اخر الاخبار

بعد اختراع هافيرتس .. هناك جوارديولا واحد فقط يا أرتيتا، لا تحاول تقليد

بعد اختراع هافيرتس .. هناك جوارديولا واحد فقط يا أرتيتا، لا تحاول تقليده!

اختراع إسباني غريب يثبت فشله

يقولون إن الحاجة هي أم الاختراع، ولكن ميكيل أرتيتا يخترع بلا أي حاجة سوى للسير على خطى مٌعلمه وأستاذه بيب جوارديولا.

أرتيتا فاجأ الجميع الموسم الماضي بالمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي حتى اللحظات الأخيرة قبل خسارته لصالح مانشستر سيتي، وأصبح المُهدد الأكبر لعرش جوارديولا في إنجلترا.

رغم بعض الاختراعات الطفيفة إلا أن أرتيتا تحرر نوعًا ما من عباءة السير على خطى بيب، ولكنه جاء خلال هذا الصيف لينهي هذا التحرر باختراع جديد وهو “كاي هافيرتس”.

بيب تعاقد مع ناثان أكي ومانويل أكانجي وجعلهما من أفضل المدافعين في أوروبا بعد الهبوط الحاد في مستوياتهما، لذلك قرر أرتيتا فعل نفس الشيء مع هافيرتس الذي عاش 3 سنوات من التخبط في تشيلسي..

ليست المرة الأولى
في 27 يناير الماضي خرج أرتيتا لينفي هذه التهمة عنه قائلًا:”لقد نشأنا في نفس الظروف ولا أستطيع السيطرة على ذلك، لم أحاول أبدًا نسخ ولصق أي شيء، هذا النادي يستحق أفضل من ذلك بكثير، أنا وبيب نختلف كثيرًا كأشخاص ومدربين أيضًا”.

لو طبقنا دفاع أرتيتا عن نفسه على أرض الواقع سنجد أن تصريحاته ليست دقيقة، لأن أسلوبه مع آرسنال يشبه كثيرًا الطريقة التي يلعب بها جوارديولا منذ قدومه إلى مانشستر سيتي وخلال فترة تواجد أرتيتا نفسه كمساعد له.

يحب كلا الفريقين اعتماد أسلوب يُركز على الاستحواذ بوضع الجناحين بمكان أعلى في الخط الأمامي، كما نسخ أرتيتا مؤخرًا دور الظهير العصري الذي يتواجد بأماكن متقدمة في الملعب وغالبًا في خط الوسط أو “Inverted Fullback” والذي اعتمد عليه بيب في سيتي مع جواو كانسيلو وكرره أرتيتا في آرسنال مع أوليكساندر زينتشيكو.

اللعب التموضعي الذي يعتمد عليه أرتيتا كذلك بوضع كل لاعب في مربع خاص به لا يتحرك منه إلا في أضيق الحدود يشبه أيضًا ما يعتمد عليه جوارديولا، لذلك التلميذ بحاجة إلى التحرر من الأستاذ حتى ينجح ويبتعد عن ظل بيب.

أكثر المواقف وأغربها في تقليد أرتيتا لجوارديولا حدثت عندما اعتمد مدرب مانشستر سيتي على رحيم ستيرلينج كمهاجم وهمي في إحدى مباريات دوري أبطال أوروبا، ليقوم مدرب آرسنال بتطبيق نفس الشيء في نفس الأسبوع في ذهاب نصف نهائي الدوري الأوروبي في 2021 أمام فياريال ليضع إيميل سميث رو في نفس المركز وهي الفكرة التي فشلت بأسوأ صورة ممكنة.

لماذا هافيرتس؟

مع بداية فترة الانتقالات الصيفية الحالية ارتبط آرسنال ببعض الأسماء لتعويض رحيل جرانيت جاكا بلاعب آخر رقم 8 يمتلك مرونة أكبر في التحرك بين الخطوط ويستطيع لعب تمريرات حاسمة ويصل لمناطق الخطورة أفضل من السويسري.

دونًا عن جميع اللاعبين خرج أرتيتا باختراع غريب وهو التعاقد مع الدولي الألماني الذي لم يسبق له التألق بهذا المركز، بل فشل في تأدية مكانه الأصلي كصانع ألعاب مع تشيلسي ولم ينجح أيضًا عندما تم تجربته كمهاجم.

جوارديولا يحب اللاعب الذي يُجيد اللعب بأكثر من مركز لتوفير المرونة بفريقه، وكذلك أرتيتا الذي اختار هافيرتس الذي يلعب في أكثر من مركز دون أن يتقن أي منهم في الدوري الإنجليزي عكس ما كان يفعله مع ليفركوزن في ألمانيا.

لماذا تنفق 65 مليون جنيه استرليني لوضع هافيرتس المتخبط في مركز غير مركزه؟ في الوقت الذي كان يمكنك فيه إنفاق نصف هذا المبلغ لضم محمد قدوس من أياكس أمستردام أو جيمس ماديسون الذي انضم للغريم التقليدي توتنهام!

أرتيتا لم يحالفه التوفيق في هذا الاختيار، لأنه حتى لو نجح هافيرتس في وقت لاحق سيكلف آرسنال الكثير من النقاط لو استمر في التواجد كأساسي، لأنه يؤثر على منظومة آرسنال بالكامل ويحرم الفريق من أهم ميزة تمتع بها الموسم الماضي وهي المبادرة وسرعة استرداد الكرة بسبب استسلامه ولعبه السلبي وافتقاده الحدة ولغة الجسد المناسبة في الملعب.

المدرب الإسباني خرج باختراع غريب في بداية الموسم بالاعتماد على بارتي كظهير أيمن لضمان تواجده مع ديكلان رايس وهافيرتس بفريق واحد، والنتيجة كانت حالة من الفوضى والعشوائية التي كلفت الفريق نقطتين ضد فولهام وجلوس المدافع البرازيلي جابرييل أحد أفضل اللاعبين بالفريق الموسم الماضي وكله لعيون هافيرتس والاختراع الجديد الذي أثبت فشله في الفوز الأخير على مانشستر يونايتد 3/1.

الاقتباس لا عيب فيه ويمكن لأي مدرب الاستفادة من أفكار أي مدرب آخر، لكن عندما تنسخ من شخص هو منافسك الأشرس ستكون الغلبة دائمًا وأبدًا للنسخة الأصلية وليس التقليد.

الموسم الحالي قد يكون الفرصة الأخيرة لأرتيتا، وربما سيكون عليه التخلي عن عباءة بيب وترك هافيرتس على دكة البدلاء، وربما منح الشاب فابيو فييرا الفرصة، حتى لا تضيع موهبته التدريبية بالبقاء في ظل أستاذه ومُعلمه!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *