اخبار تركيا

بالورد و”المحيا”.. جوامع إسطنبول التاريخية تستقبل رمضان

اخبار تركيا الأناضول

بأضواء “المحيا” وماء الورد، تزينت الجوامع التاريخية في إسطنبول لاستقبال شهر رمضان المبارك الخميس المقبل، لتظهر في أبهى حلة أمام المصلين والصائمين من الأتراك والمقيمين والسياح.

فقبل أسابيع من رمضان، بدأت إدارات الجوامع في تركيا تنظيفها وعمل الصيانات اللازمة، ومع الأيام الأخيرة من شعبان، تطيبت الجوامع بماء الورد الذي يظل ملاصقا لها طوال الشهر الكريم.

ورغم أن تلك الجوامع تشهد إقبالا كبيرا خلال العام، فإنها تمتلئ بالمصلين والزوار في رمضان، إذ باتت الصلاة والاعتكاف والإفطار فيها طقسا من طقوس شهر الصوم بالنسبة لكثير من سكان البلد وزواره.

وهذا العام، مما يميز رمضان الذي يبدأ في 23 مارس/ آذار الجاري، تزامنه مع فصل الربيع واعتدال الطقس في إسطنبول، ما قد يزيد الإقبال على تلك الجوامع، التي بدأ بالفعل الازدحام على أبوابها حتى قبل بداية الشهر.

** آيا صوفيا

جامعا آيا صوفيا، وأيوب سلطان، من أكثر الجوامع التي تشهد إقبالا في رمضان، إذ يحمل هذان الجامعان رمزية تاريخية ودينية كبيرة للأتراك ولعموم المسلمين.

والثلاثاء، أعلنت بلديتا الفاتح وأيوب في إسطنبول، أن فريقيهما أجريا أعمال تنظيف واسعة في جامعي آيا صوفيا الكبير، وسلطان أيوب، استعدادا لشهر رمضان.

وحتى قبل دخول الشهر، بدأت الزيارات المكثفة لجامع آيا صوفيا، فلم يعد يفرغ من المصلين والزائرين على مدار اليوم، الذين تنوعت مآربهم، بين مصل وذاكر ومستمتع بأجواء الجامع.

ويستعد أيا صوفيا، لإقامة صلاة التروايح للمرة الثانية، بعد انقطاع دام 88 عاما بسبب تحويله إلى متحف، إذ جرت صلاة التراويح فيه لأول مرة بعد عودته جامعا، في رمضان من العام الماضي.

وفي 24 يوليو/ تموز 2020 أقيمت صلاة الجمعة في جامع آيا صوفيا الكبير، لأول منذ خلال 86 عاما، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزراء ومسؤولين آخرين ورؤساء أحزاب.

ويقع آيا صوفيا في منطقة “السلطان أحمد” بمدينة إسطنبول، وبقي جامعا لمدة 481 عاما، قبل تحويله إلى متحف عام 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.

** أضواء المحيا

وبين مآذن الجوامع الكبرى في إسطنبول، علقت أضواء “المحيا”، بدءا من “أيوب سلطان”، انتقالا إلى عموم الجوامع، وهي من العادات التركية الدالة على قدوم الشهر الفضيل، والتي تبقى معلقة حتى نهاية رمضان.

و”المحيا” لافتات ضوئية تعلق في شهر رمضان بين مئذنتي الجامع، خاصة الجوامع الكبيرة في تركيا، وتحمل عبارات دينية، ويرجع تاريخها إلى عهد الدولة العثمانية.

فقبل 450 عاما، عُلقت أولى لافتات المحيا في عهد السلطان العثماني أحمد الأول، بين مئذنتي جامع “السلطان أحمد”، وظلت عادة تتوارثها الأجيال حتى العام الحالي، إذ رفعت بين مئذنتي الجامع نفسه عبارة “الصلاة طمأنينة للقلب”.

ومن أبرز مظاهر التزيين والاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل، عمليات التنظيف التي تشهدها الجوامع، وتعليق الأنوار، وغسل السجاد والجدران بماء الورد بسبب الإقبال الكبير.

ويحرص القائمون على الجوامع على إبقاء الجامع نظيفا طوال الوقت، وأن يكون مكانا مريحا للمصلين، يعينهم على العبادة والصلاة من خلال تأمين كافة احتياجاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *