اخر الاخبار

مشاريع صغيرة ومصدر دخل.. عربات دون ترخيص تنشط في حارات إدلب

نشطت حركة بيع المواد على العربات والسيارات المتجولة في مناطق إدلب شمالي سوريا مؤخرًا، مُشكلة مشاريع صغيرة لأصحابها لتحقيق دخل بسيط يؤمن احتياجات عائلاتهم.

الحالة ليست جديدة، لكنها صارت أكثر نشاطًا خاصة مع تراجع القدرة المالية للأهالي، لأنها تعتمد على رأس مال محدود، حيث تنتشر العربات على الأرصفة والمنتزهات والحدائق، وتجول السيارات بين الحارات.

ولا تمنح حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب ترخيصًا لعمل هذه البسطات في أسواق وشوارع رئيسة، وأنشأت لها سوقًا بديلة بعيدًا عن التجمعات لعدم عرقلة حركة المرور، حسب قولها.

وتتنوع البضائع التي تحملها هذه العربات بين الخضار والفواكه الموسمية، والمشروبات كالتمر هندي والعرقسوس، وأكلات الأطفال كـ”غزل البنات والبوشار وحلقات البطاطا المقلية” وغيرها.

تجوال ببضاعة رائجة

يعمل محمد أبو نضال (32 عامًا) وهو مهجر من ريف دمشق ويقيم بإدلب، على سيارة من نوع “سوزوكي” ببيع الخضار أو الفواكه.

وقال ل، إن نوعية بضاعته التي يشتريها من سوق الهال في إدلب تعتمد على الصنف الرائج والذي يحقق له هامشًا معقولًا من الربح، فمع انخفاض سعر البطاطا يملأ السيارة بها، ومع موسم البطيخ يبدأ بشرائه وبيعه.

ليس لمحمد مكان محدد للبيع، حيث يتجول بسيارته في حارات إدلب الشرقية وأحيانًا ينتقل إلى بلدات مجاورة في حال ضعف الحركة، وأحيانًا يتوقف على أبواب المساجد مع خروج المصلين لكسب عدد أكبر من الزبائن.

وأضاف الشاب أن تجارته تزدهر خلال فصل الصيف، حيث تتعدد مواسم الخضار والفواكه المحلية وتنخفض أسعارها، ما يجعل العمل بها متاحًا دون الحاجة لرأس مال كبير.

“أبو مراد” بائع من مدينة بنش شرقي إدلب، يقف بعربته المتنقلة على مفترق الطريق حيث يزدحم بالمارة، مناديًا على بضاعته من الذرة الصفراء المسلوقة، والتي يقدمها على حالها أو مع الجبنة السائلة مع قليل من التوابل.

ويعتمد “أبو مراد” على هذه العربة كمصدر دخل أساسي، وقال ل، إنه يعمل على هذه العربة صيفًا ببيع الذرة وشتاء ببيع الفول، معتبرًا أن العمل بالصيف أفضل، لأن ساعات النهار في الصيف طويلة، تمنحه وقتًا إضافيًا للبيع كما تحفز سهرات الليل الزبائن على التجول بالطرقات وبالتالي زيادة البيع.

يتجول أحد الباعة في مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي ويبيع الفواكه- 7 من تموز 2023 (/ شمس الدين مطعون)

لا ترخيص للعربات

توفر حركة البيع على العربات أو السيارات فرص عمل لعشرات الأشخاص دون الحاجة لامتلاك أو استئجار محل، إلا أنها باتت تعاني من قيود تفرضها وزارة الإدارة المحلية في “الإنقاذ”.

وعملت الوزارة على إبعاد العربات عن الأسواق الرئيسة، وأنشأت لها أسواقًا بديلة، الأمر الذي أثر سلبًا على مردود أصحاب هذه المهن.

مهند (36 عامًا) وهو مهجر من ريف معرة النعمان ويقيم في إدلب، يجر عربته الخشبية المزينة بأصناف من الفواكه الطازجة بين الحارات، للترويج لبضاعته والتي تختص بالأنواع الموسمية المحلية كالعوجا والفراولة والكرز والمشمش وغيرها.

وقال ل إن بضاعته تتعرض للتلف أحيانًا تحت أشعة الشمس خلال تجوله، لافتًا إلى أن التوقف في مكان محدد أفضل، خاصة إذا اعتاد الزبائن عليه، وهو ما سيؤمن له دخلًا جيدًا.

“أخشى من المخالفة أو مصادرة العربة، لذلك اكتفي بالتجوال وبالتوقف أحيانًا بالأماكن المخصصة لنا”، أضاف مهند.

مستشار وزير الإدارة المحلية في حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب، المهندس سعيد الأشقر، قال ل، إنه لا توجد أي تراخيص للبسطات أو الباعة سواء كان بائع مأكولات أو فواكه أو مشروبات.

وبحسب الأشقر، فإن هناك شروط يجب أن يتقيد بها البائع، وهي شروط عامة مثل عدم التعدي على الطرقات أو إغلاقها أو التسبب بحوادث مرورية أو عرقلة السير.

وذكر أن الوزارة خصصت أماكن معينة في كل منطقة بحيث يسمح لأصحاب البسطات والباعة بارتياد هذه المناطق فقط بعيدًا عن التجمعات والطرق العامة والرئيسة.

ولفت الأشقر إلى أن الوزارة استثنت هذه الشروط في فترة العيد، إذ يسمح للباعة الجوالين بنشر بضائعهم على الطرقات العامة، وفي الأسواق لأن الطرق في الأسواق الرئيسة مغلقة وتمنع دخول الآليات إليها.

اقرأ أيضًا: الزلزال يفاقم أزمة البطالة في الشمال السوري

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *