ترندات

قانون قيصر إحراج للجامعة العربية صحيفة إلكترونية كويتية شاملة مستقلة

في الفترة الأخيرة شهد النظام السوري انفتاحا عليه من بعض الدول العربية للبحث في إعادة البلد إلى الجامعة العربية.
إلا أن دخول النظام الذي يخضع لعقوبات قانون قيصر الأميريكي هو دون شك إحراج للمجموعة العربية.
من لا يعرف ما هو هذا القانون عليه أن يتذكر أن قيصر كان ينتمي إلى جهاز الشرطة العسكرية لنظام الأسد وكانت مهمته تصوير الحوادث الجنائية الة بالجيش والمؤسسة العسكرية من جرائم قتل.
بعد الثورة تسلم قيصر مهمة زيارة المستشفيات العسكرية للنظام لتصوير جثث المعتقلين لدى النظام والذين قضوا تحت التعذيب، فقام قيصر بتوثيق الجرائم وتصويرها وتخزين الصور وجمع ٥٥ ألف صورة ل١١ الف معتقل سوري قتلوا تحت التعذيب .
في ٢٠١٣ انشق قيصر عن المؤسسة العسكرية وبحوزته أدلة على إجرام النظام وقد عرضت الصور في متحف الهولوكوست في الولايات المتحدة وفي الأمم المتحدة .
فالعقوبات الأميريكية التي فرضت على الرئيس السوري بشار الأسد وأفراد نظامه سميت قانون قيصر.
عودة سوريا الآن الى الجامعة العربية دون حل سياسي فعلي وتغيير حسب قرار الأمم المتحدة الذي يحاول المبعوث الاممي إلى سورية جير بيترسن إقناع النظام الروسي بقبوله لن تكون لصالح الوطن العربي.. فكيف يعود النظام الذي قاتل أبناءه منذ ٢٠١١ وأسقطت حربه أكثر من ٥٠٠ ألف قتيل وشردت أكثر من ٧ مليون من الطائفة السنية جاعلة من الشعب السوري الباسل لاجئين في لبنان والأردن وتركيا دون أي محاسبة ولا تغيير .
لقد أتى بروسيا وإيران وحزب الله لحمايته فهو الآن محتل من هذه الدول والميليشيا البنانية حزب الله ولا يملك حرية القرار التي هي بحوزة فلاديمير بوتين حاليا .
النظام السوري بدأ في ماضي قريب قبل حربه ضد شعبه باعطاء حزب الله أوامر للتخلص من الذين أزعجوه في لبنان .
هكذا سقطت لائحة طويلة من الشهداء بقراره في لبنان في طليعتهم رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري ورفاقه وباسل فليحان والصحافيين سمير قصير وجبران تويني وغيرهم من معارضي ممارسات النظام في لبنان. واليوم النظام وأفراده هو المهرب الأكبر إلى الدول العربية الكابتاغون.. إعادته إلى الجامعة العربية والتطبيع معه وهو لم يتنازل عن أي شبر من نفوذه في إطار الإصلاح السياسي يعني التسامح مع الإجرام والوحشية والفساد. لا شك أن المواطن العربي الذي يرى اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا ورفض نظامهم بعودتهم الى البلد يتساءل ما معنى إعادة تأهيله.
عودته إلى الجامعة العربية وهو تحت الاحتلال الروسي الإيراني يعني فعليا أن الدولتين اللتين تحميانه ستحضران كل ما يتم التداول فيه في الجامعة .
قال الرئيس الأسد إلى التلفزيون الروسي إنه ليس مهتم بالعودة إلى الجامعة العربية بل إنه مهتم بالعمل العربي المشترك مع الدول العربية لأنه مدرك أن شروط عودته لن يقبل بها.
فجميع زواره العرب الذين يلتقونه يحاولون الحصول منه على تعهدات لاعادته إلى الحضن العربي .
ولكن ماضيه يشهد لعدم وفائه للوعود التي أعطاها . فمعروف عنه أن في بداية الثورة زاره مسوؤل عربي كبير واتفق معه على الخطوات التي ينبغي أن يقوم بها كي يتجنب الحرب ولكن بعد عودة المسوؤل الى بلده فوجئ بخطاب الاسد كأنه لم يسمع شيء مما قيل له .
عندما تم اغتيال رفيق الحريري وكان الأسد في زيارة بعد فترة في السعودية سمع كلام شديد اللهجة حول جريمة اغتيال الحريري وكان جواب الأسد انه لم يقتله.
فالمحكمة الدولية أثبتت أن منفذي الجريمة هما عضوين من حزب الله فارين من لبنان قد يكونان إما في سوريا أو في إيران .
فإعادة تأهيل هذا النظام بهذه السهولة لا تصب في مصلحة الوطن العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *