“على الأقل كان لدينا الوقت لنودعه”: المئات يشاركون في تشييع جثمان ضحية هجوم مفرق تفوح

شارك أكثر من ألف شخص يوم الخميس في تشييع جنازة يهودا غويتا، الطالب البالغ من العمر 19 عاما الذي أصيب برصاصة في رأسه في هجوم إطلاق نار من سيارة عابرة عند مفرق تفوح بالضفة الغربية في وقت سابق من هذا الأسبوع، والذي توفي متأثرا بجراحه ليلة الأربعاء.
غويتا، من سكان القدس، كان من بين ثلاثة طلاب تعرضوا لإطلاق النار عند محطة للحافلات يوم الأحد في الهجوم الذي وقع بشمال الضفة الغربية.
جميعهم طلاب معهد ديني في مستوطنة إيتمار القريبة. ترك غويتا وراءه والديه وأربعة أشقاء وشقيقتين.
بدأ موكب الجنازة في كنيس في حي كريات موشيه بالقدس، قبل أن يوارى جثمان غويتا الثرى في مقبرة هار هامنوحوت بالعاصمة.
أصدقاء وأقارب يشاركون في جنازة يهودا غويتا في القدس، الذي قُتل في هجوم وقع في مفرق تفوح بالضفة الغربية، 6 مايو، 2021. (Yonatan Sindel / FLASH90)
وشارك في الجنازة عضوا الكنيست من حزب اليمين المتطرف “الصهيونية المتدينة” إيتمار بن غفير وأوريت ستروك، وكذلك رئيس بلدية القدس موشيه ليون، والحاخام الأكبر لمدينة القدس شلومو عمار، ووزير شؤون القدس رافي بيرتس.

جوناثان بولارد يشارك في جنازة يهودا غويتا في القدس، الذي قُتل في هجوم وقع في مفرق تفوح في الضفة الغربية، 6 مايو، 2021. (Yonatan Sindel / FLASH90)
من بين الحضور أيضا كان جوناثان بولارد، الذي سمحت له السلطات الأمريكية مؤخرا بالانتقال إلى إسرائيل بعد أن قضى 30 عاما في السجن الأمريكي بتهمة التجسس لصالح الدولة اليهودية.
وقال بولارد “أنا يهودي بسيط، ولم أتوقع يوما أن أعود إلى الوطن بعد 30 عاما وأن أواجه مأساة من هذا النوع”، وأضاف “كنت آمل وأصلي أن تمنع تضحيتي هذا النوع من المآسي. للشر الذي أخذ يهودا قوة لا تصدق. فهو لا يتوقف، ولا يظهر أي شفقة، ولا يظهر أي ندم. ولكننا نفعل ذلك. ولهذا السبب أتينا إلى هنا، لنقول ’شالوم’ ليهودا”.
وأضاف بولارد “يجب أن نتخذ قرارا الآن ليتوقف ذلك. لا يمكن لهذا أن يستمر. لا أريد أن أرى حدوث مأساة من هذا النوع مرة أخرى”.
ودعا إسرائيل إلى “القيام بكل ما هو ضروري لمنع ذلك”.
وقالت والدة غويتا، ميلكا، إنه بعد ورود الأنباء عن الهجوم قامت بالاتصال بابنها وإرسال رسائل نصيه له، حتى أجاب على الهاتف أحد العاملين في المستشفى.
وأضافت “قالوا إنه على قيد الحياة ولكن عليّ أن آتي مع أنفاس عميقة. لم أعرف ما الذي عليّ توقعه، ولم أعرف حالته. كنت مرتبكة للغاية”.
“عندما رأيناه، حصلنا على أربعة أيام من النعمة تمكنا خلالها بأن نكون إلى جانبه وتوديعه”.
وقال اليشاع، والد غويتا: “عزيزي يهودا، لقد فزت. وصلت إلى خط النهاية، بكثير من العزم والعناد. بما أنك يهودي سار في أنحاء السامرة لتعلم التوراة، قُتلت على أيدي أناس دنيئين”.
وقالت عمة غويتا، ليئا كوهين “كان من المهم بالنسبة له أن يتم قبوله في وحدة نخبة بالجيش الإسرائيلي. لقد قال: ’سأذهب إلى أقصى ما يمكن’”.
“لقد كان حساسا للغاية، واهتم بالجميع ولعب مع الجميع”.
“هذا ليس بشيء يمكن تحمله، ولكن على الأقل كان لدينا الوقت لنقول وداعا”.

أصدقاء وأقارب يشاركون في جنازة يهودا غويتا في القدس، الذي قُتل في هجوم وقع في مفرق تفوح بالضفة الغربية، 6 مايو، 2021. (Yonatan Sindel / FLASH90)
واستخدم رئيس المجلس الإقليمي السامرة، يوسي دغان، كلمته لمهاجمة عدم رد الحكومة على الهجوم ودعا إلى إنشاء مستوطنة جديدة بالقرب من مفرق تفوح تكريما لذكرى غويتا.
وقال “يهودا لم يمت بالسرطان أو بحادث سير، لقد قُتل. قُتل لأنه يهودي في أرض إسرائيل. يجب على الحكومة أن تتعامل مع هذا الحادث كما هو: حادث منظم ومدروس من قبل السلطة الفلسطينية”.
لا يُعتقد أن للسلطة الفلسطينية علاقة بالهجوم.
وأضاف دغان “نطالب الحكومة بالعودة إلى رشدها والتحرك نحو هجوم حاسم على أعداء إسرائيل. نطالب أن تقوم الحكومة بإعادة الحواجز واستعادة السيطرة على طرق السير في يهودا والسامرة. حياتنا أهم من أي سياسة. لن نوافق على أن يقوم جيش الدفاع ب’احتواء’ الحادث مرة أخرى”.
بعد أقل من ساعة من وفاة غويتا متأثرا بجراحه، أعلن جهاز الأمن العام (الشاباك) القبض على المشتبه به في الهجوم.
وقال جهاز الامن إن المشتبه به يُدعى منتصر شلبي (44 عاما)، وهو من سكان بلدة ترمسعيا بالضفة الغربية. ولا يُعتقد أن لديه صلات بأي فصائل فلسطينية.

منتصر شلبي المشتبه به في إطلاق النار من مركبة في الضفة الغربية، 1 مايو، 2021. (Courtesy)
قدم كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس تعازيهما في بيانين منفصلين بعد وقت قصير من إعلان مركز “بيلنسون” الطبي عن وفاة غويتا. وقال رئيس الوزراء “هذه لحظات صعبة لعائلة غويتا وأمة إسرائيل كلها معها في حزنها”.
المصابان الآخران في الهجوم هما بينايا بيرتس (19 عاما)، من بيت شان، الذي أصيب في ظهره، ولا يزال في حالة خطيرة، وعميحاي حلا من صفد، وهو أيضا في التاسعة عشر مع عمره، والذي تم تسريحه من المستشفى للتعافي من إصابته في المنزل.

مسعفون في موقع هجوم إطلاق نار في مفرق تفوح، جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية، 2 مايو، 2021. (Sraya Diamant / Flash90)
جاء الهجوم وسط تصاعد التوترات في الضفة الغربية بعد أن أعلنت السلطة الفلسطينية عن تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا الشهر إلى أجل غير مسمى، وألقت باللوم في القرار على الرفض الإسرائيلي المزعوم للسماح للسلطة الفلسطينية بإجراء عملية التصويت في القدس الشرقية.
كما عزز الجيش الإسرائيلي قواته في الضفة الغربية خلال شهر رمضان، وهي الفترة التي تشهد بانتظام تصاعدا في أعمال العنف.
وأعقب إطلاق النار يوم الأحد عدة هجمات انتقامية على ما يبدو من قبل مستوطنين إسرائيليين، بما في ذلك اقتحام قرية فلسطينية في ساعات فجر يوم الاثنين، حيث ألقى المهاجمون الحجارة وقنابل الصوت وأشعلوا حرائق.