وطن يبدو أن دعوة النظام المصري المشبوهة لتنظيم مظاهرات رافضة لتهجير الفلسطينيين لسيناء ومحاولته استغلالها لكسب تأييد وهمي قد تكون هي الشعرة التي قسمت ظهر البعير لنظام “السيسي” الجاثم على صدور المصريين منذ اكثر من 10 سنوات.
وفي إطار الدعوات التي وجهها النظام للتظاهر في أماكن محددة، رفض الكثير من المشاركين في التظاهرات الالتزام بالتعليمات الأمنية التي قررت أماكن مسبقة للتظاهر بعيدا عن الميادين التي تحمل رمزية كبيرة للشباب الثائر في 25 يناير 2011.
وفي هذا السياق، تمكن الآلاف من المتظاهرين من اختراق الكردون الامني واقتحام ميدان التحرير بمنطقة وسط البلد في العاصمة المصرية، القاهرة.
“عيش حرية عدالة اجتماعية”
ووسط تواجد أمني كثيف، تحولت التظاهرة إلى تظاهرة ضد حكم السيسي، رافعة شعارات ثورة يناير.
وأظهر أحد مقطع الفيديو لحظة دخول مسيرة ضخمة قادمة من ناحية الجامع الأزهر لمنطقة التحرير، رافعة شعار “عيش حرية عدالة اجتماعية”.
تظاهرة داعمة لفلسطين بمصر تخرج عن السياق وتتحدى السيسي (فيديو)
“مش هانمشي”
كما أظهر مقطع آخر آلاف المتظاهرين المتواجدين وسط ميدان لتحرير وهم يهتفون بصوت واحد “مش هانمشي.. مش هانمشي”، وهو الشعار الذي رفعه ثوار يناير ضد الرئيس المصري الراحل محمد حسن مبارك حين قالوا: “مش هانمشي هوا يمشي”.
السيسي يدعو لخروج المصريين لرفض تهجير الفلسطينيين لسيناء
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قال في المؤتمر الصحافي المشترك مع المستشار الألماني أولف شولتس الثلاثاء الماضي: “لو استدعى الأمر أن أطلب من المصريين الخروج للتعبير عن رفض تهجير الفلسطينيين لسيناء سترون خروج الملايين من المصريين يؤيدون موقف الدولة”.
ونتيجة لهذه الدعوة، تجمع الآلاف من مؤيدي السيسي أمام منصة الجندي المجهول في القاهرة، لدعم فلسطين، وتركزت الهتافات على دعم قرارات السيسي في الأحداث.
وكان مجلس أمناء الحوار الوطني، دعا المصريين لحشد شعبي أمام نصب الجندي المجهول في طريق النصر.
وقال المجلس في بيان له إن “احتشاد كل أطياف الشعب المصري يومها في هذا المكان الذي يرمز لصمود مصر وشعبها وجيشها، وانتصارها العظيم في أكتوبر 1973، هو رسالة مهمة في الذكرى الـ50 لهذا النصر لكل من يهمه الأمر”.
