اخبار عمان

الكلمة الطيبة تطلع الحية من “الزاغور”

 

 

لينا الموسوي *

مَثلٌ عراقي شهير، كنت أسمعه منذ كنت طفلة، يتردد على ألسن الكثير من الناس، عن أهمية الكلام الطيب وكيفية تأثيره القوي على الآخرين، لدرجة وصفه بأنه أخرج الحية السامة من جُحرها لتمسح السم الذي أرادت أن تقتل به شخصًا ما.

فالكلام الطيب والأسلوب الحسن في التعامل مع الآخرين باختلاف مستوياتهم المادية والعلمية والمهنية، له تأثير فعال وإيجابي عليهم وعلى ردود أفعالهم وسرعة تجاوبهم مع المقابل لأن الكلام اللطيف الهادئ يجعل المقابل يفهم ويستوعب الحديث أو الموضوع المراد منه؛ وبالتالي إدراكه وتنفيذه أو مناقشته.

وهذا الأسلوب دعا إليه الإسلام كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة”؛ حيث نجد مثلا أن الأسلوب اللطيف مع الطفل ومحاولة تعليمه أسلوب النقاش وفهم الأمور من حوله سواء سلبية كانت أم إيجابية تطور ذهنه وذاته، وتساعده بمرور الزمان على ممارسة الأساليب الصحيحة بالتعامل مع الآخرين؛ حيث تساعد “ثقافة النقاش الهادئ” على حل أكبر مشكلة تظهر في حياة الأشخاص، وهذا ينطبق أيضا على مستوى سوق العمل؛ لأنه يعتبر مسرحًا لكل أفراد وطبقات المجتمع، فنلاحظ التعامل الجيد الراقي بين الموظف والمدير أو المسؤول يساعد على حب العمل والعطاء والاستمتاع بما يقوم به الموظف، وهذا بدوره ينعكس بقوة على إنتاجية الفرد وتطوره.

فالنظام وأسلوب التعامل المحترم المبني على الحوار وتقبُّل الرأي الآخر هو من أهم صفات المجتمع الراقي المتطور؛ لذلك نجد أنَّ المجتمعات التي تعتمد على لغة الحوار كحالة عامة تتطور وتتقدم أسرع من غيرها.

فالكلمة الحسنة تحث على بناء الود وسهولة تقبل الرأي المغاير، فينعكس إيجاباً على تقوية العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع وزيادة إنتاجيته وقلة الصراعات والمشاحنات بين الأفراد التي تأخذ من طاقاتهم بصورة سلبية وتقلل إنتاجهم.

لذلك أحبائي، الكلام اللطيف في تعاملاتنا اليومية سواء داخل أسرنا أو في عملنا يطلع الحية من الزاغور (الجُحر)، فنحقق أصعب ما نريد بالكلمة الطيبة.

 

* مهندسة معمارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *