء في عام 2013 بأنه حصل على قروض بمئات ملايين الدولارات من المصارف السورية، وهرب بها، دون تقديم أي دلائل على ذلك.

ما رؤيته السياسية؟

دعم أصفري المعارضة السياسية منذ بدايتها، لكنه لم ينخرط في أجسامها، إذ حضر مؤتمر المعارضة في 2012 بالقاهرة، إلى جانب دعمه العديد من نشاطات المعارضة السورية.

وشارك أصفري في مؤتمر المعارضة بالرياض عام 2015، والتي انبثقت عنه “هيئة التفاوض”، ليتردد اسمه كأحد المسؤولين في “الائتلاف الوطني السوري”، وبالأخص بعد استقالة رئيسه السابق، خالد الجربا.

بينما نفى في مقابلة له مع هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية “BBC” عام 2016، أي طموح سياسي، مؤكدًا أنه لم يعرض عليه أي منصب في “الائتلاف”، وأنه لو عرض عليه لرفض.

ووصف أصفري نفسه بأنه “معارض معتدل”، تقوم رؤيته السياسية على مبدأ “المواطنة والفصل بين الدين والدولة”، كما يعتبر أنه لا يمكن إقصاء أي جهة سياسية في سوريا.

وأيّد أصفري حينها وجود الأسد في فترة الحكم الانتقالي، مبررًا قوله بإنه “ليس المطلوب الدخول في مساومات وإنما المطلوب إنقاذ سوريا”، في حين رفض التطبيع العربي الحالي مع النظام في لقاءاته الإعلامية الأحدث.

ويعتبر أصفري أن رجال الأعمال هم جزء من المجتمع المدني، الذي يجب أن تكون مؤسساته موجودة في كل الأنظمة.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *