ترندات

فخر للسينما الكويتية الحديثة.. مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي استضاف العرض الأول للفيلم «شيابني هني»

استضاف مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، مساء أمس، العرض الأول للفيلم الكويتي الطويل «شيابني هني»، وهو من تأليف وإخراج الدكتور زياد الحسيني.

الحفل، الذي أتى منظّماً وناجحاً، حضره نجوم الفيلم، من بينهم النجم الأميركي رون بيرلمان، بالإضافة إلى الجهات المشاركة في الإنتاج والداعمين له، إلى جانب جمع من السفراء والديبلوماسيين والشيوخ وأهل الصحافة والإعلام، كما قدمه باحترافية عالية المذيع عبدالعزيز درويش.

الفيلم، الذي يُعتبر فخراً للسينما الكويتية الحديثة، سيكون متاحاً في دور العرض السينمائية داخل الكويت يوم غد (31 أغسطس الجاري)، وأتى إنتاجه من ثمرة تعاون مشترك بين المنتجين الكويتيين عبدالعزيز الياقوت ومشاري المطوع والمخرج والمنتج السعودي حمزة جمجوم إلى جانب منصة «VO»، وهو يُعرض باللغتين العربية والإنكليزية، وقد تم تصوير مشاهده داخل الكويت، ويصنف على أنه روائي طويل ذو طابع درامي و«أكشن» لا يخلو من روح الكوميديا. ويُشارك في بطولته نخبة نجوم منهم يعقوب عبدالله، حمد العماني، فيصل العميري، روان مهدي، إلى جانب النجم البوليوودي جافيد جافري.

تدور أحداث «شيباني هني» حول سالم (حمد العماني) وصديق طفولته أسد (يعقوب عبدالله)، والأخير صاحب الشخصية الطموحة المحبة للحياة التي تسعى لتحقيق ذاتها وأن تصبح فاحشة الثراء بشكل سريع، خصوصاً بعد فشله كمغن بسبب هضم حقه، حينها عمل في شتّى المجالات الفنية الأخرى، حتى وصل به المطاف للعمل كبائع ومورّد للخمور. ومنها يُدخل سالم معه في العمل، والذي كان في حينها قد تزوج من زميلته أيام الجامعة (روان مهدي). وهنا تبدأ الأحداث بالتصاعد، حينما يغيّران نشاطهما إلى بائعي أسلحة، الأمر الذي يورطهما مع مجموعة من الجنود المرتزقة ورجال العصابات والجماعات الإرهابية ذات الأطماع التوسعية، وهنا تحصل المواجهة بعد تدخل وتتبع رجال الأمن لهما منذ البداية.

مزيج بين الشغف والحب

على هامش عرض الفيلم، تحدث نجوم وصنّاع الفيلم لـ«الراي»، والبداية كانت مع الحسيني الذي قال: «شعوري لا يوصف في انطلاق الفيلم، لأنه ثمرة تعب سنوات طويلة من التحضير والتخطيط والإنتاج، لكن الأهم لديّ هو شعور الجمهور عند مشاهدته للعمل. لقد قدمت من خلال (شيابني هني) تجربة سينمائية تليق باسم الكويت وتُشكّل نقلة في صناعة الإنتاج السينمائي، وحرصت أن يكون ذا مواصفات فكرية وفنية وتقنية وإنتاجية عالمية المستوى، بما يليق بتاريخ ومكانة السينما الكويتية، ويُشرّع الأبواب أمام نقلة في مسيرة وصناعة الإنتاج السينمائي الكويتي والخليجي والعربي».

وأضاف: «هو يحتوي على جميع العناصر الأساسية المتوافرة في الأعمال الهوليوودية الضخمة، في مزيج جميل بين الشغف والحب في قصة شبه واقعية مستوحاة من أحداث حقيقية، لكنها تحتوي على كمية من الإثارة والغموض حتى بدت وكأنها أقرب من أفلام الخيال تأخذ المشاهد في رحلة تجمع المغامرة بالدهشة».

وعن جديده المقبل، قال: «لديّ مشاريع عدة في أميركا، وفي الكويت سيكون هناك (مذكرات مراهق)».

«المرة الأولى»

بدوره، قال النجم الهوليوودي بيرلمان: «سعيد أن أكون في الكويت للمرة الأولى في حياتي، وقد شعرت بشعبها المضياف والذواق والعاشق الحقيقي لصناعة الفن السابع. كما أن علاقتي بالمخرج الصديق زياد الحسيني تعود لسنوات طويلة سعدت بتتويجها بالعمل والتعاون المشترك معه في هذا الفيلم. لقد آن الأوان كي تمضي مسيرة صناعة السينما في الكويت وتحلق إلى فضاء العالمية».

«دعم حكومي»

من جانبه، قال الفنان حمد العماني: «هي تجربة مميزة، وأعتبر الفيلم بمثابة ابني الذي عشت معه جميع مراحل حياته وصولاً لحفل تخرجه، وأتمنى أن يكون فاتحة خير على السينما الكويتية. الفيلم فيه إمكانات كبيرة ومميزة بصبغة هوليوودية لا تشبه الأفلام الخليجية».

وتابع: «من وجهة نظري، أرى أن السينما الكويتية لن تنهض إلا بوجود دعم حكومي على الأصعدة كافة، إذ لدينا المخرجون والممثلون والمصورون والفنيون، ولا ينقصهم سوى الدعم، حينها سنرى سينما في الكويت».

«رحلة كبيرة»

أما الفنان يعقوب عبدالله، فقال: «في (شيباني هني) بذلنا مجهوداً كبيراً برحلة كبيرة مدتها 7 سنوات، إذ عملنا بحرص وأمانة وصدق، وفق رسالة هدفها إعادة السينما الكويتية إلى مكانها الصحيح، مع تقديم صورة للفن الكويتي بطريقة جميلة، وتُشرّف الحركة الفنية الكويتية».

«تستحق التعب»

ووصف الفنان فيصل العميري التجربة بـ«السينمائية البحتة، التي تستحق هذا التعب والانتظار»، مضيفاً أن صنّاعه أخذوا وقتاً طويلاً لإظهاره بالشكل المطلوب. والحمدلله لقد حصد الفيلم أخيراً جائزة في مهرجان (البحر الأحمر)، واختير بعناية من بعض المهرجانات العربية والعالمية، وهو أمر يدعونا للفخر».

وختم «دائماً أقول وأعوّل أن صناعة أيّ عمل حقيقي لو أخذت وقتاً طويلاً، لكنها حتماً ستصل إلى الجمهور بشكل حقيقي».

«نضجت بسرعة»

من جانبها، رأت الفنانة روان مهدي أن «هذه تعتبر واحدة من أهم التجارب في حياتي، فقد تعلمت منها كثيراً والمخرج زياد لديه نظام سينمائي صحيح طبّقه هنا في الكويت. وعندما شاركت في هذا الفيلم، كنت في عمر أصغر من اليوم، وحينها خصصوا لي مدرباً للتمثيل، كما تعرفت على أمور كثيرة بهذه الصنعة من هذه التجربة، لقد نضجت بسرعة في حينها وسعيدة بذلك».

وتابعت: «الفيلم قصته مختلفة ومشوقة، والنص فريد من نوعه وأنا فخورة أنني جزء منه. نحن قادرون أن نصنع سينما حقيقية في الكويت، وأن نمتلك هوية سينمائية، وجلّ ما نحتاجه هو القليل من المجهود على صعيد الإنتاج والتسهيل في أمور التصوير».

«في طريقه للسعودية»

قال المنتج عبدالعزيز الياقوت: «أشعر بالفخر والاعتزاز للمشاركة في تحقيق هذه التجربة الإنتاجية التي كانت حلماً وأصبحت حقيقة نرى حصادها الإيجابي اليوم من خلال حفل افتتاح عروض الفيلم هنا في الكويت، ومن قبلها خلال المشاركة في مهرجان (البحر الأحمر السينمائي)، وهو بلا أدنى شك إنجاز إضافي للفيلم، وإلى رصيد السينما الكويتية الجديدة. وهنا أود الإشارة إلى أن الفيلم سيجد طريقه إلى دور العرض في السعودية نهاية الأسبوع الجاري».

«أفتخر بالمشاركة»

اعتبر المنتج مشاري المطوع أن «الفيلم واحد من التجارب التي أفتخر بالمشاركة فيها خلال رحلتي الإنتاجية بين هوليوود والكويت، وسعادتي أكبر بتقديم إنتاج يليق باسم الكويت، يقدم إضافة حقيقية إلى رصيد السينما الكويتية والخليجية للانطلاق بعيداً لتقديم المبدع السينمائي الكويتي في تعاون فني بقيادة المخرج المتميز الدكتور زياد الذي شكّل فريقاً رائعاً يجمع عدداً متميزاً من الكوادر المبدعة من الكويت وهوليوود وبوليوود، بالإضافة إلى فريق عالمي من التقنيين والفنيين الذين كانوا وراء هذا المنجز السينمائي الذي نفتخر به».

«VO» داعمة ومشجعة

أعربت الشيخة عهود سالم العلي الصباح، رئيسة مجلس إدارة منصة «VO»، عن سعادتها بهذا الافتتاح «وبالشباب الكويتي بقيادة الدكتور زياد الحسيني الذي آمنا بفكرته منذ اليوم الأول، حينما لمسنا لديه الفكرة والطموح، واليوم هو يعتبر أبرز شباب الكويت على صعيد الإخراج، ومستوى إخراجه هوليوودي».

وأضافت «لقد تمكنا من أن نساهم من خلال المنصة بتحقيق حلمه وطموح بقية الشباب، وأنا فخورة بهذا العمل ونوعيته التي سوف تضع السينما الكويتية على الخريطة العالمية».

وأوضحت أن «منصة (VO) ليست شركة إنتاج للأفلام أو الأعمال الدرامية، لكن فيلم (شيابني هني) كان مشروعاً شبابياً رائعاً، وفي حال وجد مشروع آخر بنفس المستوى، لن نتوانى عن دعمه وتشجيعه، كما فعلنا مع هذا الفيلم».

«نهضة سينمائية في الكويت»

قال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل إن «هذه مغامرة جسورة من أخي زياد، ومَنْ قاموا بإنتاج الفيلم جميعاً ومَنْ وقف معهم. الفيلم ذو احترافية عالية على مستوى الإخراج والأداء التمثيلي والتقنيات وأيضاً شكل العرض الدولي».

وأضاف: «خلال الأيام المقبلة سوف نشهد نهضة سينمائية واضحة وصريحة بالكويت، ونحن مقبلون على خارطة طريق كبيرة جداً في المجلس الوطني لدعم السينمائيين بشكل احترافي وكبير جداً والبالغ عددهم ما يُقارب الأربعين شخصاً».

ولدى سؤاله عن مصير الشباب، قال: «الشباب هم أساس كل شيء، والمواهب والهوايات لا تُدعم إلا من خلال المهرجانات والتواجد في هذه الملتقيات. لكن الموهبة لا تكفي، ويجب أن يكون معها صقل وفيها احتراف شديد بالعمل (لا تصير العملية عشوائية)».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *