اخر الاخبار

هل تؤثر الأمراض المناعية الذاتية على القدرة الإنجابية؟

مرض خطير يصيب النساء أكثر من الرجال..

الجهاز المناعي “Autoimmune diseases ” هو الحارس الأمين على جسم الإنسان، حيث يبحث جهاز المناعة باستمرار على أي جسم غريب متطفل اخترق أجسامنا، وما أن يعثر عليه حتى يبدأ في الإمساك به ومهاجمته والتخلص منه في سلسلة مترابطة متناغمة بين أعضاء جهاز المناعة المختلفين،  فالجهاز المناعي يساعِد على الوقاية من العدوى والأمراض والجراثيم والبكتيريا التي تحيط بنا من كل زاوية، كما يقوم عادة بمهاجمة البكتيريا والفيروسات وخلايا السرطان التي تغزو الجسمَ، وعندما يصاب الشخص بمرض للمناعة الذاتية، يقوم الجهاز المناعيّ بمهاجمة جسم المريض.

ما هو مرض المناعة الذاتية؟

ومرض المناعة الذاتية عبارة عن حالة يهاجم فيها الجسم نفسه عن طريق الخطأ؛ إذ أن الحالة الطبيعية للجسم أن يهاجم البكتيريا والفيروسات التي تهاجم الجسم من خلال إنتاج أجسام مضادة أو إنتاج كريات الدم البيضاء، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل أن جهاز المناعة يحتفظ بمعلومات عن كل جسم غريب هاجمنا ذات مرة، حتى إذا تكرر الهجوم في مراتٍ لاحقة، يستطيع جهاز المناعة القضاء عليه بشكل أسرع.

وفي بعض الحالات تخطئ الأجسام المضادة وتهاجم الخلايا السليمة مما يؤدي لحدوث العديد من الأمراض المناعية، وقد تستهدف بعض أمراض المناعة الذاتية عضو واحد فقط، فعلى سبيل المثال يعتبر مرض السُكري من النوع الأول أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يهاجم البنكرياس فقط، ويوجد بعض أمراض المناعة الذاتية التي تُهاجم الجسم كاملًا مثل “مرض الذئبة”.

أعضاء جهاز المناعة

يعمل العديد من أعضاء الجسم على حمايته مثل

  • نخاع العظم.
  • الغدة الزعترية.
  • الجهاز اللمفاوي.
  • الطحال.
  • خلايا الدم البيضاء.
  • الأجسام المضادة.
  • نظام «المتممات»، وهو نظام يحتوي على 20 نوع من البروتينات التي تشارك في الحماية.

أسباب الإصابة بأمراض المناعة الذاتية

لا يوجد سبب محدد يمكنه أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، لكن من المؤكد أن أمراض المناعة الذاتية أمراض غير مُعدية لا يمكنها الانتقال من شخصٍ لأخر، وهناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض المناعة الذاتية منها:

  • بعض أنواع الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم، والمضادات الحيوية.
  • الاعتماد على نظام غذائي مرتفع الدهون والسكر، والأطعمة المصنعة.
  • وجود تاريخ وراثي للإصابة بواحد من أمراض المناعة الذاتية؛ إذ تلعب الجينات دورًا في انتشارها بين أفراد الأسرة، ليس حتميًا أن يكون المرض ذاته، ولا أن يعاني كل فرد من أفراد الأسرة بالضرورة من المرض ذاته.
  • التعرض لبعض العوامل البيئية مثل المواد الكيماوية.
  • التدخين.
  • زيادة الوزن.
  • النوع؛ إذ ترتفع احتمالية إصابة السيدات عن الرجال.
  • الإصابة بعدوى مسبقة.

وقَد تهاجم أمراض المناعة الذاتية أي جزء من جسم الإنسان:

  • كُريَّات الدَّم: فقر الدَّم الانحلالي النَّاجم عن المناعة الذاتيَّة للجسم autoimmune hemolytic anemia
  • الأوعية الدموية: الالتهاب الوعائيّ vasculitis
  • المَفاصِل: التهاب المَفاصِل الروماتويدي.
  • الجلد: الذئبة، أو شبيه الفُقَاع الفقاعي “bullous pemphigoid” أو شبيه الفقاع الشائع “pemphigoid vulgaris”.
  • الرئتان والكلى: مُتلازمة غود باستشار “Goodpasture” أو الذئبة.
  • الدماغ والحبل الشوكي: التصلُّب المتعدِّد “multiple sclerosis”.
  • الغُدَّة الدرقية: داء غريفز Graves disease أو التهاب الدرقيَّة المنسوب لهاشيموتو Hashimoto thyroiditis
  • البنكرياس: السكَّري من النوع الأوَّل.

أعراض نقص المناعة الذاتية

تتميز أمراض نقص المناعة الذاتيّة بتشابه بعض الأعراض لديها، وتتفاوت الأعراض اعتمادًا على الجزء المصاب، كما تختلف الأعراض بشكل عام من شخصٍ لآخر حتى لو كان الاثنان يعانون من المرض ذاته، وتمر أعراض أمراض المناعة الذاتية بفترات من الشدة يعقبها فترات من الهدوء في ما يعرف بالنوبات، فهي لا تسير بوتيرة واحدة معظم الوقت، وأهم الأعراض المشتركة لجميع أمراض نقص المناعة الذاتيّة ما يلي:

  • الشعور بالإعياء المستمر.
  • ارتفاع حرارة الجسم.
  • خدر ووخز في اليدين والقدمين.
  • حكة الجلد.
  • تورم واحمرار الجلد أو المفاصل.
  • التعب العام.
  • ألم في العضلات.
  • صعوبة التركيز.
  • ألم العضلات.
  • ضيق التنفس.
  • ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
  • تنميل الأطراف.
  • تساقط الشعر.
  • طفح الجلد.
  • فقدان الوزن.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • تكرار التهاب الرئة، أو التهاب القصبات.
  • التهاب الجيوب الأنفية، أو التهابات الأذن، أو التهاب السحايا، أو التهابات الجلد.
  • التهاب الأعضاء الداخلية، وإصابتها بالعدوى.
  • اضطرابات الدم، مثل انخفاض عدد الصفائح الدموية أو فقر الدم.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل التقلصات المؤلمة، وفقدان الشهية، والغثيان، والإسهال.
  • تأخر النمو والتطور.
  • الاضطرابات المناعية الذاتية، مثل الذئبة، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو السكري من النوع الأول.

أنواع أمراض نقص المناعة الذاتية

1التهاب المفاصل الروماتويدي

يُنتج جهاز المناعة أجسام مُضادة تُهاجم المفاصل وتُسبب الالتهاب والتورم للمفاصل، ويجب معالجة التهاب المفاصل الروماتويدي من البداية، إذ لم يُعالج يؤدي لحدوث تلف دائم للمفصل.

2داء الأمعاء الالتهابي

يهاجم جهاز المناعة بطانة الأمعاء الغليظة (القولون) أو المستقيم؛ ممّا يؤدي لحدوث اضطرابات المعدة والتي تشتمل أعراضها على وجود إسهال، وألم البطن، وفقدان الوزن، وارتفاع حرارة الجسم، ونزيف المستقيم. وأهم أنواع داء الأمعاء الالتهابي هو مرض كرون (Crohn’s disease)، والتهاب القولون التقرحيّ (Ulcerative colitis).

3مرض السُكّري “النوع الأول”

يُهاجم الجهاز المناعي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس؛ ممّا يؤدي إلى ارتفاع مستوى السُكّر في الدم مسببًا السكري النوع الأول.

4متلازمة غيلان باريه

يُهاجم جهاز المناعة الأعصاب الموجودة في الساقين والجزء العلوي من الجسم مما يؤدي إلى إضعافها، ويشمل علاج متلازمة غيلان باريه على فلترة الدم من خلال ما يسمى باستخراج البلازما.

5الذئبة الحمامية الشاملة

يُنتج جهاز المناعة أجسام مضادة تؤثر على الجسم كامل؛ إذ تؤثر على خلايا الدم، والرئتين، والكلى، والأعصاب، والمفاصل، والقلب، ولعل أهم أعراض الذئبة وجود ألم في المفاصل والتعب العام والحكة، وتُعالج الذئبة من خلال استخدام أدوية الستيرويد التي تُقلل مناعة الجسم.

6مرض التصلب المتعدد

يُهاجم جهاز المناعة الخلايا العصبيّة عند مرضى التصلب اللويحي مما يؤثر على الاتصال بين الدماغ وباقي أعضاء الجسم؛ إذ يؤدي لحدوث أعراض مثل صعوبة المشي، والخدر، واختلال التوازن، والضعف العام، والعمى.

7اعتلال عصبي متعدد التهابي مزمن مزيل للنخاعين

يُشبه متلازمة غيلان باريه في مهاجمة الأعصاب الموجودة في الساقين والجزء العلوي من الجسم، لكن تكون الأعراض لفترات زمنية طويلة.

8الصدفية

يُهاجم جهاز المناعة خلايا الجلد؛ ممّا يجعلها تتكاثر بشكل أسرع ممّا يؤدي إلى تراكم الجلد وتكوين قشور وبقع جافة، ويُمكن أن تتطور أعراض الصدفية لتشمل ألم في المفاصل والتورم، حينها يُسمى بـ “التهاب المفصل الصدفي”.

9داء غريفز (Graves’ disease)

يُهاجم جهاز المناعة الغدة الدرقية؛ إذ يُحفزها على إنتاج المزيد من هرمونات الغدة الدرقية ممّا يؤدي لحدوث فرط نشاط الغدة الدرقيّة، وتشتمل أعراض مرض غريفز على تساقط الشعر، وفقدان الوزن، والعصبية، وانتفاخ العينين وجحوظها، وزيادة سرعة نبضات القلب.

10التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو (Hashimoto’s thyroiditis)

يُهاجم جهاز المناعة الغدة الدرقية؛ إذ تدمر الخلايا المُنتجة للهرمونات الغدة الدرقية ممّا يؤدي لحدوث قصور الغدة الدرقية، وتشتمل أعراض التهاب الغدة الدرقية المزمن على زيادة الوزن، والتعب العام، والإمساك، والاكتئاب، وجفاف الجلد، وتضخم الغدة الدرقية، وزيادة الحساسية تجاه البرودة.

11الوهن العضلي (Myasthenia gravis)

يُهاجم جهاز المناعة الأعصاب المسؤولة عن التحكم بالعضلات؛ ممّا يؤدي لضعف في العضلات ويزداد الوضع سوءًا مع الحركة، وقد تؤثر على عضلات الوجه والعضلات المسؤولة عن البلع والمضغ.

12التهاب الأوعية الدمويّة

يُهاجم جهاز المناعة الأوعية الدمويّة؛ ممّا يؤدي إلى تضييق الأوعية الدمويّة وانخفاض تدفق الدم إلى باقي أعضاء الجسم، إذ يؤثر على باقي أجزاء الجسم.

13فقر الدم الخبيث

يؤثر جهاز المناعة على البروتين المسؤول عن امتصاص فيتامين ب “12” من الطعام، كما يؤثر على كمية خلايا الدم الحمراء، كما أنّ فقر الدم الخبيث شائع عند كبار السن.

14مرض سيلياك من الاضطرابات الهضميّة (Celiac disease)

ويسمى أيضًا بمرض حساسية القمح؛ إذ لا يستطيع هؤلاء المرضى من تناول القمح لاحتوائه على بروتين الغلوتين، إذ يُهاجم جهاز المناعة بروتين الغلوتين ويُسبب الالتهاب، وأهم أعراضه ألم في البطن وإسهال.

15متلازمة شوغرن (Sjögren’s syndrome)

يُهاجم فيها جهاز المناعة المفاصل والعيون والفم، وأهم أعراض متلازمة شوغرن جفاف العينين، وألم المفاصل، وجفاف الفم.

16مرض أديسون (Addison’s disease)

يهاجم جهاز المناعة الغدة الكظريّة، وأهم أعراضها هبوط سكر الدم، والضعف العام، وفقدان الوزن.

أمراض المناعة الذاتية الأخرى

  • داء شاغاس (Chagas disease).
  • شبيه الفقاع (Cicatricial pemphigoid).
  • التهاب الفقار القسطي (Ankylosing spondylitis).
  • متلازمة أضداد الفوسفوليبيد (Antiphospholipid syndrome).
  • داء لايم المزمن (Lyme disease chronic).
  • التهاب المياليني للعصب البصري (Neuromyelitis optica).
  • داء شاغاس (Chagas disease).
  • شبيه الفقاع (Cicatricial pemphigoid).
  • نوم سباتي (Narcolepsy).
  • التهاب العضل (Myositis).
  • داء شاغاس (Chagas disease).
  • شبيه الفقاع (Cicatricial pemphigoid).
  • قلة الخلايا المتعادلة (Neutropenia).
  • التهاب العصب البصري (Optic neuritis).
  • تحلل مخيخي مصاحب للورم (Paraneoplastic cerebellar degeneration” (PCD)

هل تؤثر أمراض المناعة الذاتية على القدرة الإنجابية؟

نعم، قد تؤثر أمراض المناعة الذاتية على قدرة بعض السيدات على الحمل بسهولة، كما أن بعض الأمراض المناعية وأدوية علاجها تؤثر على سلامة الجنين.

ويحتاج الأمر إلى التنظيم مع الطبيب المعالج؛ إذ يجب أن تكون السيدة في حالة استقرار وهدوء قبل البداية في محاولات الحمل، وتحتاج بعض السيدات كذلك إلى أدوية منشطة مساعدة.

علاج نقص المناعة الذاتيّة

تتنوع أنواع أمراض المناعة الذاتية، ويحتاج تشخيصها إلى الدمج بين شكوى المريض والعلامات الظاهرة عليه، حتى يصل الطبيب إلى تشخيص دقيق ووصف علاج مناسب، يساعد المريض على استمرار حياته بصورة طبيعية. 

وحتى الآن لا يوجد علاج محدد لعلاج أمراض نقص المناعة الذاتيّة، لكن تهدف معظم العلاجات للحفاظ على الحالة الصحية للمريض واستقرارها، وعلاج الأعراض والالتهاب قدر الإمكان، ويمكن استخدام بعض الأدوية مثل:

الأدوية المُثبطة للمناعة: وتستخدم لتخفيف الأعراض الناجمة عن نقص المناعة والتي تشتمل على الطفح الجلدي، والتورم، والتعب.

الأدوية المُضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل النابروكسين والأيبوبروفين لعلاج الالتهاب الناجم عن نقص المناعة.

الابتعاد عن الأطعمة الدهنية، والالتزام بتناول الطعام الصحيّ قليل السكر.

ممارسة التمارين الرياضية: والتي تساهم بشكل كبير في تخفيف أعراض نقص المناعة، والتخلص من الالتهاب المصاحب للأمراض المناعية.

قائمة بالأدوية المُستخدمة في علاج أمراض المناعة الذاتية

  • الكورتيزون الموضعي في بعض حالات التهاب الجلد والصدفية.
  • الكورتيزون عن طريق الفم لتثبيط المناعة.
  • أدوية مضادة لنوبات القلق والاكتئاب.
  • الجلو يولين المناعي عن طريق الوريد.
  • الأدوية البيولوجية.
  • مسكنات الألم.
  • الأدوية المضادة للالتهاب.
  • حقن الأنسولين.
  • أدوية مضادة للأرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *