اخر الاخبار

“هندسة الجمهور”.. كيف تغير وسائل الإعلام الأفكار والتصرفات

“ما الذي يضمن لك أنك لم تتعرض للخديعة، بل خدع كثيرة، وأنك بالفعل صدقت ما هو أفظع من غزو المريخ دون أن تدرك؟” سؤال يوجهه الكاتب أحمد فهمي للقارئ دائم التعرض لوسائل الإعلام في كتابه “هندسة الجمهور”.

صدر الكتاب في معرض الكتاب بالرياض عام 2015 للكاتب والباحث بالشؤون السياسية والإعلامي المصري أحمد فهمي، في سلسلة من ثلاثة أجزاء صدرت تباعًا.

يتحدث الكتاب عن قوة وسائل الإعلام وقدرتها على تغيير أفكار ومعتقدات وتصرفات الجمهور، وجعلهم يصدقون الخداع والكذب الذي يُنشر عبرها.

يقول الكاتب، “في مرحلة ما، كانت الدعاية تتمركز حول جودة ومزايا المنتج، سواء كان منتجًا تجاريًا أو سياسيًا أو اجتماعيًا، لاحقًا لم تعد صفات المنتج مهمة، حيث اُكتشف أن إعادة صياغة الجمهور أسهل من تغيير المنتج”.

يشرح الكاتب عدة نظريات نفسية تستخدمها وسائل الإعلام لتملأ ذهن الإنسان وعقله اللاواعي “بكم هائل من المعلومات المغلوطة والأفكار السلبية” التي تحدد نظرته للحياة وتؤثر على قراراته اليومية والاستراتيجية.

يحتاج الاستثمار بوسائل الإعلام إلى أموال “طائلة” وتكاليف “عالية”، تكون محصورة لدى فئة معينة من الناس، أصبحت هي المتحكمة بالرأي العام والموجهة له، بحسب الكتاب.

“إذا ارتكزت السيطرة على الإذاعة في أيدي قلة من الناس، فلا يمكن لأي أمة أن تكون حرة”

أحد مسؤولي الإذاعة الأمريكية في حقبة الثلاثينيات جوي إلمر مورجان _ من كتاب هندسة الجمهور

ويربط فهمي بين ثلاثة قطاعات، يرى أن أحدها يستفيد من الآخر، هي السياسة والإعلام والمال (رجال الأعمال).

يتطرق الكتاب للحديث عن الإعلام النزيه والمحايد والموضوعي، معتبرًا إياه مجرد عبارات “خيالية” تحلق في عالم آخر لا علاقة له بالماديات والرأسمالية والمصالح والعولمة الذي “غرق” العالم بها.

من خلال عرض عدة فصول تحتوي على أحداث وأمثلة واقتباسات لإعلاميين وكتاب وسياسيين، يوضح الكاتب طرق خداع وسائل الإعلام للجماهير.

وفي أحد الفصول كتب فهمي أن شعوب الدول “الذكية” أو المتقدمة ممن تمتلك صحافة حرة، هم كسائر الشعوب يتأثرون بما تنشره وسائل الإعلام، وحتى قد يكون بشكل أكبر، معتبرًا أن “الإعلام في تلك الدول أكثر تعقيدًا وأعمق وصولًا وأعظم تأثيرًا، وبالتالي أكثر قدرة على الخداع”.

يشرح فهمي في كتابه أنواع الاتصال ووسائله وطرق تمرير الرسالة والأسئلة التي يجب أن يُجاب عنها خلال عملية التواصل (الاتصال).

ويقول إن الإعلام هو مصطلح بديل لـ”الاتصال الجماهيري” ويملك نفس الوسائل التي تشمل الصحف والتلفزيونات والإذاعات، ويرى أن هذه الوسائل لطالما اُستخدمت في نشر الدعاية السياسية منذ بداية ظهورها.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *