اخر الاخبار

غليان إسرائيلي بسبب دعم الأزهر للمقاومة ورسائل عاجلة للسلطات المصرية لقمعه وتحجيمه وطن

وطن ردا على مواقفه الداعمة للفلسطينيين والمؤيدة للمقاومة ضد الاحتلال، شن معهد دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي “INSS” هجوما ضاريا على شيخ الأزهر، أحمد الطيب.

ونشر المعهد، على موقعه الإلكتروني تقريرا أعده المستشرق اليهودي أوفير وينتر الباحث الأول في المعهد والمحاضر في قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة تل أبيب، وذلك تحت عنوان “من الإسلام المعتدل إلى الإسلام الراديكالي.. الأزهر يقف إلى جانب حماس”.

وقال التقرير إن مؤسسة الأزهر التي تصنفها مصر عادة كمنارة للاعتدال الديني وحاملة الراية الإيديولوجية للحرب ضد التطرف الإسلامي، انكشفت باعتبارها داعمة للتشدد.

وأضاف أنه مع اندلاع الحرب، يقوم الأزهر بحملة تهدف إلى تأجيج العداء لدى الرأي العام العربي الإسلامي ضد إسرائيل ومؤيديها في الغرب، معتبرا أنه في ظل الوضع المتفجر، يجب على إسرائيل ومصر والأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة أن تتحرك بسرعة وحسم لكبح هذا الخطاب الخطير.

وبحسب التقرير، فإن الأزهر مؤسسة إسلامية قديمة تأسست في القاهرة عام 998 كأكاديمية للدراسات الإسلامية، وأممها الرئيس المصري الراحل، جمال عبدالناصر، عام 1961 وتبعتها الحكومة المصرية.

وقال إنه منذ ذلك الحين، أصبح أداة لإضفاء الشرعية الدينية على سياسات الأنظمة المتغيرة في مصر ونشر الرسائل باسمها على الساحة الداخلية والخارجية، بما في ذلك ما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل.

وأشار إلى أن الأزهر كان يتمتع بمساحة ضيقة من الاستقلال، وكان يصطدم أحيانًا مع الأنظمة، خاصة في القضايا الدينية والاجتماعية.

وجامعة الأزهر هي واحدة من أكبر الجامعات في العالم، يدرس فيها حوالي نصف مليون طالب، منهم عدة عشرات الآلاف من الطلاب الأجانب، ولها فروع حول العالم، ويدير الأزهر أيضًا نظامًا تعليميًا في مصر حيث يدرس حوالي مليوني طالب، أي حوالي 10% من نظام التعليم بأكمله.

وقال معهد الأمن القومي الإسرائيلي إن الأزهر ظل يزرع، منذ أكثر من عقد، خطابًا عدائيًا تجاه إسرائيل، بينما يمنح الشرعية الأخلاقية والشرعية للنضال العنيف ضدها، وخصص جزءا من الخطاب لدعم نضال الشعب الفلسطيني والتحذير من تهويد فلسطين والاستيلاء على الأقصى، وفضح الجرائم ضد الفلسطينيين أمام الرأي العام العربي والدولي.

وفي أوقات التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، يتضمن خطاب الأزهر دعوة للعرب والمسلمين للوقوف في طليعة النضال ضد إسرائيل، بحسب التقرير.

وقال المعهد إن شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الذي يترأس الجامع منذ عام 2010، يعتبر الروح الحية وراء الخط المتشدد تجاه إسرائيل، وكثيراً ما يردد رسالة مفادها أن كل احتلال ينتهي به الأمر إلى الزوال عاجلاً أم آجلاً، أي أن وجود إسرائيل مؤقت ومحكوم عليه بالانقراض.

هل حقا سيطلق شيخ الأزهر دعوة “صريحة” لمواجهة إسرائيل من أمام معبر رفح؟

اتصالات مفتوحة مع حماس

وأشار إلى أن الطيب بأنه يحتفظ باتصالات منتظمة ومفتوحة مع قادة حماس، على النقيض من النخبة الدبلوماسية المصرية التي تجنبت الاتصال المباشر مع الحركة منذ سيطرتها على قطاع غزة.

وأشار إلى إشادة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في ديسمبر/كانون الأول 2017، بالطيب لرفضه لقاء نائب الرئيس الأمريكي آنذاك، مايك بنس، احتجاجا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وفي فبراير/شباط 2019، استقبل الطيب وفدا من كبار مسؤولي حماس، بينهم هنية وصالح العاروري، الذين شكروه على تعبئة الأزهر لصالح الفلسطينيين.

في بيان جديد.. شيخ الأزهر يؤكد لـ “إسماعيل هنية” دعمه لانتفاضة الشعب الفلسطيني ضد “ترامب”

كما أعرب الطيب عن أسفه لأن الصراعات الداخلية تشغل المسلمين عن القضية الفلسطينية، وهو التوجه الذي “يخدم مصالح الاحتلال ويحقق أطماعه في ابتلاع فلسطين”.

حملة لدعم حماس

وقال المعهد الإسرائيلي إن الأزهر يتزعم حملة دعم لحركة حماس، مشيرا إلى أن شيخ الأزهر، قال في أول رد على عملية “طوفان الأقصى”، في 7 أكتوبر/تشرين الأول: “نحيي بكل فخر جهود المقاومة التي يبذلها الشعب الفلسطيني”.

وبعد 4 أيام، تحدث الطيب مع هنية الذي سعى إلى حشد نفوذ الأزهر لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ورد الطيب: “قلوبنا معكم ونتألم من المجازر في غزة”.

وأشار المعهد الإسرائيلي إلى أنه بعد 4 أيام، نشر الأزهر رسالة أخرى باللغات العربية والإنجليزية والعبرية، تحت عنوان “الاحتلال مصدر كل شر”، كما قدم الأزهر الدعم الديني والمعنوي لأعمال حماس، وحرض أتباعها في الجمهور الفلسطيني والمصري والعالم السني ككل على مقاومة إسرائيل.

رسالة إسرائيلية إلى مصر

وقال المعهد موجها حديثه للنظام في مصر: “الرعاية الدينية والسياسية التي يقدمها الأزهر لعناصر المقاومة في فلسطين بأفظع صورة تسبب ضررا لتل أبيب لا يمكن إصلاحه، قد يصل إلى حد التحريض على حروب دينية من شأنها أن تعرض استقرار الشرق الأوسط للخطر، ويتطلب هذا السلوك إجراءات مضادة فورية من جانب إسرائيل والمجتمع الإقليمي والدولي”.

وأضاف: “على الحكومة المصرية الضغط بقوة لكبح جماح الجامع الأزهر، حيث يجب على إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أن تطالب الحكومة المصرية بقمع الأزهر، ووقف تمويله حتى تتوقف تلك المؤسسة الدينية عن نشر الرسائل المتشددة، وتأجيج التوترات السياسية والدينية وتشجيع نظريات المؤامرة ضد إسرائيل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *