اخبار عمان

تعاونوا ولا تنافسوا | جريدة الرؤية العمانية

أحمد العامري

التعاون أساس النهوض بالأمم ولا يتم وجود النوع الإنساني إلا بالتعاون كما ذكر ابن خلدون وفي المثل الدارج في الثقافة العربية لا يعجز القوم إذا تعاونوا. التعاون أمر مهم في سائر أمور الحياة وفي التربية خصوصا، وكان من مبادئ الفلسفة البراجماتية.

البيئة التي يسود فيها التعاون والتكاتف بين الطلبة تكون بيئة فاعلة نتاجها عظيم ولا أعظم من تخريج دفعة سوية تحمل قيما ومبادئ نبيلة يعم فضلها للمجتمعات كافة، ويكون لها تقدم ملحوظ بين سائر الأمم.

تعاونوا ولا تنافسوا فإن التنافس وإن بدا لك لامعًا تجد باطنه مسودا، فالطالب الذي ينافس زميله يظل دائمًا يحمل هوس التفوق عليه ولا يهتم بالوسيلة التي يصل بها إلى الغاية إن كانت إيجابية أو سلبية.

يسعى المنافس إلى أن تكون درجته أعلى من زميله والكثير يحمل الحقد والكراهية والحسد على زميله الحاصل على درجة أعلى من درجته ولو كانت درجته دون المتوسط، فلا يبذل الجهد وينافس للحصول على الدرجة النهائية بقدر حرصه على أن يتفوق على زميله فيكون ذلك الأمر شغله الشاغل.

يجب علينا أن لا نزخرف فكرة التنافس ونقول تنافس شريف وإن لم يكن منه بُد فعلينا أن نحرص على أن ينافس الطالب على الدرجة النهائية وليس أن ينافس زميله. لا ترهق نفسك بالتظاهر والبحث أن فكرة التنافس الدارجة في مجتمعاتنا أمر إيجابي، بل سلبي وستدرك ذلك الأمر ولو بعد حين.

يقول النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام: “ولا تنافسوا”. ولهذا الأمر النبوي أبعاد يجب أن نمعن النظر فيها. نرى العديد من الطلبة عندما يأتي بالشهادة ونسأله لماذا نقصت هنا وهناك؟ يرد قائلاً: زميلي فلان نقص أيضًا، ولا يمتلك غير هذا التبرير.

ليس بغريب أن يفقد الطالب شخصيته ومبادئه خلال السعي في هذا الأمر. ونجد أفعالا مشينة لا تليق بنا كمُسلمين وعرب في الوقت نفسه، منها الاحتفاظ بالعلم وعدم النفع به والحرص بالوسائل كافة أن لا يتفوق زميله؛ لأن البيئة أخذت التنافس ولم تأخذ التعاون أساسا لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *