طوّر باحثون مكبر صوت جديدًا يستطيع إعادة ترتيب ميكروفوناته السبعة «الذاتية النشر» لتقسيم الغرفة إلى ما يسمى «مناطق الكلام»، مما يسمح له بتتبع الأصوات المختلفة وتعرفها، حتى أثناء تحركها.
ويقول الباحثون، الذين يقفون وراء الاختراع، إن تحديد المواقع الدقيق هذا يسمح لهم ليس فقط بفصل المحادثات المتزامنة، بل أيضًا بكتم المناطق المزعجة «أو الأشخاص المزعجين» عند الطلب، وذلك لتطبيقات، مثل: مؤتمرات الفيديو في الاجتماعات.
وكما هو مفصل في دراسة حديثة عن الاختراع، نُشرت في مجلة (نيتشر كوميونيكيشنز) Nature Communications، فإن مكبر الصوت غير التقليدي يتكون مما يعرف باسم سرب الروبوتات.
وتأتي الميكروفونات الذاتية النشر على هيئة روبوتات بحجم كشتبان تتواصل مع بعضها البعض، وتتحرك على عجلاتها الصغيرة إلى نقاط مختلفة بمفردها، مثل: جهاز (روم باس) Roombas الصغير، وتعود إلى محطة الشحن عند الحاجة.
وقال (مالك عيتاني)، المؤلف الرئيسي للدراسة، في بيان: «للمرة الأولى، وباستخدام ما نسميه ’السرب الصوتي’ الآلي، أصبحنا قادرين على تتبع مواقع العديد من الأشخاص الذين يتحدثون في الغرفة وفصل كلامهم». في كلية بول جي ألين لعلوم وهندسة الكمبيوتر، في بيان.
ويقول الباحثون إن الروبوتات النموذجية تستخدم للتنقل في بيئتها تقنية مشابهة لتحديد الموقع بالصدى العالي التردد.
وأضافوا أن التنقل أمر بالغ الأهمية، فمن خلال نشر الميكروفونات إلى أقصى حد ممكن، يمكن للشبكة العصبية التي تعالج البيانات إجراء حسابات أدق.
ومع ذلك، تقتصر الروبوتات في الوقت الحالي على التنقل على أسطح الطاولات، حيث إنها قادرة فقط على تحديد الموقع في مساحة ثنائية الأبعاد.
وأوضح المؤلف المشارك (توشاو تشين) في البيان: «لقد طورنا شبكات عصبية تستخدم هذه الإشارات المتأخرة زمنيًا لفصل ما يقوله كل شخص وتتبع مواقعه في المساحة. لذلك يمكنك إجراء محادثتين بين أربعة أشخاص وعزل أي من الأصوات الأربعة وتحديد موقع كل صوت في الغرفة».
واختبر الباحثون سرب الروبوتات في أماكن، مثل: المكاتب، والمطابخ مع وجود عدد من الأشخاص يتراوح بين ثلاثة وخمسة يتحدثون معًا، وذلك دون أن يكون لدى النظام معرفة سابقة بالمواقع أو الأصوات.
وعلى الرغم من تلك العوائق، ظل الجهاز قادرًا على تحديد موقع الأصوات بنسبة 90 في المئة من الوقت، وذلك على مسافة 1.6 قدم من بعضها بعض. وفي الوقت نفسه، كان متوسط الخطأ أقل من ست بوصات في جميع السيناريوهات.
ومع ذلك، فإن سرعته لا ترقى إلى المطلوب قليلًا. ففي المتوسط، يستغرق النظام 1.82 ثانية لمعالجة ما يعادل ثلاث ثوانٍ من الصوت، وهو ما قد يجعل العمل مع مؤتمرات الفيديو صعبة بعض الشيء.
وبعد ذلك، يريد الباحثون تطبيق تقنيات كتم الصوت والفصل هذه في الفضاء المادي لحظيًا، وذلك باستخدام الميكروفونات الموضعية الخاصة بها للقيام بما تفعله سماعة الرأس المانعة للضوضاء في أذنيك، ولكن في غرفة بأكملها.
