اخر الاخبار

إدلب.. دورات مجانية ومأجورة للنساء بمواجهة ظروف اقتصادية صعبة

أصبحت السيدة فاطمة قادرة على إعطاء الحقن العضلية والوريدية والتعامل مع جهاز قياس الضغط والحروق الطفيفة، بعد أن اختتمت دورة تدريبة عن المبادئ الأساسية للتمريض بمعهد “جلّق” الواقع ببلدة الفوعة شمالي إدلب.

فاطمة (29 عامًا)، قالت ل، إنها التحقت بالمعهد منذ شهرين تقريبًا بعد أن أخبرتها صديقتها عن التدريبات المجانية التي يقدمها، لافتة إلى أنها ستشارك بدورة دعم نفسي، وكيفية عمل الحجامة أيضًا.

وتنشط في مناطق إدلب شمال غربي سوريا معاهد ومراكز تقدم دورات تدريبية في مجالات متعددة، بدعم من منظمات وجهات محلية وحتى فصائل عسكرية.

وتمكنت منال عبد الرحمن (37 عامًا)، وهي سيدة خضعت لدورة تدريبية لتعلم الخياطة بالمعهد، من افتتاح ورشة صغيرة في بيتها تختص بإصلاح الملابس وتفصيل بعض الأنواع.

وأوضحت منال في حديثها لعنب لبلدي، أن التدريبات التي تلقتها في المعهد على مدار ثلاث أشهر مكنتها من إتقان استخدام آلة الخياطة.

وأضافت، أنها تجمع مصروف عائلتها اليومي من إصلاح الملابس لجاراتها، وتحويل بعض الألبسة القديمة عبر فتقها وإعادة خياطتها.

تأهيل السيدات.. 150 مستفيدة

مشرفة معهد “جلق” المدربة أميرة، قالت ل إن الفئة المستهدفة بنشاطات المعهد هن الإناث بكافة الأعمار، والأطفال الذكور حتى تسع سنوات فقط.

وأوضحت المدربة، وهي مهجرة من ريف دمشق، أن الدورات التي يطلقها المعهد تتنوع بين الدروس الشرعية والدورات المهنية والتوعوية، وتقدم هذه النشاطات بشكل مجاني.

وعن الأجور، أوضحت السيدة أن جميع المدربات في المعهد متطوعات يعملن دون مقابل، ويغطي المعهد بعض تكاليف نشاطاته من منظمات عاملة في المنطقة، وتمنح مكافآت مادية بسيطة للقائمات على المعهد.

وتتنوع الدورات بين مهارات الإسعافات الأولية والتمريض والخياطة وتدوير الملابس والتجميل وقص الشعر، والأشغال اليدوية، ودورات محو الأمية وحلقات تحفيظ القرآن وأحكام التجويد، ودورات تقوية لطلاب شهادة التعليم الأساسي، وفق المدربة.

وتابعت المدربة، أن هدف المعهد هو تأهيل السيدات بمختلف النواحي ليكن قادرات على الاعتماد على أنفسهن ببعض المهارات المهنية، وأن يحصلن على قدر جيد من المعلومات الأساسية لخوض حياتهن دون الحاجة إلى معيل.

ووصل عدد المستفيدات من الدورات التي أطلقها المعهد مع بداية العطلة الصيفة لهذا العام قرابة 150 سيدة، بالإضافة للأطفال الذكور.

ويبلغ عدد القائمات على التدريبات في المعهد عشر سيدات، يقدمن خبرات متعددة ويواظبن على العمل كمتطوعات، ويقدم المعهد شهادات خبرة للطالبات اللواتي حضرن دورة كاملة بإحدى المجالات ونجحن بالاختبار النهائي.

تأسس معهد “جلّق” مطلع 2022، بدعم من تشكيل “سرايا المقاومة الشعبية”، (تشكيل يمثل المدنيون معظمه، ويُعرف عن نفسه بأنه حراك شعبي ثوري تطوعي يعمل على إعادة تنظيم الطاقات البشرية والمادية من أهالي القرى والبلدات والمهجرين وأبناء العشائر).

البدء بمشروع خاص

واستطاعت السيدة إيمان الشامي (41 عامًا) افتتاح مشروع لحياكة الصوف بعد تلقيها تدريبات ضمن مركز “إشراقة أمل” في مدينة إدلب.

وقالت السيدة ل، إن شغفها في حياكة الصوف وخبراتها المتواضعة بهذا المجال، دفعتها للالتحاق بالتدريبات التي يقيمها المركز، وذلك بهدف تحويل موهبتها لمصدر رزق لعائلتها خاصة بعد وفاة زوجها.

وأضافت أنها تمكنت من خلال التدريبات التي استمرت ثلاثة أشهر من إتقان الحياكة باستخدام السنارات وماكينة التريكو، لافتة إلى أنها استطاعت شراء ماكينة والعمل على مشروعها الخاص ضمن مكان سكنها، والترويج لأعمالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقدم مركز “إشراقة أمل” تدريبات متنوعة للسيدات تؤهلهن على دخول سوق العمل، حيث يقيم دورات لتعليم الخياطة والحياكة والتطريز والحلاقة النسائية (الكوافيرة)، وتقدم الدورات بشكل مجاني أو بأجور رمزية، وتستهدف السيدات الراغبات في تعزيز مهاراتهن ودخول سوق العمل، وبالأخص الأرامل واللواتي ليس لهم معيل.

أعمال خطرة

رغم وجود معاهد تدريبية تكسب المرأة بعض الخبرات والمهارات، إلا أن السيدات ينخرطن في مهن مرهقة وخطرة، بغية تأمين حاجاتهن المتعددة، وسط ارتفاع الأسعار وقلة الأجور.

وتلجأ بعض النساء، خصوصًا من المقيمات في مخيمات النازحين في أرجاء الشمال، لأعمال تعرف محليًا بأنها من تخصص الرجال، أو نشاط محفوف بالخطر كالبحث بين أكوام القمامة عن البلاستيك، مع انتشار المقذوفات غير المنفجرة من مخلفات الحرب.

وأشار تقرير “WILPF“ (الرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية) حول “النساء في الاقتصاد السوري”، أن ظروف الحرب حملت النساء السوريات “مسؤوليات اقتصادية مركبة، مع غياب المعيل التقليدي وتحول قسم كبير منهم إلى الإعاقة الجسدية في معظم الأحيان، خاصة في المناطق الشمالية الغربية الخارجة عن سيطرة النظام”.

وذكر التقرير الصادر في آذار 2021، أن الأوضاع الاقتصادية السيئة، فرضت العمل على النساء بشكل لم يألفه المجتمع السوري التقليدي، بهدف تأمين مستلزمات الحياة في ظل ظروف بالغة القسوة والشدة.

اقرأ أيضًا: افتتاح أول مركز نسائي لإصلاح الهواتف والتسويق الإلكتروني في إدلب

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *