اخر الاخبار

قنبلة إسرائيلية في أوساط الفلسطينيين.. من مهم المستعربون وما هي مهامهم؟ وطن

وطن سلط تقرير لموقع “الجزيرة الوثائقية” الضوء على فئة من اليهود يلبسون لباس العرب وينطقون بلسانهم ويصلون صلاتهم لكنهم كالقنبلة في أوساط الفلسطينيين أطلق عليها اسم “المستعربين”.

والمستعربون هو مصطلح صاغه الأمن الإسرائيلي خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى في ١٩٨٧، وهم مجموعات من الشرطة تتنكر بلباس مدني مطابق لما يرتديه الفلسطينيون لكنه يخفي تحته أسلحة نارية صغيرة.

وأوكلت للمستعربين على مدار سنوات مهمات اغتيال واعتقال في مناطق مكتظة بالفلسطينيين أو ما تسمى بـ”مناطق الاشتباك بين الحجر والرشاش”.

العصفور سيء الصيت

واستعرض التقرير الذي كتبه “بلال المازني” أصل قصة المستعربين التي تعود إلى كلمة عصفور وهو مصطلح بات اعتياديا لدى الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ويعني هذا المصطلح المُخبِر الذي يتسلل للأسرى داخل زنازينهم للتأثير فيهم أو لاقتلاع معلومات منهم، وهو في الواقع مصطلح ذو دلالة.

وفي الثقافات المحلية العربية، فالعصفور هو كنية ذات مدلول سلبي ومخزٍ بنقل الأخبار عن طريق التودد الزائف وفي الثقافة الشعبية السورية تقابلها كلمة” فسفوس” أو مخبر الذي كان يتم تعيينه من وسط السجناء أنفسهم لينقل أخبارهم إلى إدارة السجن أو المخابرات.

أعنف هجوم للمستوطنين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر.. واشنطن بوست تكشف التفاصيل

ووفق التقرير ذاته أتى على ذكر العصافير عميد الأسرى العرب الأسير عبد الله البرغوثي في كتابه “أمير الظل، مهندس على الطريق”.

وفي الواقع، فإن العصافير هي أيضا وحدة استعلامية إسرائيلية حملت منذ الأربعينيات اسم “وحدة العصافير”، وقد كلفت بزرع إسرائيليين عرفوا بالمستعربين داخل التجمعات الفلسطينية، والعيش فيها لجمع المعلومات، أو لتنفيذ عمليات اغتيال.

اختيار المستعربين من ذوي الملامح الشرقية

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل اعتمدت ضمن وحدات المستعربين في أجهزة الشرطة أو الجيش أو الاستعلامات على مجنّدين يتقنون اللغة العربية واللهجات المحلية، ولهم ملامح شرقية، وكانت أسلحتهم الفتاكة هي التي راهنت عليها إسرائيل، ومنذ أن أقامت دولتها على الأراضي الفلسطينية توجهت نحو توسيع ذلك السلاح داخل المدارس بتعليم اللغة العربية.

ونقل كاتب التقرير عن الكاتب “يوناتان مندل” قوله في كتابه “تكوّن العربية الإسرائيلية.. معطيات سياسية وأمنية في تشكل دراسات العربية في إسرائيل” إن المستشرق والمفتش التعليمي في وزارة التعليم الإسرائيلية “إسرائيل بن زئيف” حاول بعد مرور عقد على تبوئه منصبه الدفاع عن أهمية دراسة اللغة العربية في النظام المدرسي اليهودي في رسالة إلى “باروخ يهودا” مدير وزارة التربية والتعليم.

وقال “بن زئيف” في رسالته: ستتيح دراسة اللغة العربية للتلميذ أن يقرأ مواد تتصل بنمط الحياة العربية المعاصرة في إسرائيل والبلدان المجاورة، وعند تخرجه في المرحلة المتوسطة يكون قادرا على استعمال معرفته العربية المحكية لغايات عملية.

“مستعربون” دخلوا لمشفى بالخليل بحجة “امرأة ستلد” .. فاعدموا شاباً وخطفوا جريحاً

المستعربين في برنامج “للقصة بقية”

ومن خلال شهادة له في برنامج “للقصة بقية” بُث على قناة الجزيرة، قال “إيلون بيري” وهو مستعرب سابق إنه يجب على المستعربين أن يتقنوا اللغة العربية واللهجة والقرآن، وأنه توجد وحدة خاصة مختلفة تسمى رأس المستعربين، وهم مجموعة من المجندين يتقمصون شخصيات مختلفة ويتنقلون بينها.

وبسبب ذلك يعترف “بيري” قائلا: وصلت إلى وضع بالغ الصعوبة أوشكت فيه على قتل نفسي. وأحد المستعربين نقل إلى المستشفى بعد إصابته بالجنون.

ومضى التقرير أن الإسرائيليين يطلقون كلمة “مستعرفين” على مجنديها المستعربين الذين ينشطون ضمن الوحدات التابعة للجيش أو الشرطة أو الاستخبارات.

ويعمل هؤلاء ضمن وحدات أمنية سرية وخاصة تابعة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي تأسست بداية قبل عشرات السنين ضمن ما عرف بالتنظيم العسكري “البلماح” وتطلق عليها ألقاب ونعوت كثيرة، منها فرق الموت.

ويزرع أعضاء هذا الوحدات بملامح تشبه الملامح العربية وسط المحتجين والمتظاهرين الفلسطينيين، حيث يلبسون لباسهم وكوفيتهم ويتحدثون بلسانهم وسرعان ما ينقلبون ضدهم عنفا واعتقالا لصالح القوات الإسرائيلية.

تنظيم البلماح

وتأسست وحدة المستعربين في التنظيم العسكري “البلماح” في مايو/أيار من العام 1943 على يد “إسحاق ساديه”، وهو يهودي بولندي خدم في صفوف الجيش الأحمر برتبة قائد سرية، ثم هاجر إلى فلسطين عام 1920.

وكان الهدف من “البلماح” تجنيد عملاء يهود تكون لهم القدرة على الاندماج داخل التجمعات العربية والعمل هناك فترات طويلة، كما أسندت لهم مهام استخباراتية وعسكرية.

وقد أطلق على هذه الوحدة اسم “شاحر”، وظلت تعمل إلى أواخر العام 1950، وكانت هذه الوحدة آخر جدران تنظيم “البلماح” قبل أن تفككه الاستخبارات الإسرائيلية.

ويقول غسان دوعر في كتابه “المستعربون أو فرق الموت الإسرائيلية” إن المعنى الحرفي لكلمة مستعرب تطلق على اليهودي الذي يعيش في الوسط العربي متخفيا، من خلال تقليد العادات والتقاليد والثقافة للوسط الذي يعيش فيه.

وحصل ذلك عبر أفراد عصابة “هاشومير”، وهي أول جمعية صهيونية تأسست على أرض فلسطين العربية العام 1909، وكان أفراد هذه العصابة يقلدون البدو في المنطقة التي انتشروا فيها.

وكشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن المستعربين يتقمصون لأجل اعتقال مطلوبين لسلطات الاحتلال دور صحفيين يحملون كاميرا أو مسعفين أو أطباء، لأن ذلك يسهل عليهم اختراق التظاهرات والاحتجاجات وتنفيذ مهمتهم الأمنية ولو اقتضى الأمر ارتداء ثياب النساء.

وتوجد وحدة المستعربين كذلك وسط سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتسمى “متسادا”، وتشرف عليها مصلحة السجون، وتتركز مهمتها في السيطرة على رهائن محتجزين في سجون بها أسرى فلسطينيون وقمع احتجاجاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *