اخر الاخبار

تجاوزت مليار ليرة.. النظام يحاول الاستحواذ على تبرعات درعا 

درعا – حليم محمد

بعد مرور ساعات على إعلان الشمال السوري كمناطق “منكوبة” جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، أطلق ناشطون من محافظة درعا حملات تبرعات مالية لإغاثة المتضررين في المنطقة، ما دفع النظام السوري لمحاولة تقييد تلك الجهود.

ومن أبرز الحملات التي أطلقت، حملتي “فزعة أهل حوران للشمال السوري المحرر” و”اصنع لهم معروفًا”، إذ بلغ إجمالي التبرعات من الحملتين حوالي مليار ليرة سورية (حوالي 136 ألف دولار أمريكي) لتوزيعها على المتضررين في الشمال السوري.

وشارك بالحملتين ناشطون مقيمون في درعا، وآخرون يقيمون في مختلف دول اللجوء.

استجابة للكارثة

الناشط حبيب كسابرة، وهو أحد أهالي درعا المشرفين على الحملتين من لبنان، قال ل، إن الحملة جاءت استجابة لمناشدات أهالي الشمال السوري.

بدوره ذكر أحد المشرفين على حملة “فزعة اهل حوران”، ويدعى منيف الزعيم، أن حجم الدمار والعائلات المنكوبة دفعنا لإطلاق هذه الحملة للتخفيف من معاناة سكان محافظة درعا في الشمال السوري.

وأضاف منيف أن المبالغ التي ستجمع ستحول لمجلس محافظة درعا بالشمال السوري، والذي يحمل مسؤولية توزيعها على العائلات المتضررة من الزلزال.

النظام يتدخل

بعد إطلاق حملات التبرع لشمال غربي سوريا، حاول النظام التدخل لتكون تلك الحملات تحت إشرافه، ما يمكنه من الوصول إلى المبالغ المجموعة.

وخلال اجتماع بين محافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤولين من حزب “البعث” ومدراء في الدوائر الرسمية مع وجهاء محافظة درعا، الأربعاء 8 من شباط، طلب المسؤولون في “البعث” من الوجهاء إطلاق حملة تبرعات، وبناء خيمة في كل بلدة لجمع التبرعات لمتضرري الزلزال في سوريا.

وبحسب خطاب تداولته صفحات محلية، موجه من البنك “المركزي” في محافظة درعا إلى المحافظ، وافق “المركزي” على فتح حساب مالي لجمع التبرعات باسم “مبادرة أهالي محافظة درعا للمتضررين من الزلزال بمختلف المحافظات”.

كما طلبت مديرية أوقاف درعا من خطباء المساجد حث الأهالي على التبرع لصالح المتضررين في سوريا من الزلزال، بحسب ما أفاد به مراسل في درعا.

وفي وقت لاحق تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن تهديدات وصلت لوجهاء درعا، وكل من يحاول جمع التبرعات إلى خارج مناطق سيطرة النظام.

وقال “تجمع أحرار حوران”، إن مسؤولي النظام هددوا الوجهاء من خطورة التبرع لمناطق سيطرة المعارضة.

بينما أكد ثلاثة من وجهاء درعا، تحفظوا على ذكر أسمائهم لأسباب أمنية، ل، أن النظام لم يحدد المناطق المستهدفة بالتبرعات.

ما الهدف؟

الناشط بالمجال الإنساني وأحد المشرفين على حملات التبرعات، منير قداح، قال ل، إن النظام يحاول منع وصول أي مساعدات للمناطق التي يعتبر سكانها “إرهابيين”.

ويدرك النظام أن أهالي درعا قادرين على جمع مبالغ “هائلة” في ظل وجود العديد من المغتربين المقتدرين ماديًا، ما يجعل حملات التبرعات في درعا بالنسبة له فرصة للسرقة؟

من جهته، قال عضو “اللجنة المركزية” في درعا الشيخ فيصل أبازيد، عبر “فيس بوك” إن حزب “البعث” يسعى لإعادة إحياء نفسه كـ”قائد للدولة” من خلال فزعات أهالي درعا.

ويرى أحد وجهاء درعا، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن الأموال التي ستجمع عن طريق النظام من الصعب أن تصل للمتضررين، سواء في مناطق سيطرة النظام أو سيطرة المعارضة.

وفي تقرير سابق بعنوان “مبادرات جمع الأموال في درعا.. دعم للخدمات يستغل سياسيًا”، ناقشت، محاولات النظام السوري استغلال حملات التبرع في درعا لصالحه.

وخلص التقرير إلى أن النظام استخدم تلك المبادرات المحلية وتصديرها على أنها دعم لجهود الحكومة في إعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق التي سيطر عليها منذ عام 2018 جنوبي سوريا.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *