اخبار الإمارات

حرب أوكرانيا تهيمن على مؤتمر ميونيخ للأمن

يجتمع سياسيون ومسؤولون عسكريون ودبلوماسيون من جميع أنحاء العالم في ميونيخ منذ الجمعة لاستعراض المشهد الأمني في أوروبا، الذي تغيرت معالمه بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا قبل عام تقريباً.

وأشعلت الحرب نقاشات تدور منذ وقت طويل بشأن أمور من بينها، إلى أي مدى ينبغي أن تعزز أوروبا قدراتها العسكرية؟، وإلى أي حد عليها الاعتماد على الولايات المتحدة في أمنها؟، وكم يجب أن تنفق الحكومات على الدفاع؟

وستناقش الوفود أيضاً التداعيات العالمية للحرب على جوانب تتراوح من إمدادات الطاقة إلى أسعار المواد الغذائية.

وكان المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، من بين العديد من كبار المسؤولين الذين حضروا مؤتمر ميونيخ للأمن الذي بدأ الجمعة، ويستمر حتى اليوم الأحد. ومن المتوقع أيضاً أن يلقي مسؤولون أوكرانيون رفيعو المستوى كلمات بالمؤتمر. وقال أحد مستشاري الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه لن يتسنى تحقيق «أمن عالمي حقيقي» إلا إذا انتصرت أوكرانيا في الحرب. وكتب ميخايلو بودولياك على تويتر «يمكن أن تبدأ المفاوضات عندما تسحب روسيا قواتها من أراضي أوكرانيا. وأي خيارات أخرى من شأنها منح روسيا وقتاً لإعادة تجميع قواتها، واستئناف الأعمال القتالية في أي لحظة». وعقد مؤتمر العام الماضي قبل أيام فقط من اندلاع الحرب. وفي ظل حشد القوات الروسية على حدود أوكرانيا، حث القادة الغربيون في ميونيخ الرئيس، فلاديمير بوتين، على عدم مهاجمتها وحذروا من عواقب وخيمة إذا فعل ذلك، بينما انتقد زيلينسكي ما اعتبره استرضاء لموسكو.

عواقب وخيمة

والعام الجاري، سيواجه القادة العواقب الوخيمة لقرار بوتين تجاهل مناشداتهم وإطلاق العنان للحرب، التي أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على الفرار وتعد الأكثر تدميراً في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ «إذا انتصر بوتين في أوكرانيا، فإن الرسالة التي ستكون موجهة إليه وإلى الأنظمة الاستبدادية الأخرى هي أن القوة ستتم مكافأتها». وأضاف ستولتنبرغ «سيجعل هذا العالم أكثر خطورة ويجعلنا جميعاً أكثر عرضة للخطر». وكان ستولتنبرغ يتحدث قبل اجتماع لوزراء دفاع الحلف الذين تعهدوا بزيادة الإمدادات العسكرية إلى كييف، حتى بعد اعترافهم بأن مخزونات الذخيرة الخاصة بهم استنزفت بشدة بسبب الحرب. وكرر وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، تعهده بأن تتجاوز برلين هدف الإنفاق العسكري لحلف شمال الأطلسي والبالغ 2%. وقال بيستوريوس لدى وصوله إلى المؤتمر «لن ندخر جهداً لتخطيه، رغم أن الأمر مازال بحاجة للموافقة عليه داخل الائتلاف (الحاكم). ولكن يجب أن يكون واضحاً للجميع أنه بنسبة الـ2% الضئيلة فقط، لن نستطيع تلبية التحديات الماثلة أمامنا».

موسكو غير مدعوة

كان المؤتمر في بعض الأحيان بمثابة مقياس للعلاقات بين روسيا والغرب، وعلى الأخص في عام 2007 عندما هاجم بوتين الولايات المتحدة في كلمة أدلى بها ويُنظر إليها الآن على نطاق واسع على أنها كانت نذيراً لموقف أشد فظاظة ضد الديمقراطيات الليبرالية.

ولكن العام الجاري، سيكون غياب القادة الروس هو اللافت.

وقال رئيس المؤتمر كريستوف هويسجن، وهو دبلوماسي ألماني مخضرم، إن المنظمين لم يوجهوا الدعوة لأي مسؤول روسي لأن بوتين «قطع علاقته بالحضارة».

لكن موسكو أطلقت لصوتها العنان من بعيد، إذ اتهمت واشنطن بتحريض أوكرانيا على تصعيد الصراع، وقالت إن الولايات المتحدة متورطة الآن بشكل مباشر في الحرب لأن «المجانين» يحلمون بهزيمة روسيا. وعلى النقيض من ذلك، حضر المؤتمر وفد أميركي بحجم غير مسبوق يضم إلى جانب هاريس وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ. وقال هويسجن للصحافيين «نتوقع دليلاً على الوحدة من جانبي المحيط الأطلسي». كما سيظهر المؤتمر للقادة الغربيين أن قسماً كبيراً من بقية دول العالم لا ترى الأمور وفقاً لمنظورهم.

تعثر محاولات إشراك آخرين

وعادة ما تتعثر محاولات إشراك الزعماء الأفارقة والآسيويين والأميركيين في عزل موسكو بسبب النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي الروسي، فضلاً عن غضب الدول الأقل في التنمية من إبداء الغرب اهتماماً أقل بكثير بما يحدث بمناطقهم من صراعات.

وسيتناول المؤتمر قضايا دولية كبيرة أخرى، خصوصاً العلاقات بين الغرب والصين.

وحضر الدبلوماسي الصيني البارز وانغ يي المؤتمر، ويفكر بلينكن في لقائه فيما ستكون أول محادثات مباشرة بينهما بعدما أسقطت الولايات المتحدة ما قالت إنه منطاد تجسس صيني وأجسام طائرة أخرى.

ويقدر عدد الحضور بأكثر من 40 رئيس دولة و60 وزيراً في المؤتمر، الذي صادف الجمعة إضراباً واسعاً في المطارات الألمانية بما في ذلك مطار ميونيخ. وبينما يمكن للطائرات الحكومية الهبوط في المطار، فإن الوفود القادمة على متن رحلات تجارية تواجه مشكلات.

• العام الجاري، سيواجه القادة العواقب الوخيمة لقرار بوتين تجاهل مناشداتهم وإطلاق العنان للحرب، التي أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على الفرار وتعد الأكثر تدميراً في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *