اخبار الإمارات

زلزال المغرب.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن ناجين.. وعدد الوفيات يصل إلى 2012

واصلت فرق الإنقاذ اليوم الأحد البحث عن ناجين من أعنف زلزال يتعرض له المغرب منذ أكثر من ستة عقود، إذ أودى بحياة أكثر من ألفين ودمر قرى في مناطق جبلية على أطراف مراكش.

وقضى الكثيرون ليلتهم الثانية في العراء بعد أن وقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة في وقت متأخر من يوم الجمعة. ويواجه عمال الإغاثة تحديا للوصول إلى القرى الأكثر تضررا في منطقة الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال وعرة غالبا ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، انهار الكثير من المنازل بها.
وانهارت أجزاء كبيرة من منحدر جبلي وسقطت على الطريق بالقرب من بلدة مولاي إبراهيم الواقعة على بعد حوالي 40 كيلومترا من جنوب مراكش، مما أغلق جزءا من طريق متعرج يربط مراكش بجبال الأطلس.
وتشير أحدث بيانات لوزارة الداخلية إلى أن عدد الوفيات بلغ 2012، مع تسجيل 2059 مصابا بينهم 1404 في حالة حرجة.
وأعلن المغرب الحداد ثلاثة أيام ودعا الملك محمد السادس إلى إقامة صلاة الغائب من أجل المتوفين في مساجد المملكة اليوم.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 300 ألف تضرروا من الكارثة.
وقالت كارولين هولت مديرة العمليات العالمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في بيان “ستكون فترة الأربع وعشرين ساعة إلى الثمانية وأربعين ساعة القادمة بالغة الأهمية فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح”.
وأضافت أن الأولوية ستكون لجهود البحث والإنقاذ إلى جانب التأكد من حصول الناجين على الرعاية، مشيرة إلى أهمية توفير مياه الشرب الآمنة.
وكانت قرية تنصغارت الواقعة بمنطقة على جانب واد يمر به طريق من مراكش إلى جبال الأطلس الكبير هي الأكثر تضررا من أي قرية أخرى وصل إليها صحفيون من رويترز أمس السبت.
وتصدعت المنازل التي كانت ذات يوم جميلة وتقع على تلال شديدة الانحدار بسبب الزلزال. وتعرض ما صمد من تلك المنازل لأضرار جزئية. وسقطت مئذنتا مسجدين.
واستلقى عبد اللطيف آيت بيلا على الأرض في تنصغارت، غير قادر تقريبا على الحركة أو الكلام، وكانت رأسه مغطاة بالضمادات لمعالجة الجروح التي أصيب بها من الحطام المتساقط خلال الزلزال الذي دمر منزله.
وعبرت زوجته سعيدة بودشيش عن خوفها على مستقبل أسرتها المكونة من ستة أفراد بعد الإصابة البالغة التي لحقت بزوجها المعيل الوحيد للأسرة. وقالت “ليس لدينا منزل نأخذه إليه، ولم نأكل منذ الأمس”.
وأضافت “نريد أن نعيش حياة كريمة، لكن لا يمكننا الاعتماد على أحد سوى الله”.
ويخيم الحزن على القرية بالفعل بسبب وفاة عشرة من سكانها بينهم فتاتان صغيرتا السن في الزلزال.
* انتشال ناجين من تحت الأنقاض
ولا تزال هناك آمال في العثور على المزيد من الناجين.
وأظهرت مقاطع تم التقاطها أمس في مولاي إبراهيم رجال الإنقاذ وهم يسحبون شخصا من تحت الأنقاض. وتبادل اثنان من رجال الإنقاذ العناق بينما تم نقل الشخص على محفة.
وكان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومترا جنوب غرب مراكش التي يعشقها المغاربة والسائحون الأجانب لما تتمتع به من مساجد وقصور ومبان دينية تعود للقرون الوسطى يزينها بلاط الفسيفساء الزاهي وسط تداخل الأزقة الوردية.
وتعرض الحي القديم في مراكش لأضرار جسيمة. وتمضي العائلات الساعات في الشوارع إذ تخشى من كون منازلها لم تعد آمنة للعودة إليها.
وقال محمد آية الحاج (51 عاما) الذي لا يزال في الشوارع مع عائلته بالقرب من منزله “لا أستطيع النوم هناك. أطلب من السلطات مساعدتي وإحضار خبير لتقييم ما إذا كان من الممكن أن أعود إلى المنزل أم لا… إذا كان هناك خطر فلن أعود إلى المنزل”.
وهذا الزلزال هو الأكبر من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما أشارت تقديرات لمقتل ما لا يقل عن 12 ألفا جراء زلزال، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وكانت تركيا، التي شهدت زلزالا قويا في فبراير شباط الماضي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، من بين الدول التي عبرت عن تضامنها وعرضت تقديم الدعم.
من المقرر أن تستضيف مراكش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بداية من التاسع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال متحدث باسم صندوق النقد ردا على سؤال بشأن الاجتماعات المقررة “تركيزنا الوحيد في هذا الوقت هو على شعب المغرب والسلطات هي التي تتعامل مع هذه المأساة”.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *