اخر الاخبار

جراء الدمار وتقصير الحكومة.. نقص مدارس يعوق التعليم بدرعا البلد

درعا – حليم محمد

يعاني السكان في مدينة درعا البلد جنوبي سوريا صعوبات تعوق العملية التربوية، أبرزها تناقص عدد المدارس، ودمار قسم كبير منها خلال الحرب في السنوات الماضية.

وأدى خروج هذه المدارس عن الخدمة إلى زيادة الضغط على المدارس الموجودة في المدينة، إذ ازداد عدد الطلاب في الصف الواحد إلى أكثر من 40 طالبًا.

واتجهت بعض المناطق إلى تطبيق دوامين صباحي ومسائي، كإجراء مؤقت لحل مشكلة ازدياد عدد الطلاب وقلة عدد المدارس.

المدارس مدمرة

منذ عام 2011، استهدفت قوات النظام بالطيران والمدفعية معظم مدارس درعا البلد، وطال الدمار البنية التحتية بشكل عام.

وبعد “تسوية” تموز 2018، لم تلجأ حكومة النظام لترميم كلي للمدارس، إنما لجأت المنظمات العاملة في درعا لترميم جزئي بحسب أحد أعضاء اللجنة المحلية المعنية بترميم المدارس في مدينة درعا البلد، الذي تحفظ على اسمه لأسباب أمنية.

وقال إن 16 من أصل 26 مدرسة في عموم مدينة درعا البلد يمكنها استقبال الطلاب، أو متابعة العلمية التعليمية.

حلول مؤقتة

وتوجه طلاب المدارس العشر المدمرة كليًا للدراسة في المدارس المعاد ترميهما، ما تسبب بضغط بالأعداد على القاعات الصفية، بالإضافة إلى جهد كبير يقع على عاتق المعلمين في إيصال الفكرة، بحسب عضو اللجنة.

وقال إن بعض المدارس فُرض فيها دوام مسائي، ولكنه غير مجدٍ نظرًا إلى عدم وجود كادر تدريسي كافٍ، وهو حل مؤقت يفرضه الواقع الحالي.

ويرى عضو اللجنة أن إعادة ترميم المدارس تقع على عاتق المنظمات الدولية أو مديرية تربية درعا، إلى جانب رفدها بالكادر التدريسي، الذي يعد سببًا في فشل العملية التربوية، إذ دفع تدني الأجور وغلاء المواصلات لترك المدرّسين وظيفة التدريس.

هيام (38 عامًا) مدرّسة في إحدى مدارس مدينة درعا البلد، تتلخص معاناتها بالأعداد الكبيرة للطلاب في القاعة الصفية، إذ لا يستطيع المعلم إيصال الفكرة وتحقيق تفاعل خلال الدرس، بحسب ما قالته ل.

هذه الضغوط على المدارس، دفعت ببعض الأهالي إلى إرسال أبنائهم لتلقي دروس خاصة لتعويض الفاقد التعليمي، خاصة في ظل تناقص عدد المدرّسين، إذ بات التدريس مهنة شاقة، بحسب هيام.

طريق السد المعاناة الكبرى

نال حي طريق السد في درعا البلد النصيب الأكبر من الدمار، إذ لم تتبقَّ سوى مدرسة ابتدائية واحدة تخدّم هذا الحي.

هيثم، أحد سكان الحي نفسه، قال ل، إن أقرب مدرسة تبعد عن الحي أربعة كيلومترات، في حين يضطر بعض الطلاب إلى أن يقطعوا وادي الزيدي للوصول إلى مدرسة “العباسية” غربي درعا البلد.

وأضاف أن بعض العائلات قررت عدم إرسال أبنائها إلى المدارس، خاصة الإناث منهم، لعدم وجود مدارس ضمن الحي.

وشهدت المدارس في حي طريق السد، بحسب هيثم، دمارًا كبيرًا منذ عام 2011، وتكرر تعرض المدارس لأضرار خلال محاولات النظام إعادة اقتحام المدينة في تموز 2021.

ولم يسلم الحي من الأذى في المعارك الأحدث التي شهدها في تشرين الثاني 2022 أيضًا، بين مجموعات محلية وخلايا تُتهم بالانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”، إذ تعرضت المدرسة الوحيدة لسرقة الكوابل الكهربائية وبعض محتوياتها التي تم شراؤها على نفقة السكان.

وبينت دائرة التخطيط والإحصاء بمديرية تربية درعا، في عام 2020، أن العدد الكلي لمدارس المحافظة 947 مدرسة، بينها 111 مدمرة بشكل كامل، و363 أخرى مدمرة بشكل جزئي، بحسب ما قاله مدير تربية درعا، منهل نزال العمارين، لصحيفة “الثورة” الرسمية.

بدائل مكلفة

حول بدائل السكان في تأمين مدارس للطلبة، قال هيثم، إن فكرة الدراسة ضمن مدارس المحطة (مركز المحافظة) واردة ولكنها غير متاحة سوى للعائلات الميسورة ماليًا، إذ تبلغ أجرة نقل الطالب إلى هذه المدرسة 2000 ليرة ذهابًا وإيابًا، وهو أمر فوق قدرة معظم الأسر.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قدّرت، في كانون الثاني 2022، عدد الأطفال المحرومين من التعليم في سوريا خلال السنوات العشر الأخيرة، بأكثر من مليوني طفل.

ويوجد أكثر من 2.4 مليون طفل خارج المدرسة، حوالي 40% منهم من الفتيات، وفق بيان أممي، أشار إلى ارتفاع الرقم بسبب تأثير فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وما نتج عنه من تفاقم تعطل التعليم في سوريا.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *