اخبار الإمارات

متطوعون من أهالي المناطق الجبلية يسهمون في إنقاذ تائهين

نجح المركز الوطني للبحث والإنقاذ، بالتعاون مع شرطة الفجيرة والدفاع المدني، وعدد من أهالي المناطق الجبلية، بتنفيذ مهمتي إخلاء وإنقاذ لسبعة أشخاص فقدوا في جبال إمارة الفجيرة أثناء تسلقهم منذ بداية العام الجاري، بينهم مصاب من الجنسية الآسيوية، فيما تم إنقاذ 11 شخصاً من بينهم اثنان من كبار المواطنين، تعرضوا للضياع والتعب أثناء تسلقهم الجبال خلال العام الماضي، في سبعة حوادث جبلية.

ويقدم أهالي المناطق الجبلية في إمارة الفجيرة من المتطوعين دوراً مهماً في عمليات البحث والإنقاذ، كمنطقة وادي العبالة ووادي ظحنة وجبل العجوزة وجبل مبرح، وهي جبال شاهقة، وغالباً ما يصاب السياح أو هواة المشي في الأماكن الوعرة بالإرهاق الشديد أو الضياع في وسط الجبال الشاهقة، وعادة يبادر متطوعون من أهالي هذه المناطق للبحث عن المفقودين، كما يسهمون بمساعدة الجهات المختصة في تمهيد المسارات الجبلية المناسبة لممارسة الرياضات الجبلية.

وتفصيلاً، قال أحد المتطوعين في إنقاذ الأشخاص التائهين بوادي العبالة، محمد راشد العبدولي: «تشتهر إمارة الفجيرة بمواقعها المتميزة الجاذبة للسياح والمقيمين والمواطنين في الدولة»، مشيراً إلى أنه مع تمهيد المسارات الجبلية كمسار وادي العبادلة والغونة وخليبية وظنحة وتسويق مرتادي هذي المسارات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت أعداد المرتادين ترتفع يوماً بعد يوم.

ولفت إلى أن أبناء هذه المناطق يتطوعون يوميا لإيصال الأشخاص التائهين للمسارات الصحيحة التي تمكنهم من العودة بسلام.

وأضاف أن آخر تطوع له كان من فترة بسيطة حين هم للخروج من مزرعة والده، بعد أن أتم العمل فيها مساءً، وفوجئ بوجود فتيات تائهات يبحثن عن المسار الصحيح دون جدوى، نظراً لحلول الظلام، وعدم توافر معلومات كافية عبر خرائط «غوغل»، ولبعدهن عن الموقع الذي يجب أن يتوجدن فيه، متابعاً: «قمت على الفور بتوجيههن للمسار الصحيح، وإيصالهم لمنطقة التجمع».

وبسؤاله عن الصعوبات التي يواجهها أهل المنطقة في التطوع لإنقاذ الأشخاص التائهين في الجبال، أجاب العبدولي: «غالبية الذين يقومون بممارسة رياضة المشي في المناطق الوعرة والهايكنج هم أشخاص قدموا من مناطق مختلفة من الدولة، وغير ملمين بطبيعة الجبال التي قد لا تناسب صحتهم، ما يصيبهم بإرهاق شديد يتطلب تدخلاً سريعاً وإنقاذاً، كما يصعب على المتطوعين التعامل مع الأشخاص الذين يواجهون خوفاً شديداً في المرتفعات، إذ يشكل إنقاذهم خطراً عليهم وعلى المتطوعين، الأمر الذي يتطلب تهدئتهم قبل إنقاذهم».

واقترح وضع منظومة متكاملة يسهم فيها عدد من الجهات المختصة لتقليل الحوادث الجبلية، من خلال وضع لوحات إرشادية سياحية، ولوحات خاصة إرشادية للسلامة، مع تحديد طول المسار الجبلي، وتوعية مرتادي الجبال بالطرق السليمة التي عليهم اتباعها من أجل الحفاظ على حياتهم أثناء تسلق الجبال، ومعرفة مؤشرات الإجهاد التي تبديها أجسادهم قبل أن يصيبهم الإعياء.

فيما قالالمتطوع محمد الظنحاني: «بعض المتسلقين لا تكون لديه دراية كافية بالمنطقة، خصوصاً أن الخرائط الذكية المستخدمة عبر الهواتف عادةً لا تغطي مثل هذه المناطق، ما يصعب على مرتاديها العودة لمسارهم أو يفاجؤون بتضاريس طبيعية يصعب عليهم تجاوزها، ما يتسبب في توهانهم أو إصابتهم بالإعياء».

وأضاف أنه لابد من تنظيم رياضة تسلق الجبال، وإعلام الجهات المختصة قبل خروج الأشخاص للمناطق الجبلية، وتوضيح مستويات هذه المناطق الجبلية عبر فيديوهات، تمكن مرتادي هذه الجبال من معرفة خريطة الجبل الذي يقصدونه قبل أن يقوموا بممارسة رياضة التسلق أو المشي في المناطق الوعرة».

ورصدت «الإمارات اليوم» حوادث جبلية خلال الشهر الماضي وشهر فبراير الجاري، إذ تم إنقاذ خلال هذه الفترة سبعة أشخاص، من خلال المركز الوطني للبحث والإنقاذ، التابع للحرس الوطني، بالتعاون مع شرطة الفجيرة والدفاع المدني ومتطوعي المناطق الجبلية، منها عملية إخلاء لشخصين في وادي العبادلة، بعد أن تلقت عمليات شرطة الفجيرة بلاغاً يفيد بوجود شخصين على قمة الجبل في وادي العبادلة يواجهان صعوبة في النزول، وتم العثور عليهما وإخلائهما إلى مستشفى دبا الفجيرة.

كما نفذ المركز الوطني للبحث والإنقاذ، التابع للحرس الوطني بالتنسيق مع شرطة الفجيرة وإدارة الدفاع المدني فيها، مهمة بحث وإنقاذ لخمسة أشخاص مفقودين من الجنسية الآسيوية في جبال وادي ظنحة، التابع لإمارة الفجيرة، من بينهم مصاب بالرأس، إثر سقوطه من الجبل، حيث تم إخلاؤه بوساطة الطائرة التابعة للمركز الوطني للبحث والإنقاذ إلى مستشفى دبا الفجيرة، لتلقي العلاج اللازم، وتم إخلاء الآخرين بوساطة إدارة الدفاع المدني وأهالي المنطقة إلى بر الأمان.

متطوعان يطالبان بتنظيم رياضة تسلق الجبال، ووضع لوحات إرشادية سياحية

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *