تحولت مدينة البيضاء الليبية التي كانت وجهة الشرق الليبي بين ليلة وضحاها إلى مدينة أشباح، بعد 15 ساعة من الأمطار المتواصلة، وبات من شبه المستحيل الوصول إلى أحياء الجنين أو البحوث أو المنار، ولم يتبقى من وجه المدينة سوىمدخل واحد بعد أن غرقت الجسور والطرق الرئيسة والفرعية في السيول.
وقال شهود عيان، أن الأمطار لم تتوقف لحظة واحدة، ومع ساعات الفجر الأولى كانت العاصفة هادئة غير أنها تحولت إلى رياح عاتية في دقائق معدودة، أغرقت المدينة بالكامل في الماء، وانجرفت البيوت، وغرفت أخرى واشتد المطر أكثر وأكثر، وانقلبت الأمطار إلى سيول مدمرة.
وقال شاهد عيان، «وعلى هزيج أصوات البرق والرعد المرعبة تحول الأمر إلى كابوس مرعب، فبتنا نسمع أصوات البيوت تهدم وصرخات الأطفال والنساء والرجال تتعالى من كل صوب وحدب».
«أما الأضرار فبات من المستحيل حصرها بين وفيات أو مفقودين في الوقت الحالي، بعد أن ابتعدت المسافة بينهم وبين الإغاثات الإنسانية، وبعد أن تغيرت ملامح المدينة، وتحولت إلى مدينة أشباح منكوبة».
وكانت العاصفة دانيال قد ضربت شرق ليبيا بعد ظهر الأحد، لا سيما بلدة الجبل الأخضر الساحلية إضافة إلى بنغازي حيث تم الإعلان عن حظر تجول وإغلاق للمدارس لأيام.
كما تسبب إعصار دانيال في مقتل 10 أشخاص في اليونان، فضلا عن أضرار بمليارات الدولارات، حسب تقارير صحفية محلية.
وقالت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية في بيان عاجل لها، إن آخر صور الأقمار الصناعية تشير إلى نشاط الرمال المثارة على مناطق من غرب البلاد والسواحل الشمالية الغربية (سيوة مطروحالعلمينالإسكندرية)، يصاحبها انخفاض في مستوى الرؤية الأفقية.
وتوقعت خرائط الطقس أن تتقدم الرمال المثارة لتؤثر على مناطق من شمال الصعيد والوجه البحرى والقاهرة الكبرى مع تقدم الوقت بسبب العاصفة دانيال، وتتكون السحب المنخفضة والمتوسطة الممطرة على مناطق من أقصى غرب البلاد يصاحبها سقوط أمطار متفاوتة الشدة تكون رعدية أحيانا.
وتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يغادر الإعصار دانيال ليبيا ويتحرك باتجاه مصر بعد ما فقد ٨٠٪ من قوته، والذى يؤثر على مصر من خلال سقوط الأمطار الغزيرة والرعدية على جميع محافظات السواحل الشمالية تبدأ مساء اليوم، وتمتد خفيفة لمتوسطة على الدلتا والوجه البحري والقاهرة غدا الثلاثاء، وسط انخفاض في درجات الحرارة ليسود طقس خريفي بامتياز.
وتعتبر مدينة البيضاء من المدن الرئيسية ورابع أكبر مدن ليبيا، كانت مدينة البيضاء أحد العواصم الليبية في عهد المملكة الليبية، وكانت مقرًا للبرلمان الليبي وعدد من الوزارات ورئاسة الوزراء وعاصمة منطقة الجبل الأخضر وهي أكبر مدنها ومركزها الرئيسي والإداري، كما تعد ثاني كبرى مدن المنطقة الشرقية وأهمها بعد بنغازي، مدينة البيضاء تسمى كذلك بـ “مدينة الثلوج” نظرًا لتساقط الثلوج عليها شتاءً، وهي معروفة بجوها المعتدل صيفًا، أما في الشتاء فإن شتاء مدينة البيضاء.
