بعدما أعلن خبير مصري، أمس الأحد، أن زلزالاً بلغت قوته 4.1 درجات ضرب شرق إثيوبيا على عمق 10 كم، وعلى بعد حوالي 650 كم شرق سد النهضة، ومركزه منطقة الأخدود الإفريقي، كثرت التساؤلات حول احتمالية انهيار سد النهضة ومدى المخاوف عليه، ما دفع خبير أردني لتوضيح بعض الحقائق المهمة.
هل ينهار سد النهضة
في تصريحاتٍ خاصة لوكالة “روسيا اليوم”، ذكر أستاذ هندسة المعادن والجيولوجيا مدير مركز الدراسات البيئية في الجامعة الهاشمية الأردنية، أحمد ملاعبة، أنه من المتوقع أن يحدث المزيد من الزلزال في إفريقيا.
لكنه أكد في الوقت ذاته أن هذه الزلازل لن تصل إلى أعلى من 7 درجات على مقياس ريختر، مشيراً إلى أن سد النهضة مقاوم للزلازل التي تبلغ قوتها ما بين 7 و8 درجات على مقياس ريختر.
وقال الملاعبة: إن حجم المياه في سد النهضة ما زال بالقليل، موضحاً بذاتٍ الوقت أن أديس أبابا بدأت في الملء الرابع للسد، مشيراً كذلك إلى أن الملء الأول كان 5.5 مليار متر مكعب من المياه والثاني 3.5 مليار متر مكعب والثالث 3 مليار متر مكعب، وبالتالي فإن حجم المياه بالسد وصلت إلى من 12 إلى 18مليار متر مكعب من المياه فقط.
أما بالنسبة للمخاوف المرتبطة بتأثير الزلازل، أوضح الملاعبة أن عملية بناء السد اعتمدت على كونه مقاوم للزلازل، خاصةً وأنه موجود في منطقة ضعف الهضاب التي تم البناء عليها وهي الهضاب البازلت الفيضية في إثيوبيا، فضلاً عن وجود متفرع من الهضاب العربي الإفريقي الذي يمر من نصف إثيوبيا، حيث من المتوقع أن يفصل ما بين 15 إلى 20 % من إفريقيا عن متفرع إثيوبيا الانهدامي.
وأشار إلى أن جزءاً سيتحرك نحو البحر الأحمر وإفريقيا ستتحرك إلى الشمال، مما سيؤدي إلى حدوث انهدام أو فاصل خلال ما بين مليون إلى 5 ملايين عام وليس وقتياً، مثلما حدث الانهدام العربي الإفريقي في الماضي.
وشدد على أن قوة الزلازل المتوقع حدوثها في إفريقيا لن يكون كبيراً جداً ويزيد عن 8 درجات على مقياس ريختر، مشيراً إلى أنه المتوقع أن تترواح قوتها بين 6 و7 درجات على مقياس ريختر وهي ليست كافية على الإضرار بسد النهضة.
وفي حديثه، كشف الملاعبة عن وجود عاملين متناقضين في بناء السد، موضحاً أن العامل الإيجابي وهو قوة بناء سد النهضة، أما العامل السلبي هو وقوع السد في منطقة الانهدام الإفريقي المتفرع من كينيا باتجاه إثيوبيا، وهذا المتفرع جزء من البحر الأحمر ولكن هناك جزء موجود في إثيوبيا لم يحدث إلا سوى بعض التصدعات السطحية وبمسافات قليلة جداً عدة سنتيمترات، وعمق 5 كيلو مترات، ولكن انفصال شرق إثيوبيا عن إفريقيا، تحتاج إلى عمق 100 كيلو متر، وهنا يوجد الخطر، مشيراً إلى أننا في مرحلة انتقالية والأمر يحتاج إلى آلاف السنين.
وفي ختام حديثه، قال الملاعبة: إن الزلازل المتوقع حدوثها لا تتجاوز 7 درجات على مقياس ريختر، وهي لا تؤثر على سد النهضة الذي يعد مقاوم الزلازل مثل السد العالي في مصر، مؤكداً أنه لن ينهار ولكن قد يحدث بعض التخلخلات على أطراف السد وحوله، فيصبح من الممكن مع الوقت أن يكون هناك مخاطر، ولكن الآن لا يوجد مخاطر مطلقاً.
والجدير ذكره أن خبير مصري حذر أمس من مخاطر الزلازل على سد النهضة، خاصةً وأن “منطقة الأخدود الإفريقي هي أكثر المناطق الأفريقية تعرضاً للزلازل والبراكين بسبب الفالق الكبير وهو أكبر فالق على يابس الكرة الأرضية”.
بالإضافة إلى أن الخبير المصري، أكد أن “الخطر الأكبر من سد النهضة ليس في التخزينات المتعددة بقدر خطر سعته التخزينية الضخمة بحوالى 74 مليار م3 في بيئة غير مستقرة جيولوجيا ومناخيا، التأثير مدمر على السودان وربما مصر في حالة الانهيار”.
والاستعداد الإثيوبي للملء الرابع يأتي رغم الخلافات بملف سد النهضة مع مصر والسودان وعدم التوصل لاتفاق بعد، إلا أنّ أديس أبابا تواصل التحرك أحادي الجانب مستغلةً أزمة السودان وانشغال مصر.
اقرأ أيضاً:
تحرك إثيوبي وزلزال “خطير”.. خبير مصري يحذر مما يجري قرب سد النهضة
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية
