اخبار عمان

السياحة في موسم الخريف.. الواقع والمأمول

 

د.  سالم بن عبدالله العامري

تشهد محافظة ظفار هذه الأيام أجواءً خريفية رائعة؛ حيث بدأت المحافظة في استقبال زوارها الذين توافدوا إليها من داخل السلطنة وخارجها في موسم استثنائي فريد، لقضاء إجازة صيفية ممتعة وأجواء سياحية فريدة من نوعها تجمع بين زيارة المواقع السياحية ومشاهدة المناظر الطبيعية، والاستمتاع بالأجواء المناخية المعتدلة في درجات الحرارة التي تنفرد بها محافظة ظفار على مستوى الوطن العربي في هذا التوقيت الصيفي الحار بالذات، إلى جانب الإرث التاريخي والحضاري الذي تزخر به المحافظة.

وتشهد ولاية صلالة بالتحديد كونها الوجهة السياحية المفضلة للأسر العمانية والخليجية ازدحامًا شديدًا في الطرقات والشوارع، وعلى مستوى خدمات الإيواء في الفنادق والشقق الفندقية والسكنية، وبالرغم من تزايد وإضافة العديد من النزل والشقق والفلل الفندقية والسكنية خلال الأعوام القليلة الماضية لتلبية الطلب المتزايد على المنشآت الفندقية والسياحية خلال مواسم الخريف، من خلال بناء منظومة متكاملة ومتنوعة من المرافق السياحية ما بين المنتجعات السياحية والفنادق بمختلف المستويات والشقق الفندقية وغيرها من المرافق، إلَّا أن توافد الأعداد المتزايدة من السياح في موسم خريف هذا العام وتحديدا في هذه الأيام فاق كل التوقعات والتجهيزات، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الشقق الفندقية والسكنية نتيجةً لكثرة الطلب عليها.

وعلى صعيد آخر، وبالرغم من كل ما تبذله بلدية ظفار من توسعة الطرقات والشوارع وإضافة بعض الجسور، إلا أنها تظل جهودًا متواضعة لا تحقق المستوى المطلوب، أو الطموح المنشود فما زالت الاختناقات المرورية تزداد عاما بعد عام، والأعباء تزداد على دوريات المرور ورجال الأمن الذين يقومون بتنظيم وحلحلة حركة المرور من خلال إيجاد مسارات مؤقته لتسهيل الحركة على المقيمين والزوار؛ الأمر الذي يجعل المسؤولية تتعاظم في محافظة ظفار سياحيًا لإعادة أو رسم خريطة حقيقية للسياحة في ظفار تستشرف المستقبل، وتضع خطة استراتيجية أكثر طموحًا، خصوصًا وأن المحافظة أصبحت على خريطة أهم مناطق الجذب السياحي على المستوى الإقليمي والعالمي.

وعليه.. وفي السياق ذاته، إذا ما أردنا أن تكون المحافظة موردًا سياحيًا واقتصاديًا للبلاد لا بُد أن نُعيد تخطيطها في كافة الجوانب، في شوارعها، وفنادقها، ومطاراتها، وأسواقها، والاستغلال الأمثل للمقومات الطبيعية  في جميع ولاياتها التي تقع ضمن الحزام الخريفي على الأقل من أجل تنويع أماكن الجذب السياحي خلال مواسم الخريف، ولا بُد من تسريع حركة التنمية والاستجابة السريعة لتنفيذ الخطط الاستراتيجية والمستقبلية في مختلف ولايات المحافظة التي لا تزال حبيسة الأدراج والدراسات والتجارب، إن كانت فعلًا حقيقية وتحقق الطموح وتواكب التغيير والتطوير، فقد حان الوقت لأن تبصر النور في ظل هذا الانتعاش والنمو الملحوظ الذي تحققه بلادنا حاليًا بفضل توجيهات قائد البلاد المُفدى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه والعمل على تحقيق أهداف  رؤية “عمان 2040” وإيجاد اقتصاد تنافسي قائم على التنويع الاقتصادي المبني على المعرفة والتقنية والإبداع.

ومما لا شك فيه أن التطوير والتجديد الذي تقوم به بلدية ظفار كل عام في مواسم خريف ظفار لهو جهد مقدر ومشكور ولكنه يظل محدوداً ودون الطموح ربما لقلة الإمكانيات أو تداخل الصلاحيات والاختصاصات مع الوزارت والجهات الأخرى، ولكن المأمول أن يُفك هذا التشابك والتعقيد خصوصًا بعد صدور مرسوم نظام المحافظات الذي يتناسب مع النهج الحديث للإدارة المحلية اللامركزية في عمل المحافظات، من أجل تمكين المحافظات للقيام بالأدوار المرجوة منها، وبما يضمن وجود تكامل وتنسيق مشترك في سياسات وموجهات عمل المحافظات من أجل تنمية المحافظات وتطويرها، الأمر الذي من شأنه تحقيق أهداف وأولويات رؤية “عمان 2040″، والتي من بينها التنمية المستدامة للمحافظات وتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمارات فيها، وتنمية مواردها، والارتقاء بالخدمات والأنشطة المحلية والبلدية فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *