اخر الاخبار

مشاريع استثمارية مؤقتة.. خيارات جديدة للتنزه صيفًا على كورنيش إدلب

ديكورات بسيطة من القصب تندمج في الطبيعة وطاولتان وبعض المقاعد على قطعة أرض صغيرة مستأجرة كانت كافية للشاب عمار جديع، للبدء بمشروعه الاستثماري بكلفة بسيطة على كورنيش مدينة إدلب شمال غربي سوريا، متنفس أهالي وسكان المدينة.

عمار جديع (35 عامًا) مهجر من سراقب يقيم في مدينة إدلب، قال ل، إنه افتتح بعد التهجير من سراقب مشروعًا لبيع الملابس الجاهزة في مدينة إدلب لكن المشروع تعرض لخسائر متتالية بسبب ضعف القوة الشرائية للمواطنين وقلة الطلب على الملابس.

الخسائر المتتالية أرغمت عمار على البحث عن مشروع آخر وخلال خروجه لكورنيش إدلب بقصد التنزه والابتعاد عن أجواء المدينة وضغوطاتها، تذكر أيام سفره لقبرص في الماضي وعمله في مقهى هناك، ليخرج بفكرة مشروع تجاري بسيط يقارب المقهى الذي عمل فيه في قبرص.

استأجر عمار أرضًا صغيرة من مجمع “النور” السياحي الواقع على كورنيش إدلب، بقيمة 400 دولار طيلة موسم الصيف، ووضع بعض حصر القصب كسياج ومظلة وبعض الأضواء والمزروعات البسيطة لتزيد اندماج المشروع مع الطبيعة، وماكينتين لصنع القهوة والبوظة لتصل تكلفة المشروع لنحو ألف دولار أمريكي.

وأضاف الشاب، أن كورنيش مدينة إدلب يكاد يكون المتنفس الوحيد للشباب حاليًا في المدينة، وكان سابقًا يمتلئ بالمواطنين الذين لا يجدون أي خدمات قريبة، ما حفز بعض الشباب على فتح مشاريع صغيرة على الكورنيش لتخديم الأهالي وتحقيق شيء من الأرباح ليزدهر الكورنيش هذا العام ويعج بمثل هذه المشاريع كبسطات بيع المشاوي وسندويش الصاج ومحال بيع القهوة والبوظة.

يأمل عمار تدارك شيء من الخسائر التي تعرض لها في مجال تجارة الملابس من خلال بوفيه القهوة، لافتًا إلى أن مشروعه يتميز عن بقية المشاريع لبيعه “قهوة الرمل” وهي من الثقافات العربية الأصيلة، وقهوة “الفارابيه” اليونانية التي تعلم صنعها في قبرص، إلى جانب بيع البوظة.

محال جديدة للتنزه على كورنيش إدلب- حزيران 2023 (/ أنس الخولي)

تكاليف بسيطة

بجانب مشروع عمار، يوجد مشروع صغير آخر عبارة عن تنور صاج صغير وكرفانة صغيرة تم تحويلها لمطعم مشويات متنقل للأربعيني علي تلاوي أحد مهجري مدينة خان شيخون.

قال صاحب المشروع، علي تلاوي، ل، إن الكورنيش يعج مساء بالمواطنين، ما حفزه على البحث عن مشروع صغير وفق إمكانياته المادية البسيطة، ليبدأ بمشروع بيع خبز التنور، إذ تصل تكلفة المشروع لنحو 1500 دولار أمريكي، وتبلغ تكلفة أجرة المكان نحو 50 دولار شهريًا.

ويرى صاحب المشروع أن المقيمين في إدلب من جميع فئات المجتمع الفقيرة والغنية، تفضل المشاريع الصغيرة على المطاعم والمشاريع الكبيرة، مشيرًا إلى أن الأهالي في ليالي الصيف يفضلون الأماكن المفتوحة والجلوس بين الطبيعة ويبتعدون عن الأماكن المغلقة.

ولفت علي إلى أن الازدحام الشديد على كورنيش إدلب حفز الشباب العاطلين عن العمل على افتتاح مشاريع صغيرة تؤمن فرص عمل لعدد كبير من الشباب مؤكدًا أن هذه المشاريع فرصة مؤقتة في فترة الصيف فقط لتعود معاناة البحث عن عمل مع قدوم فصل الشتاء.

محال جديدة للتنزه على كورنيش إدلب- حزيران 2023 (/ أنس الخولي)

محال جديدة للتنزه على كورنيش إدلب- حزيران 2023 (/ أنس الخولي)

أسعار وأجواء مقبولة

يقصد الأهالي كورنيش مدينة إدلب للتنزه والتمتع بنسائم الهواء اللطيفة حيث الأجواء الرائعة وملتقى الأصدقاء والأسعار المقبولة، بحسب عدة لقاءات أجرتها مع رواد المكان.

حسين الإبراهيم، أحد مهجري مدينة سراقب، يعمل مسير معاملات في محكمة معرة مصرين، انتظر بفارغ الصبر انتهاء امتحانات أبنائه للخروج والتنزه على كورنيش مدينة إدلب، بحسب ما قال ل، معتبرًا أنه المكان الأمثل للترفية عن النفس بسبب أجوائه وأسعاره المقبولة.

بدوره قال الشاب طارق الحمصي (27 عامًا) إنه ليس بمقدور الشباب الدخول إلى الحدائق داخل مدينة إدلب لمنعهم من دخولها بسبب امتلاء الحدائق بالنساء اللاتي قدمن للتنزه برفقة أطفالهن، ما جعل الكورنيش الوجهة الأفضل للشباب للتنزه.

بعيدًا عن المدينة

تعمل بلدية مدينة إدلب على تحويل الكورنيش لمنطقة سياحية، ولحل مشكلة الازدحام في مدينة إدلب حفزت إنشاء المشاريع الصغيرة على الكورنيش.

رئيس بلدية مدينة إدلب، أسعد بيلساني، قال في تصريح ل، إنه بعد حملات التهجير القسري عانت مدينة إدلب من ازدحام خانق ما عرقل الكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة بسبب ضيق الأماكن، لذا عمدت البلدية إلى نقل المشاريع للتخفيف من الازدحام في المدينة، مشيرًا إلى أن البلدية تشجع على نقل المشاريع إلى أطراف المدينة خاصة الكبيرة كونها بحاجة لأماكن مفتوحة وبعيدة عن الازدحام.

وأضاف رئيس البلدية أن المخطط الإقليمي لمدينة إدلب يتضمن حزامًا سياحيًا يبدأ من دوار الفلاحين في المنطقة الغربية إلى دوار المطلق جنوبي مدينة إدلب، وهذا الأمر يمنح جمالية للمدينة وسيتحول لما يشبه “المصايف” في المستقبل.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *