اخبار عمان

“مراثي الشعراء العمانيين”.. آلام ومآسٍ منقوشة على ذاكرة الأدب

 

 

اخبار عمان سالمة الشكيلية سيف الوهيبي

نظَّم النادي الثقافي، أمس الأول، بمقره في القرم، مُحاضرة بعنوان “مراثي الشعراء العُمانيين في أبنائهم وبناتهم”، قدَّمتها الشاعرة اليمنية غالية عيسى، وشارك فيها نُخبة من الأدباء والشعراء العُمانيين؛ منهم: الشاعر سماء عيسى، والشيخ أحمد بن عبدالله الكندي، وبدر بن محمود البريدي.

واشتملت المحاضرة على تقديم نظري لمراثي الشعراء العمانيين لأبنائهم وبناتهم عبر العصور المختلفة، بدءاً من القرن التاسع عشر الهجري ووصولاً إلى الوقت الحالي.

وأبدع الشاعر سماء عيسى الحضور بجملة قصائد رثائية لأهم الشعراء العمانيين الذين رثوا فيها أبناءهم وبناتهم، والتي تضمَّنت قصائد رثاء لـ14 شاعراً عمانياً، رتَّبهم عيسى حسب الفترات الزمنية التي عاصروها مبتدئًا بالشاعر سالم بن غسان الخروصي الذي رثى ابنه ثم ابنته، منتهياً بقصيدة الشاعر محمد الشحري الذي رثى ابنته بكلمات من اللهجة الظفارية البحتة.. وبعدها أسهب سماء عيسى في تقديم رؤية نقدية استهلها بالتأكيد على أن عمان ظلت عبر التاريخ وثيقة الصلة بأحداثٍ تتصل بالماضي.. مشيراً إلى أنَّ فقد الشعراء العمانيين لأبنائهم كان تحت ظروف مختلفة فرضتها الحروب الأهلية وأحداث الغزو الخارجي العربي والبرتغالي والفارسي، إضافة لمن فُقِدوا جراء الأمراض الفتاكة التي انتشرت عبر فتراتٍ زمنية مختلفة كانت تصيبهم.

إلى ذلك، شارك الشيخ أحمد الكندي بقصيدتين كلاهما للشيخ سيف بن محمد الفارسي الذي رثى بها ابنه يونس، فيما شارك بدر الكندي بقراءة شعرية لقصيدتين للشاعر سالم بن غسان الخروصي اللتين رثى بهما ابنه أحمد.

وعلى هامش الفعالية، قالت الشاعرة غالية عيسى لـ”اخبار عمان”: إنَّ شعر الرثاء في التراث العماني يُجسد الانفعالات الذاتية، لذا جاءت الأمسية عن “مراثي الشعراء العمانيين في أبنائهم وبناتهم”.

أما الدكتورة سعيدة خاطر فقالت: هناك فارق بين الرثاء الصادق والرثاء للمجاملة أو كما يُسمى رثاء التكلف.. مشيرة إلى أن من أبرز النماذج لرثاء التكلف هو الشاعر العماني “اللواح الخروصي” في ديوانه، فتجد أنه رثى الجميع، لكنَّ رثاءه يأتي دائمًا باردًا بسبب التكلف في كلماته. موضحة: وفي المقابل، فإنَّ من أجمل الأمثلة التي تضرب على الرثاء الصادق هو رثاء الكيذاوي، والذي تميَّز بأجمل المفردات والجمل الرثائية الحزينة التي توضح فعلياً للقارئ أن الحزن يسيطر عليه ويكاد يجعله يجهش بالبكاء وهو يكتب رثاء ابنه وابنته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *