اخبار عمان

حاشاهُ ربي أن ترجِعَ الأيدي بلا نعم

راشد بن حميد الراشدي

 

قال تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)

وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ‫ )‬


” وإذا سَألك عبادي عَني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دَعان “، قال: ليس من عَبد مؤمن يدعو الله إلا استجاب له، فإن كان الذي يدعو به هو له رزق في الدنيا أعطاه الله، وإن لم يكن له رزقًا في الدنيا ذَخره له إلى يوم القيامة، ودفع عنه به مكروهًا.


في يوماً مشهود من أيام الله الخالده  وعلى صعيد عرفة الطاهر وفي بقاع الأرض ترتفع الأصوات بالتهليل والتكبير والحمد والشكر والثناء  لله الواحد القهار وتخضع الخلائق في ملكوته ملبيةً له خاشعةً تطلب العفو والعافية والمغفرة وقبول صالح العمل خالصاً لوجهه الكريم .

( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمدا والنعمة لك والملك لا شريك لك ) وحيث تتعالى اصوات الحجيج القادمة من بقاع الارض تطلب المغفرة من رب العالمين وهو قريبً يجيب دعوة الداع اذا دعاه.


ومع تلبية الحجيج وتكبير المؤمنين في بقاع الارض في هذه الأيام المبارك وهذا الموسم الرابح للمسلم يتضرع الصغير والكبير لله بما جادت به مشاعره النقية من دعوات للمحبين والمسلمين والمسلمات ونصرة الدين دعوات تشُق أبواب السموات والأرض لله المجيب لكل مضطر وهو يسمع ويجيب من دعاه  “فحاشاهُ ربي أن ترجِعَ الأيدي بلا نعم” .


فاليوم يجب على كل مسلم لبيب فطِن أن يجتهد مع الله في طاعاته وخلواته ومناجاته وصلواته لينال خيري الدنيا والأخرة في عمل ممنهج في طاعة الله فالاكثار من التهليل والتكبير والذكر وقراءة القرأن  والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والصدقة والصيام والتوبة الصادقة والدعاء للوالدين والأهل والمؤمنين والمؤمنات الأموات منهم والأحياء والدعاء للمضطر والمريض والمجاهد في سبيل الله وهو واجب على كل مسلم ومسلمة فلنجتهد في هذا اليوم المبارك في الإكثار من الأعمال الصالحة ولنسترجع شريط الذكريات لنمحو السيئات بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح النقي تكفيراً لسيئاتنا عسى الله أن يبدلها حسنات تسرنا ويعفو بها عنا .

اليوم هو يوم عرفة لهُ ما لهُ وعليهِ ما عليه فلنتجاوز ونعفو عن من ظلمنا ونضع نصب أعيننا الانقياد لله وطاعته  ولندعوا لكل من أحببنا وللمؤمنين والمؤمنات بالخير “فحاشاهُ ربي أن ترجِعَ الأيدي بلا نعمِ”.


فاللهم أنصر الاسلام والمسلمين وقوي شوكة الدين اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات اللهم إشف مرضانا و مرضى المسلمين اللهم إنصر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من ظلم أعدائك الكافرين اللهم أنصر إخواننا في غزة وفلسطين من كيد اليهود الغاصبين وشتت باليهود وأخزهم يا رب العالمين اللهم إنا نستودعك غزة وفلسطين وسائر بلاد العالمين فحفظهم وانصرهم واعنهم يا كريم .

اليوم هو موسم استغلال الفرص والله قريبً من عباده يستجيب لدعائهم ويؤيدهم بنصره ومدده إنه على كل شيء قدير .

فاكثروا من الصلاة والتسليم على سيد الخلق أجمعين وأذكروا  الله ذكراً كثيرا فتلك هي جبال الثواب والحسنات ستدخر لكم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبً سليّم .

 “حاشاهُ ربي أن ترجِعَ الأيدي بلا نعمِ” كلمات تأسر الروح بمرضاة الله وقبول الدعاء وصالح العمل فكل عام وأمة محمد صلى الله عليه وسلم من أفضل إلى أفضل وفلسطين محررة أببةً بإذن الله فرحم الله أمةً أطاعة  الله ورسوله وورثت الأرض بعملها الصالح .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *