وطن تداول النشطاء على نطاق واسع خلال الأيام الماضية رسالة السياسي والمعتقل المصري السابق المهندس يحيى حسين عبد الهادي، لرئيس النظام عبد الفتاح السيسي والتي نشرها عبر حسابه في “فيسبوك” لكن المنصة حذفت الرسالة ـ التي يبدو أنها أزعجت النظام المصري ـ لسبب لم يذكر، ليعيد نشطاء ومواقع إلكترونية نشرها بصيغ مكتوبة ومسموعة أيضا.
والخميس، قررت محكمة جنح مدينة نصر، مد أجل الحكم على يحيي حسين عبد الهادي، مؤسس الحركة المدنية الديمقراطية بتهمة نشر أخبار كاذبة لجلسة 18 يناير المقبل.
رسالة يحيى حسين عبد الهادي المحذوفة
وبحسب وسائل إعلام مصرية نسبت النيابة لـ”عبد الهادي” تهمة نشر أخبار كاذبة في 3 مقالات كتبها عبر حسابه على موقع فيسبوك بين أغسطس 2022 ومارس 2023.
وجاء في رسالة المهندس يحيى حسين عبد الهادي إشارة إلى ما مر به من ظلم وتنكيل حاله حال مئات آلاف المعتقلين في السجون المصرية قائلا:ً “طالت سنوات الحبس فى سجونك بكل ما فيها من ألم .. لكن هذه السنوات العجاف لم تُشَّوِه نفيى ولا لَوَّثَتْ مشاعري”.
ويضيف السياسي المصري في رسالته: “لم أشارك آلاف المعتقلين دعاءهم عليك أن يُصيبك في أحبابك مثلما حرمتَهم من أحبابهم .. واكتفيتُ بهذا الدعاء الذى لم أتجاوزه (اللهم إنى أَكِلُ إليك أمرَ من ظلمني .. اللهم اِهْدِهِ .. فإنْ لَمْ تَهْدِهِ فَهدُّه) .. وكان رجائي دائماً أن تتحقق الأولى لا الثانية”.
رسالة المهندس يحيى حسين للسيسي مقروءة
طالما الرسالة أغاظت السيسي لدرجة إن الأجهزة تتدخل لحذفها، وإن فيه إجماع إنه لن يقرأ كل الرسالة (ولو قرأ لن يفهم)، فالرسالة هنا مسموعة، يمكن يفهم.
شكرا لليلى على التطوع بالقراءة!#يحيى_حسين_عبدالهادي#السيسي #الانتخابات_الرئاسية_المصرية pic.twitter.com/EwsACLj7wS— Hesham Sabry هشام صبري (@heshamsabry01) December 14, 2023
ومن أبرز ما جاء في رسالة المهندس يحيى عبد الهادي للرئيس المصري:
نسيتُ تماماً مقولةَ مانديلا الشهيرة (قد نغفر لكن لا ننسى) وتَلَبَّسَتْنى مقولةُ إبراهيم ناجى:(فتَعَلَّمْ كيف تَنْسَى .. وتَعَلَّمْ كيف تمحو)
دعوتُ لك بالمغفرة وألاَّ تفعلَ بك الأيامُ مثل ما فعلتَه أنت بى .. وأضفتُ إلى لاءَتَيْ السابقتين لاءً ثالثةً: (لا فضل، ولا شُكْر .. ولا مرارة)
نسيتُ ما وقع بى من ظلم .. ومَحَوْتُ ٤٠ شهراً من الألم .. محاها الله .. وسامحتُك وعَفَوْتُ عنك فيما يخُّصُني
لكن فِيما يخص مصر والمصريين، فذلك ما لا أستطيعه ولا أمْلِكُه .. فإذا كانت الأُخُّوَةُ قد دَفَعَتني للتسامح فيما يخُّصُني، فالأُخُّوَةُ نَفْسُها تدفعني لأمانة النُصح فيما يخص الآخرين .. ولا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيك إن لم تسمعها.
أخي عبد الفتاح .. في صدر كُلٍّ مِنَّا شيطانٌ ومَلاكٌ يتنازعان إلى أن يَحين الأجل .. وأنا أُراهن على المَلاكِ فِيك أن يُنصتَ وأن يستجيب مهما كان الكلامُ قاسياً.
رسالة إلى السيسي بشأن الانتخابات الرئاسية في مصر
ووصف المهندس والسياسي المعتقل السابق يحيى حسين عبد الهادي ما يسمى الانتخابات الرئاسية في مصر بأنها “الهزل المجسد”.
وأضاف أن لسان حال المصريين اليوم يمتزج بين الأسى والسخرية وأن ما يجري اليوم (فأينما تولوا فثم وجه السيسي) هل تصدق هذا التأييد الكاذب؟
وتابع عبد الهادي مخاطباً السيسي: “لَا تعلم أن أجهزتك قامت بإجبار عشرات الآلاف من أصحاب المحلات على تعليق هذه اللافتات؟ .. فضلاً عن مسيرات ومؤتمرات المبايعة من مواطنيك المقهورين بالتهديد أو العوز أو كشوف الحضور والانصراف أو جمع البطاقات أو الكراتين (أو كل ذلك معاً)؟
ومما ذكره عبد الهادي في رسالته للسيسي أيضاً:
مصرُ تَسخر مما يحدث وتكتُم ضحكتَها ولا تُسمِعُك إلا ما يُرضيك ولا يُؤذيها.
المُعتَقَلون بأوامر منك أو من مرؤوسيك (ولا يُنَّبِئُكَ مِثْلُ خبير)؟
أَتَّعَجَبُ كيف يَغمضُ لك جَفْنٌ وتَخْلُدُ إلى النوم دون أن يؤرقك وجود مظلومٍ واحدٍ محرومٍ من حُرِّيَتِه وتَحُولُ أسوارُكَ بينه وبين أحبابه؟
أَمَا آنَ لك أن تعفوَ عن نفسك .. وتتخفف مما يثقل كتفك من عذابات آلاف المظلومين وأُسَرِهِم؟
وختم عبد الهادي حديثه بالقول لرئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي: “الحمل ثقيل والحساب عسير والساعة قريبة .. تخفف”.
يذكر أن السيسي كان أصدر عفوًا رئاسيًا عن المهندس يحيى حسين عبد الهادي في يونيو 2022، بعد أسبوع من الحكم عليه بالحبس 4 سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة في القضية رقم 277 لسنة 2019 المعروفة إعلاميًا باسم “اللهم ثورة”.
وبعد خروجه من السجن وعودته لمنزله وإصراره على فضح جرائم نظام السيسي، يبدو أن النظام يعد له تهما جديدة وهمية ليعيده للمعتقل ليسكت صوته الذي ظن أن “قرصة الأذن” الأولى ستسكته.
