اخر الاخبار

انحراف في البصر يشوش الرؤية ويموجها.. اللابؤرية أو الاستجماتيزم

د. أكرم خولاني

قد يعاني بعض الناس من تغيُّم الرؤية عن بُعد وعن قُرب، وعندما تكون هذه المشكلة بسيطة فإنها غالبًا ما تهمل من قبل المصاب، ولكن عندما تؤثر على أداء نشاطاته اليومية فإن تشخيصها وعلاجها يصبحان ضروريين، وتعتبر اللابؤرية عيبًا شائعًا يسبب هذه المشكلة.

ما المقصود باللابؤرية

اللابؤرية أو الاستجماتيزم (Astigmatism) أو انحراف البصر هي أحد عيوب البصر الانكسارية، تظهر فيه الرؤية مشوشة وغير واضحة ومموجة نتيجة وجود خلل في انحناء القرنية أو العدسة، ما يؤدي إلى عدم تركز الضوء بطريقة صحيحة على الشبكية.

وقد يؤدي إهمال علاج مشكلة اللابؤرية عند الأطفال إلى التأثير على أدائهم في المدرسة وضعف التحصيل الدراسي، فقد لا يستطيع الأطفال التعبير عن وجود مشكلة في الرؤية، ولكن ذلك يظهر على أدائهم في المدرسة.

كذلك قد يؤدي إهمال علاج المشكلة إلى حدوث كسل العين، عندما تكون اللابؤرية شديدة وفي عين واحدة، وتعتبر هذه المشكلة من أهم مضاعفات اللابؤرية غير المعالجة.

تتعدد أنواع اللابؤرية، وتقسم وفقًا لجزء العين المسبب لانحراف الضوء، أو طبيعة انحناء القرنية، أو تبعًا لأنواع عيوب البصر الانكسارية الأخرى المصاحبة له إن وجدت.

أنواع اللابؤرية بناء على جزء العين المسبب:

  • اللابؤرية القرنية: هي أكثر الأنواع شيوعًا، وفيه ينكسر الضوء بطريقة غير صحيحة بسبب وجود عيوب في انحناء القرنية
  • اللابؤرية العدسية: هو النوع الأقل شيوعًا، وفيه يكون انحناء عدسة العين غير صحيح.

أنواع اللابؤرية بناء على طبيعة انحناء القرنية:

  • اللابؤرية المنتظمة: بوجود خلل في انحناء القرنية، ولكن مع تعامد محاور العين على بعضها البعض.
  • اللابؤرية غير المنتظمة: تكون المحاور العينية غير متعامدة أي أن انحناء القرنية غير متساوٍ، ويحدث عادة هذا النوع في حالات القرنية المخروطية أو عند تعرض العين لصدمة.

أنواع اللابؤرية حسب عيوب الانكسار الأخرى المصاحبة لها:

  • لابؤرية مع قصر بصر: يحدث هذا النوع عندما تتسبب محاور القرنية في تركز الضوء أمام الشبكية بدلًا من عليها فتصبح الرؤية البعيدة غير واضحة.
  • لابؤرية مع طول بصر: يحدث هذا النوع عندما تتسبب محاور القرنية في تركز الضوء خلف الشبكية فتصبح الرؤية القريبة غير واضحة.
  • لابؤرية مختلطة: يعاني الشخص في هذا النوع من عدم وضوح الرؤية القريبة والبعيدة.

ما أسباب الإصابة

عادة ما يوجد هذا العيب الانكساري منذ الولادة، ولم تعرف أسباب حدوثه حتى الآن، لكن يعتقد أنه ذو منشأ وراثي.

وقد يتطور لدى البعض في مرحلة ما من حياتهم، وتوجد بعض العوامل التي تزيد من احتمالية حدوثه مثل:

  • التعرض لإصابة في العين تؤدي إلى حدوث تندب في القرنية.
  • الخضوع لبعض جراحات العين، مثل جراحة المياه البيضاء.
  • القرنية المخروطية.
  • المعاناة من قصر أو طول بصر شديد.

ما الأعراض

في حالات اللابؤرية البسيطة قد لا يعاني المصاب من أي أعراض، بينما في الحالات الأشد تتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:

  • عدم وضوح الرؤية القريبة والبعيدة أو تشوهها.
  • رؤية الضوء متناثرًا أو مشتتًا.
  • صعوبة الرؤية ليلًا.
  • شعور بإجهاد العين بعد القراءة الطويلة أو محاولات التركيز على شيء.
  • التحديق في الجسم لاستطاعة رؤيته بوضوح.
  • رؤية الأحرف أو الأشكال رفيعة أو مضغوطة أو مائلة.
  • حكة في العين.
  • الصداع جراء كثرة التحديق في الأشياء.

كيف يتم التشخيص

يتم التشخيص عن طريق فحص العين لدى اختصاصي البصريات أو طبيب العيون، وتشمل الفحوصات:

اختبار حدة الإبصار: يطلب الطبيب من المريض في هذا الفحص قراءة الأحرف على مخطط العين من مسافة محددة، وهو الرسم البياني المكون من عدة أسطر تكون الأحرف كبيرة في البداية ثم تصغر تدريجيًا.

اختبار الانكسار: يجرى هذا الاختبار عبر النظر في جهاز يشبه المنظار يحتوي على عدة عدسات تصحيحية مختلفة القياس يقرأ الشخص عبرها المخطط، ثم يقوم الطبيب بتبديل العدسة حتى الوصول إلى العدسة التي يستطيع الشخص الرؤية خلالها بوضوح.

اختبار الانكسار التلقائي: يساعد هذا الاختبار في تحديد قياس العدسة المطلوب عبر النظر في جهاز يقيس الانكسار الحادث في الضوء تلقائيًا.
قياس تقوس القرنية: يستعين الطبيب في هذا الاختبار بجهاز مقياس القرنية لمعرفة مدى انحناء القرنية.

طبوغرافيا القرنية أو تصوير القرينة: يتم في هذا الفحص عمل خريطة بالكمبيوتر توضح تفاصيل تضاريس القرنية بدقة شديدة وتقيس مدى انحنائها.

ما خيارات العلاج الممكنة

في الحالات البسيطة غير الملحوظة قد لا تكون هناك ضرورة لأي إجراء تصحيحي، أما في الحالات الأشد فتشمل طرق علاج اللابؤرية ما يلي:

  • النظارات الطبية: أكثر الطرق المستخدمة في علاج اللابؤرية، وتستخدم نظارات ذات عدسات أسطوانية مخصصة لعلاج هذا العيب الانكساري تعمل على تصحيح انكسار الضوء بحيث يتركز على الشبكية مباشرة بطريقة صحيحة فتتضح الرؤية.
  • العدسات اللاصقة: تعد العدسات اللاصقة اللينة من أفضل أنواع العدسات التي تصحح انكسار الضوء في حالات اللابؤرية، ولكن يمكن أن تستعمل العدسات اللاصقة الصلبة المنفذة للغازات في علاج الحالات الشديدة، حيث تعمل على تعويض عدم انتظام شكل القرنية وتصحيح الرؤية.
  • تقويم القرنية: يمكن استخدام هذا العلاج في الحالات متوسطة الشدة، ويجرى من خلال ارتداء عدسات لاصقة صلبة مصممة خصيصًا طوال فترة النوم يوميًا، ثم إزالتها في الصباح، وتعمل هذه العدسات على إعادة تشكيل القرنية، وبعد ذلك يتم ارتداؤها لفترات أقصر للحفاظ على الشكل الجديد، ولكن تقويم القرنية يعد علاجًا مؤقتًا لمشكلة اللابؤرية، فبمجرد التوقف عن ارتداء العدسات تعود الرؤية إلى ما كانت عليه.
  • الجراحة: قد يفضل البعض الخضوع للجراحة لتصحيح اللابؤرية للتخلص من النظارات والعدسات اللاصقة، وتشمل أنواع الجراحات الانكسارية لتصحيح اللابؤرية ما يلي:
  • تصحيح تحدُّب القرنية الليزري الموضعي (LASIK).
  • اقتطاع القرنية تحت الظهارة بمساعدة الليزر (LASEK)
  • تصحيح تحدُّب القرنية في موضعها بمساعدة “Epi-LASIK”.
  • استخلاص العدسة بواسطة شق صغير (SMILE).
  • استخلاص العدسة الشفافة
  • العدسات اللاصقة القابلة للزرع.
  • استئصال القرنية بالانكسار الضوئي.
  • تصحيح تحدب القرنية الظهاري بالليزر.

وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد طريقة مُثلى لإجراء الجراحة الانكسارية، ولا ينبغي أن تتخذ القرار إلا بعد تقييم كامل ومناقشة متأنية مع الجرّاح.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *