اخبار عمان

سرعة مباشرة التنفيذ | جريدة الرؤية العمانية

 

خليفة بن عبيد المشايخي

[email protected]

 

لربما يندر أن تجد من يتهاون في تنفيذ الأوامر الموكلة إليه، وإن وجد هنالك من يتهاون ولا يباشر سرعة تنفيذ أي أمر صدر إليه، فهذا يعني أن المأمور به عنده شيء ما غير الذي يريده الآمِر، ولديه شيء عكس الذي يتأمله ويطمح له ويرجوه الآِمر أياً كان هذا الآمِر، فركن إلى هواه أو رؤاه الضيقة أو نظرته القاصرة أو مزاجه المتعكر وفكره المتواضع ولم ينفذ ذاك الأمر الصادر إليه.

وفي كل الأحوال إن وجد هناك من لا يستجيب للتنفيذ المباشر للأوامر التي تصدر إليه من رئيسه أو مسؤوله أو مديره، فهذا يعني وجود خلل في تلك المنظومة وفي ذلك الرئيس والمرؤوس، أو وجود خلاف أو مشكلة قائمة بينهما، وحدوث مشكلة وسوء فهم بينهما وفي الإطار والنظام العام لتلك الجهة والمؤسسة، يحتاج إلى معالجة سريعة وتدخل فوري من الأعلى، ووضع النقاط على الحروف، ومعرفة أصل المشكلة وصاحبها وفكها وإنهائها، ومعاقبة أو استبعاد المتسبب.

لقد صدرت في الآونة الأخيرة عدت مراسيم وأوامر سلطانية من بينها دمج صناديق تقاعد وزارة الدفاع وصندوق تقاعد المكتب السلطاني والحرس السلطاني العماني وشرطة عمان السلطانية وقوة السلطان الخاصة وجهاز الأمن الداخلي، في صندوق واحد، يسمى صندوق تقاعد الأجهزة العسكرية والأمنية، والعمل جارٍ لتوحيد كل الصناديق والأنظمة في نظام واحد سيعمل عليه كل الموظفين لخدمة المتعاملين. فإذا كنت متقاعدًا من الشرطة فلست بحاجة أن تذهب مع موظف الشرطة، وإذا كنت متقاعدا من وزارة الدفاع لست بحاجة أن تذهب مع موظف وزارة الدفاع، وإذا أنت متقاعد من الحرس أو المكتب السلطاني أو جهاز الأمن الداخلي، فلست بحاجة أن تذهب مع موظفي تلك الأجهزة، فكل موظف تجلس أمامه بمجرد أن تعطيه رقمك العسكري سينجز لك مهمتك.

لقد سررتُ كثيرًا لهذه الخطوة الجيدة والممتازة، التي نأمل أن تعمم كذلك على مستشفيات وزارة الصحة ومستشفى قوات السلطان المسلحة ومستشفى الشرطة وعيادة ديوان البلاط السلطاني. وما سرني أكثر هو توجه الحكومة في أنها عندما تبني منشأة حكومية جديدة، فإنها تبنيها على مساحة واسعة لتستوعب الزيادات المستقبلية.

ما يثلج الصدر هو سرعة مباشرة تنفيذ الأوامر، ومتى ما كانت هناك سرعة في تنفيذ الأوامر والسياسات والتوجيهات، فإن الجميع سيعيش براحة واطمئنان وسعادة، وكذلك من الأمور التي اتخذتها الحكومة في الحسبان، هو حداثة بناء مراكز الشرطة ومراكز الخدمات التابعة لها، فالآن كل مراكز الشرطة الحديثة تتكون من طابقين، ومن الداخل بها سعة كبيرة وبها صالات تتسع لاستقبال الزوار والوفود، ومجهزة بمرافق حديثة وراقية، ونأمل أن يشمل ذلك التحديث والتطوير، مركز شرطة الخوض سابقا والمعبيلة حاليا، ومركز شرطة بوشر ومسقط وبقية مراكز الشرطة القديمة.

وفَّق الله سلطاننا المعظم لما فيه خير الوطن والمواطن، وبارك تعالى في جهودة ومساعيه الخيرة، الرامية إلى تحقيق الازدهار والرخاء لعمان وأهلها كافة، ووفق الله الجميع إلى المصلحة العامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *