اخبار البحرين

غادة الدوي: النظام الغذائي وعادات النوم الخاطئة من أسباب «غيبوبة غداء العيد»

سماهر سيف اليزل


التغير المفاجئ في نمط الطعام يسبب اضطراب الجهاز الهضمي


خلال شهر رمضان وأيام الصيام اعتاد الجسم على تناول وجبتي الإفطار والسحور فقط، ولكن يقع الكثير من الأشخاص في خطأ الإقبال على الطعام بشراهة خلال أيام العيد دون انتظام ويجهد المعدة بتناول أصناف كثيرة من الطعام دون حساب، ما يزيد الشعور بالحموضة والارتجاع نتيجة تغيير نمط الطعام بعد الصيام، وتحتاج أجهزة جسم الإنسان بعد انتهاء شهر رمضان المبارك إلى مرحلة الاستعداد لتقبل الغذاء بعد انتهاء شهر الصيام، حيث إن أجهزة الصائم تكون قد نالت قسطاً من الراحة من كثرة تناول الطعام، لذلك نجد المعدة في حاجة إلى نظام معين حتى تستعيد قدرتها على العمل الطبيعي بقوة ومتانة، حيث إنه أثناء الصوم طوال النهار لا يستقبل الجهاز الهضمي أي طعام أو شراب، وبذلك تعود على الراحة نهاراً، ولذلك من الضروري ترك الكثير من العادات السيئة التي يتبعها الصائمون في أول أيام العيد بعد شهر رمضان.

تقول طبيبة العائلة د. غادة الدوي إنه مع انتهاء شهر رمضان الفضيل يكون الصائم قد اعتاد على نمط غذائي مغاير كثيراً للنمط المتبع طوال العام، ونتيجة للصوم اعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار، في حين يفرز العصارات الهاضمة ويتهيأ لاستقبال الطعام قبيل أذان المغرب.

وأضافت أنه نتيجة للتغيير المفاجئ في مواعيد ونوعية الطعام المتناول قد تصاب أنظمة الجسم ببعض الاضطرابات غير المستحبة، كعسر الهضم، وحرقة المعدة، وانتفاخ أو إسهال، ذلك بالإضافة إلى التأثير على النشاط البدني عند الكثيرين ويسبب «غيبوبة العيد».

الست من شوال

لذلك يجب أن يكون «غداء العيد» خفيفاً مع تقليل تناول كميات الفطائر والكعك والبسكويت والمخبوزات، نظراً إلى امتلائها بالدهون والسكريات التي يسبب تناولها عسر الهضم والحموضة، كما يفضل عدم تناول الأشياء المملحة التي تسبب ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالصداع، مع ظهور أعراض تتعلق بالكلى والكبد، كما يجب الابتعاد عن تناول المياه الغازية بكميات كبيرة؛ لأنها تساعد على زيادة الأحماض التي تسبب حموضة المعدة وتؤدي إلى وجود خلل في الترسيب الطبيعي للكالسيوم في العظام والأسنان.

ونصحت الدوي باتباع نظام صحي سليم لتفادي حدوث أي من الأعراض السابقة، وذلك بعدم الإكثار من الأكل والبدء بالزبادي «الروب» وعدم الأكل والشرب في آنٍ واحد وشرب الماء بكثرة، مفضلة أن تكون حرارتها عادية مائلة إلى البرودة الطبيعية، مؤكدةً على ضرورة ممارسة الرياضة بأسرع وقت ممكن لا يتعدى ثاني أيام العيد للتأكد من تحقيق التوازن في عملية الأكل، ولرفع معدلات الأيض واللياقة، وبالتالي إحداث توازن أكثر بين المدخول الغذائي والحرق؛ ما يؤدي إلى التخلص من السكريات والدهون الزائدة. منوهة إلى أنه يمكن البدء في صيام الست من شوال بعد اليوم الثاني أو الثالث لتنظيف الجسم وإراحة المعدة.

ظاهرة النوم

وبشأن الغيبوبة الجماعية أو النوم الذي يتملك المواطنين في أول أيام عيد الفطر المبارك، فقد أوضحت الدوي أنها تعود إلى طبيعة النظام الغذائي المتَّبع وعمليات الهضم وعادات النوم والنشاط البدني عند الكثيرين، إلى جانب سهر الناس من ليلة العيد حتى مواعيد تناول الوجبات.

وبينت طبيبة العائلة أن أبرز أسباب ظاهرة النوم بعد تناول طعام غداء العيد في أول أيام عيد الفطر المبارك هي دسامة الوجبة التي تكون غنية بالكربوهيدرات والبروتين، والتي غالباً ما تتمثل في «الغوزي»، وسهر معظم المواطنين حتى صباح أول أيام العيد لأداء الصلاة في المساجد والساحات.

وبينت د. الدوي أن «غيبوبة» غداء العيد كما نسميها هي الشعور بالخمول والرغبة في النوم بعد تناول وجبة غداء العيد الدسمة، وأن هناك الكثير من الدراسات حاولت أن تفسر هذه الظاهرة، وبحسب ما تشير إليه هذه الدراسات فإن النظام الغذائي وعمليات الهضم وعادات النوم المتبعة والنشاط البدني هي أبرز الأسباب لهذه «النومة».

هرمون «السعادة»

وأوضحت أن طبيعة الطعام ونوعيته وكميته تؤثر في الإحساس بهذا الشعور، فكلما كان الأكل دسماً وثقيلاً على المعدة زاد الشعور بالنعاس، وبمجرد بدء عملية الهضم يتم إطلاق عدد من الهرمونات التي تلعب دوراً مهماً في حدوث النعاس، حيث إنه خلال عملية الهضم تزداد نسبة السكر في الدم، وبالتالي يزداد إنتاج البنكرياس للإنسولين الذي يقوم بدورة بتنظيم مستويات السكر في الدم، وكل ذلك يؤدي إلى زيادة حمض التربتونان المسؤول عن تموين هرمون «السعادة»، الذي يلعب دوراً في تحفيز أجزاء الدماغ التي تتحكم في النوم والاستيقاظ، مشيرةً إلى أن تناول الوجبات الدسمة المتمثلة في غداء العيد «الغوزي»، يزيد معدل تكوين السيروتونين «هرمون السعادة» الذي يسبب الشعور بالنعاس.

تناول المنبهات

وبينت أن من أبرز الأسباب كذلك سهر المواطنين في ليلة العيد حتى مواعيد الوجبة، الأمر الذي يعتبر متعباً ويستنفد طاقتهم، ما يجعلهم في حاجة إلى أخذ هذه القيلولة بعد الغداء للراحة والقدرة على الاستيقاظ وإكمال اليوم.

وأشارت إلى أن النوم بعد الأكل مباشرة له أضرار أبرزها حرقة المعدة ومشاكل الهضم، لذلك ينصح بالانتظار لمدة ساعتين على الأقل قبل الاتجاه للنوم.

وحول تجنّب هذه الأضرار الناتجة، تقول الدوي إنه يجب تجنب الأسباب، وذلك أولاً بالنوم مبكراً والابتعاد عن شرب المنبهات، والابتعاد عن الأجهزة الذكية، وتقليل كمية الطعام الدسم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *