اخبار عمان

رحلتي مع الذكاء الاصطناعي | جريدة الرؤية العمانية

 

عائشة بنت علي المقبالية

في رحلتنا عبر هذه الحياة، نجد أنفسنا في مفترق طرق مليء بالتحديات والفرص، ومن خلال هذه المفترقات، تظهر القوة الحقيقية لإرادتنا والتزامنا بتحقيق أحلامنا، ويقولون إن كل نهاية هي بداية لشيء جديد، وهذا ما اكتشفته بجدارة خلال رحلتي. كانت تلك الفترة من التحول الشديد تحتضن فرصة لاكتشاف شغفي الحقيقي والسعي نحو تحقيق أحلامي في عالم تكنولوجيا المعلومات، خاصةً في مجال البرمجة والذكاء الاصطناعي.

وفي هذا المقال، سأشارك معكم تجربتي الشخصية في رحلة استكشافية تخترق أعماق عالم البرمجة والذكاء الاصطناعي، حيث ستجدون معي كيف تحوّلت التحديات إلى فرص، وكيف استطعت بالإصرار والعزيمة أن أبني لنفسي مستقبلاً مهنياً رائعاً في هذا المجال الملهم.

ففي عام 2020، وجدت نفسي في مفترق طرق بعد فقداني لوظيفتي السابقة. لم تكن هذه نهاية الطريق، بل كانت بداية لرحلة استكشافية مثيرة في عالم تكنولوجيا المعلومات وخصوصاً في مجال البرمجة والذكاء الاصطناعي.

في ذلك الوقت، قررت أن أغوص في عالم البرمجة، وهو القرار الذي قادني لتطوير تطبيق خاص بمشروع تخرجي. كانت هذه الخطوة الأولى نحو استكشاف ذلك المجال، ولكنها كانت أيضاً الخطوة التي فتحت لي أبوابًا لمواصلة رحلتي التعليمية.

وفي عام 2021، واجهت تحديا جديدا، وذلك عندما قررت دراسة مادة جديدة تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي”، حينها لم أكن أدرك حجم التطورات والإمكانيات في هذا المجال حتى بدأت في التعمق في دراسته، حيث وجدت أن هناك برامج جاهزة تجعل عملية البرمجة أسهل وأكثر فاعلية، وبدأت في استكشاف كيفية تطبيق تلك التقنيات في مشاريعي الشخصية.

ولكن مع تطور فهمي للذكاء الاصطناعي، أدركت أن هناك حاجة لتخصصات متقدمة في هذا المجال. لذا، قررت أن أستمر في دراستي وأسعى للحصول على درجة الماجستير في الذكاء الاصطناعي. ولكن للأسف، واجهت صعوبة في العثور على برامج متقدمة في هذا المجال في بلدي، ولكنني لم أفقد الأمل.

وفي عام 2024، وجدت فرصة لدراسة تخصص الذكاء الاصطناعي على مستوى البكالوريوس في جامعة صحار؛ حيث وعلى حد علمي أن المسؤولين في الجامعة قرروا فتح تخصص جديد للذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من أن هذا لم يكن الخيار الذي كنت أفكر فيه، إلا أنني قررت استغلال هذه الفرصة لبناء أساس قوي لمستقبلي المهني في هذا المجال.

لكن هذا فقط لا يكفي لاكتساب المعرفة والمهارات فحسب، بل يجب أن أشاركها مع الآخرين وأساهم في نشر الوعي حول أهمية التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. لذا، شاركت في مبادرة تعليمية في مدرسة حكومية، حيث قدمت شروحات عن الذكاء الاصطناعي للطلاب، مما ساعد في نشر الوعي وتعزيز فهمهم لهذا المفهوم المعقد.

وبهذه الطريقة، تحولت رحلتي الشخصية من تجربة صعوبات إلى فرصة لاكتشاف شغفي وتحقيق أهدافي المهنية. ومن خلال التحديات التي واجهتها، والتزامي بالتعلم المستمر والمشاركة المجتمعية، أصبح لدي اليقين الآن بأنني على الطريق الصحيح نحو بناء مستقبل واعد في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي نهاية هذه الرحلة، أفتخر بالتحول الذي شهدته والتحديات التي تغلبت عليها في طريق تعلمي للذكاء الاصطناعي. كانت الصعوبات التي واجهتها فرصًا للنمو والتطور، وبالإصرار والتصميم، استطعت بناء مستقبلًا واعدًا في هذا المجال الملهم. تعلمت أن الإرادة الصلبة والتعلم المستمر هما المفتاح لتحقيق النجاح، وأننا دائمًا ما نمتلك القدرة على تحويل التحديات إلى فرص للتطور والتقدم. ومن خلال مشاركتي في نشر الوعي وتعزيز المعرفة، أسعى لأكون إضافة إيجابية في مجتمعي، مما يؤكد على قناعتي بأن العمل الجماعي والتعاون يمكن أن يحقق النجاح والتقدم في أي مجال نسعى له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *