اخبار عمان

“التنمية الاجتماعية” تحتفل باليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد

 

◄ الاحتفال يستهدف تعزيز وعي الأسر ومقدمي الرعاية بحقوق حالات التوحد

◄ المشايخي: طفل التوحد يملك نقاط قوة وتميز في مجالات مختلفة

 

مسقط اخبار عمان

احتفل المركز الوطني للتوحد التابع لوزارة التنمية الاجتماعية أمس باليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد، والذي يوافق 2 من إبريل كل عام، وذلك في حفل بهيج شهد إقامة العديد من الفقرات الترفيهية والإنشادية والمسابقات التعليمية والرسم على الوجوه وفقرات الحكواتي وغيرها.

وأبدع في الحفل أطفال المركز الوطني للتوحد وأطفال الدمج في المؤسسات التعليمية بالمشاركة فيه، مع حضور المعنيين بخدمة هذه الحالات من مختلف الجهات، وأولياء أمورهم وأفراد أسرهم، وذلك في مقر المركز في منطقة الخوض السادسة بولاية السيب، والذي يعد الأول من نوعه في سلطنة عمان مجسدًا الشراكة بين: وزارة التنمية الاجتماعية، والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، والجمعية العمانية للتوحد.

وقالت عروب الطوالبة خبيرة بالمركز الوطني للتوحد إن اليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد هو يوم توعوي للأسر وجميع مقدمي الرعاية بحق هذه الحالات، لبث الوعي لكل ما يتعلق بتشخيص اضطراب طيف التوحد، والعلاجات الفعّالة المستندة على الدليل العلمي وخصوصًا فيما يتعلق حول إعادة وتأهيل الأطفال، وإكسابهم المهارات اللازمة. وأضافت أن المركز الوطني للتوحد سيعمل على تنفيذ سلسلة من حلقات العمل التدريبية للأخصائيين وأولياء أمور الحالات لإضفاء المزيد من التوعية حول اضطراب طيف التوحد، وأشارت إلى أن الكشف والتدخل المبكر يعتبران أهم عنصرين في ما يتعلق بعلاج الأطفال المشخصين بطيف التوحد.

وأوضح راشد بن هلال المشايخي أخصائي نفسي بالمركز أن طفل التوحد يمتلك نقاط قوة وضعف كحال الأطفال الآخرين، كما أن البعض منهم مميز في مجالات مختلفة، مشيرًا إلى أن الاحتفال بهذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على القدرات والإمكانيات التي يتمتع بها هؤلاء الأطفال.

وقالت حنين بنت علي اللواتية مدربة أشغال يدوية بالمركز: “تكمن أهمية الاحتفال بهذا اليوم لتعزيز الوعي المجتمعي حول اضطراب طيف التوحد، ونعمل في التأهيل المهني للأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد لمن أعمارهم فوق الـ16 عامًا لتأهيلهم مهنيًا، ودمجهم في المجتمع للاعتماد على أنفسهم، ونركز في تدريبهم على الجانب الفني من التطوير المهني، ويتضمن جوانب علاجية للحالات، ووجهّت أسر المصابين باضطراب طيف التوحد إلى زيادة الوعي في كيفية التعامل مع المصاب بطيف التوحد مع أهمية التحلي بدرجة عالية من الصبر”.

ومن جانبها، ذكرت آمنة بنت عبدالله الشحية أخصائية تربية خاصة أن الاحتفال بهذا اليوم له أهمية كبيرة، ويعمل المركز على الاحتفال به لتوعية المجتمع بأهمية اضطراب طيف التوحد، والتشخيص المبكر، وأهمية مساعدتهم  بالطريقة الصحيحة من خلال اختيار العلاجات المناسبة، والابتعاد عن الأمور المضلّلة حول العلاجات الخاطئة دون اللجوء إلى مختصين في هذا المجال، ونعمل في المركز الوطني للتوحد على تقديم جلسات علاج فردية للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، وخلالها يقيّم فيها الطفل، ويُرى إلى أي مرحلة من مراحل التقييم، بعد ذلك يتم تعليم الطفل المصاب تسمية الأشياء، وكيفية اتباع التعليمات بالطريقة الصحيحة، وكيفية الحوار مع المجتمع، وتتمنى من أسر الأطفال المصابين بطيف التوحد بالتوجه إلى المؤسسات المعنية والمختصة بعلاج طيف التوحد لكي يتلقى أطفالهم العلاج المناسب.

وأوضحت ميعاد بنت سعيد الهنائية أخصائية تربية خاصة بالمركز أنها تعمل في المركز كأخصائية سلوك للأطفال، وما يميز هذا المركز أنه الأول في سلطنة عمان يختص في علاج اضطراب طيف التوحد، وأن جميع العاملين فيه حاصلون على شهادة “التعامل السلوكي للأطفال”، ومواكبة في إدراك مستجدات هذا المجال تتمنى أن يطلع المجتمع على آخر الدراسات والتطلّعات المتعلقة بهذا الاضطراب.

مركز التوحد

يُشار إلى أن المركز الوطني للتوحد يهدف إلى توفير خدمات تأهيلية وعلاجية وبرامج تدريبية نموذجية لحالات اضطراب طيف التوحد وأسرهم تتسم بالجودة والشمولية في بيئة تأهيلية وتدريبية متكاملة تساعد على تطوير مستوى أدائهم وصولا للاستقلالية وتحقيق إدماجهم في المجتمع خلال مراحل العمر المختلفة، وتفعيل خدمات الدمج التعليمي والدمج المهني لحالات اضطراب طيف التوحد تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص، وتوفير برامج تدريبية معتمدة عالميًا لتعزيز وتطوير مهارات الكوادر الوطنية العاملة في مجال اضطراب طيف التوحد.

ويهدف المركز إلى نشر الوعي حول اضطراب طيف التوحد وأهمية التشخيص والتدخل المبكر والتعليم الشامل، وتوفير برامج تدريب معتمدة دوليًا مخصصة للأسر، وتُسهم في مساعدتهم على فهم متطلبات تطور أبنائهم الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، والمشاركة في إعداد وتنفيذ الخطط التأهيلية، واتباع نهج شامل لتلبية احتياجات حالات اضطراب طيف التوحد من خلال الربط بين المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب دعم الشراكات البحثية المتعلقة باضطراب طيف التوحد وتطوير البرامج التأهيلية وتقنينها بما يتناسب مع البيئة العمانية.

أما الفئات العمرية المستهدفة في البرنامج التأهيلي والعلاجي للمركز الوطني للتوحد، فتتراوح من عمر سنتين إلى عمر 22 سنة، مقسمة على 3 مراحل علاجية وتأهيلية؛ كمرحلة التدخل المبكر من عمر سنتين إلى 6 سنوات، وهي عبارة عن برنامج تأهيلي مكثف للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، ويقوم البرنامج على مبادئ واستراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، وتقديم علاج مشاكل  النطق واللغة  إلى جانب تقديم البرامج التأهيلية للأطفال، وأيضا المرحلة الانتقالية من عمر 8 سنوات إلى 14 سنة، وهي عبارة عن برنامج الإعداد للدمج التعليمي، ويركز على تنمية وتطوير المهارات الحياتية والتهيئة للدمج التعليمي في المدارس للحالات التي أنهت برنامج التدخل المبكر، إلى جانب مرحلة التأهيل المهني لعمر 14 سنة إلى 22 سنة،  والتي يتم فيها تدريب الحالات وتنمية قدراتها للمهن التي تتناسب مع مهاراتها؛ بهدف توفير فرص عمل ودخل اقتصادي ملائم تستطيع من خلالها تأمين متطلبات الحياة وتحقيق الاستقرار لها.

خدمات المركز

كما يعمل المركز الوطني للتوحد على توفير خدمات طبية متنوعة بالتعاون مع وزارة الصحة، ومستشفى جامعة السلطان قابوس في مجال تشخيص حالات اضطراب طيف التوحد، والكشف المبكر، وتوفير كادر طبي للمركز، وأيضا تدريب الأسر على برنامج “RBT”، والذي يهدف إلى تمكينهم من التعامل بالشكل الأمثل مع احتياجات وخصائص أبنائها من ذوي اضطراب طيف التوحد في البيئات المختلفة، وتقديم خدمات مشاركة أولياء الأمور للجلسات العلاجية لأبنائهم، وتقديم الخدمات الاستشارية والدعم الأسري، وكذلك تقديم المركز لبعض خدمات الدعم الفني والتدريبي للعاملين في جميع المراكز التأهيلية الحكومية والخاصة والأهلية في سلطنة عمان، وكذلك المعلمين في مرحلة الدمج التعليمي بوزارة التربية والتعليم ؛ وذلك بهدف إعداد كوادر وطنية مؤهلة في مجال اضطراب طيف التوحد، إلى جانب تدريب الكوادر الفنية والإدارية في المركز على برنامج “ABA” المعتمد دوليًا والمثبت علميًا في علاج اضطراب طيف التوحد.

ويقدم المركز الوطني للتوحد خدماته بدءًا من الساعة 8 صباحًا ولغاية الساعة 2 مساءً، وبواقع عدد 7 جلسات يوميًا لكل أخصائي، و45 دقيقة لكل جلسة، ويتم تحديد عدد الجلسات لكل حالة وفقًا لنتائج التقييم؛ حيث يوجد نظام الجلسات الفردية، ونظام المجموعات بحيث لا يزيد عدد أفراد المجموعة عن 4 حالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *