اخر الاخبار

ميدل إيست: يمنيون نادمون وسعداء بفقدان وظائفهم رغم أجورها العالية! وطن

وطن نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني تقريراً عن حال اليمن خلال التهدئة الأخيرة للعمليات العسكرية متحدثاً عن أن هناك “يمنيون سعداء بفقدان وظائفهم رغم أجورها العالية”.

وذكر الموقع أن الأسر انقسمت لتحارب على مختلف الجبهات وأحياناً قد يقاتل الأخ شقيقه والآن بدأ يعاني الكثيرون من أزمان مالية بسبب انتهاء الدخل الرئيسي والوحيد لهم مقابل المشاركة في جبهات القتال.

لكن اليمنيين رغم ذلك سعداء بهذا الأمر لإنهاء الحرب وصعود فرص تحقيق السلام في البلاد على أمل انفراجة كاملة مع الوساطة وعملية المفاوضات التي يجريها الحوثيون في الرياض.

لقطة أرشيفية من اليمن

يمنيون سعداء بفقدان وظائفهم!

وانضم آلاف اليمنيين إلى حرب شرسة عبر فئات وجماعات بعضها مدعومة من الإمارات وأخرى من إيران وثالثة من السعودية وشاركت القوات الحكومية في تلك المعارك لتتحول الجبهات إلى مصدر دخل للكثير من الأسر.

وكان العديد من اليمنيين يتقاضى رواتب بالريال السعودي، وهو ما جعل قسماً كبيراً منهم يترك وظيفته متدنية الأجر وينضم إلى المعارك؛ في سبيل الحصول على أجور أفضل، لكن مع ذلك كررت ميدل إيست بأن هناك يمنيون سعداء بفقدان وظائفهم.

لكن موقع ميدل إيست آي حذر من أن بعض المقاتلين يواجهون مصيراً مجهولاً في ظل بقائهم بلا عمل أو مهنة ضمن بلد يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم خاصة وقد أخذ العديد من الجنود يتخلون عن أسلحتهم ويسعون إلى بناء حياة أخرى لهم بعيداً عن ساحة المعركة.

وسيكون التحدي اللاحق في مستقبل شباب اليمن البطالة وتأمين فرص عمل ومحاربة الآفات التي خلفتها الحرب مادياً ومعنوياً والتي جعلت الأخ يقدم على محاربة أخيه حيث بات مجتمع كامل ممزق ومفرق.

لا شيء يستحق الموت لأجله!

ونقلت ميدل إيست قصة أحمد الذي ترك القتال في الجيش اليمني بعدما رأى أطفال زملائه وهم مشردون بلا أب بسبب موت آبائهم خلال الحرب والعمليات العسكرية الطاحنة.

ويقول أحمد الذي آمن لسنوات أن القتال الطريق الوحيد للخلاص مما يجري: “أدركت حينئذ أن لا شيء فيما نفعله يستحق الموت من أجله ولا أن نترك أهلنا وراءنا بلا أحد يرعاهم وآمل توصل الأطراف المتحاربة إلى اتفاق سلمي”.

أما عدنان البالغ من العمر 41 عاماً، وقضى أعوام مع القوات الحكومية حارب ابن عمه الذي كان في صفوف الحوثيين بالجبهة المقابلة.

وكان عدنان وابن عمه مقرَّبَين إلا أن السياسة مزقت الأواصر بينهما ومع بعض أفراد العائلة لاختلاف الانتماءات وقد كررت عليه زوجته وألحت عليه لترك الجبهات والمعارك إلا أن طبيعة الأوضاع في اليمن كانت تفرض ذلك.

ومن ضمن من أجرت معهم ميدل إيست لقاءات عبد الله الذي ذكر أنه من عام 2015، عانى من عواقب الحرب السيئة حيث الجوع والخراب والبؤس ويقول إنه يشعر بالخزي لأنه كان سبباً فيما يحصل.

وتقول تقارير أممية إن الحرب في اليمن تسببت في انعدام الأمن الغذائي وجعلت أكثر من 21 مليون يمني بحاجة لمساعدات فيما قدرت الخسائر البشرية بحوالي 377 ألف قتيل في اليمن خلال سنوات الحرب (بين عام 2015 وبداية عام 2022).

وبذلت أطراف دولية مثل الولايات المتحدة الأمريكية جهوداً لتقريب وجهات النظر بين الإمارات والسعودية بشأن الحرب في اليمن حسب تقرير عنFinancial Times.

انضم آلاف اليمنيين إلى حرب شرسة عبر فئات وجماعات بعضها مدعوم أجنبياً
لقطة أرشيفية لإحدى العربات العسكرية في اليمن

قصة الحرب في اليمن

وفي 2011 اندلعت ثورة شعبية في اليمن أطاحت بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح بعد 33 عاماً من تمسكه بالسلطة واتهمه اليمنيون بالفساد والحكم الفاشل.

لكن تدخل قوى خارجية في الثورة واندلاع صراعات مسلحة تدعمها أطراف عربية خليجية فجر أزمة كبيرة تفاقمت مع إعلان التحالف العربي التدخل وأدى لارتكاب جرائم ضد الإنسانية حسب تقارير حقوقية.

ففي 25 مارس/آذار 2015 قام تحالف من عدة دول بقيادة السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالتدخل ضد الحوثيين بناءً على طلب الرئيس هادي بهدف إعادة الحكومة المعترف بها دولياً إلى السلطة.

وأطلق ذلك شرارة نزاع مسلح شامل، حيث شنَّ التحالف حملة قصف جوية ضد قوات الحوثيين المدعومين من إيران وتكاثرت أطراف الصراع وظهرت جماعات مسلحة مدعومة من الإمارات.

وتسبب الصراع بتفاقم الأزمة الإنسانية الحادة أصلاً، والناجمة عن سنوات الفقر ما زاد من المعاناة الإنسانية وفق ما تقوله العفو الدولية.

وأدت الظروف الاقتصادية المزرية إلى زيادة الأزمة الإنسانية الكارثية أصلاً في البلاد، ومع تضخم الريال اليمني، وعدم قدرة الحكومة على دفع رواتب العاملين في القطاع العام اشتدت الأزمة.

كل ذلك يأتي فضلاً عن تقارير حقوقية تشير إلى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على أيدي مختلف الأطراف في اليمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *