اخبار عمان

تسليط الضوء على سيرة الشيخ سيف بن محمد الفارسي.. القاضي والفقيه وصاحب الإرث الثقافي الزاخر

مسقط العُمانية

نظم النادي الثقافي أمس ندوة بعنوان “سيرة الشيخ سيف بن محمد الفارسي الفنجوي” ضمن برنامج “من أعلامنا” في مقره بالقرم، وذلك في إطار جهود النادي الثقافي للاحتفاء بالأعلام العمانيين الذين أسهموا في شتى المجالات، بغية الوصول إلى مكامن تراثهم وآثارهم الذي خلدته سِيَرهم.

واشتملت الندوة والتي أدارتها الدكتورة خلود بنت حمدان بن سعيد الخاطرية على جلستين، وتحدث في الجلسة الأولى سند بن حمد بن محمد المحرزي عن نشأة وسيرة الشيخ الفارسي قائلا: “الشيخ الفقيه سيف بن محمد بن سليمان بن سيف بن حزام بن سليمان الفارسي ولد بتاريخ 29 رجب عام 1343هـ، في فنجاء بولاية بدبد، وقد بذل جهدا كبيرا في طلب العلم؛ حيث بدأ وهو ابن سبع سنوات وحفظ القرآن الكريم خلال سبعة أشهر، تلقى العلم على يد عددٍ من القضاة الذين توافدوا على الولاية في تلك الفترة، من بينهم الشيخ القاضي عيسى بن سالم الشامسي، والشيخ القاضي منصور بن ناصر الفارسي، والشيخ القاضي حمد بن زهير الفارسي ثم ارتحل إلى وﻻية نزوى لطلب العلم، حيث درس على يد مجموعة من مشايخ العلم ومن بينهم اﻹمام محمد بن عبدالله الخليلي، كما تنقل رحمةُ الله عليه من أجل العلم إلى ولاية سمائل ومسجد الخور في مسقط، كما أن الشيخ الفارسي وبعد أن نبغ في تلقي مختلف العلوم الشرعية والفقهية تولى القضاء في عدة ولايات، وللشيخ الفارسي العديد من المؤلفات التي تزخر بها المكتبة العمانية، من بينها: في الميراث، والديوان، ورياض الأزهار في معاني الآثار، وغيرها من الكتب، وتوفي الشيخ عن عمر يناهز التسعين عاما وذلك في الـ 14 من ذي الحجة عام 1433هـ”.

وتحدثت الأستاذ المساعد الدكتورة بشرى عبد عطية الجبوري عن الموروث الثقافي وتجلياته في ديوان “خلاصة الفكر وسلافة الشعر” للشيخ، حيث قدمت دراسة عن الإرث الثقافي للشيخ ورصدت تجلياته الموضوعية والفنية وقدمت إضاءة في مفهوم كلٍّ من الإرث والثقافة، ورصدت تجليات الموروث الثقافي بروافده الدينية والتاريخية والأدبية في نصوصه الشعرية، وإبرازها مع تحليل ونقدٍ لآلية توظيفها وانعكاساتها الفنية ومضامينها والأساليب اللغوية التي تميز بها، والتي أظهرت شدة الشيخ وعنايته بموروثه الثقافي وحرصه على توظيف ذلك الإرث في الإرشاد والتوجيه، فضلا عن الإفادة منه في رفد قصائده الطويلة بأسلوب الحجاج والمناظرة والإقناع لتحقيق غايته السامية في الحفاظ على دعائم مجتمعه، ليكون شعره وثيقة تاريخية وإنسانية صيغت بإبداع شعري مع توجه الفارسي بالنهج الموروث في بناء القصيدة العربية، في وحدة الغرض والمقدمة وحسن التخلص والختام، فضلا عن اعتماده أساليب لغوية تميز بها شعره كأسلوب التكرار والاستفهام والحوار.

وتناول الشيخ سليمان بن سيف السيابي موضوع الشيخ سيف الفارسي قاضيا، وتناول أيمن بن حبيب بن سيف الفارسي موضوع الشيخ سيف الفارسي فقيها، وقدم حبيب بن مرهون بن سعيد الهادي قراءة تاريخية في مؤلفات الشيخ سيف الفارسي.

وفي الجلسة الثانية قدم الدكتور مهدي عرار ملامح أسلوبية وأنظارا نقدية في ديوان “خلاصة الفكر وسلافة الشعر للشيخ الفارسي.. رحلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنموذجا”، فيما تحدث الدكتور علي شافي الشرجي عن أنسنة الجمادات في قصيدة الجبل الأخضر، حيث تناول المتحدث موضوع التشخيص وأنسنة الجمادات في قصيدة الجبل الأخضر للشيخ الشاعر، تطرق خلالها إلى أهمية جمالية المكان في النص الأدبي، ورمزية الجبل الأخضر في الأدب العماني وتوظيف الأدباء له، وما يثيره من مشاعر و إيحاءات في الذاكرة العُمانية الشعبية والأدبية، كما ركز على موضوع الأنسنة في القصيدة، ومظاهرها وبعض القضايا النقدية التي تتضمنه.

وعن المنهج التربوي عند الشيخ، تناول بدر بن عبدالله بن علي الجلنداني هذا الجانب بإسهاب حيث قدم تعريفا بالمنهج التربوي لغة واصطلاحا، والمنهجّ التربوي التعليمي والمنهج التربوي التعاملي، والمنهج التربوي التنظيمي، فيما ذهب نبيل بن خميس بن شطيف السيابي في الحديث عن الجانب النحوي للشيخ سيف الفارسي، و”بين التاريخ والأدب” قدم سعود بن عبدالله بن حمد الفارسي قراءة في القصائد التاريخية للمحتفى به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *